أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الرابع والاخير














المزيد.....

هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الرابع والاخير


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6907 - 2021 / 5 / 23 - 12:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من جانب اخر، هل يستطيع الناس ان يصبحوا سعداء؟ السعادة تأتي حين لا يكون هناك نزاع في ميزان النفس. لماذا النزاع على كل شيء، الله، الجنس، السلطة، المال، الثروة.. لماذا نعيش في هذا النزاع؟ ان تغيير الآراء كل يومين نزاع أيضا، كل ذلك يجلب لنا التعاسة.. لماذا الازدواجية (طويل وقصير، نهار وليل، ذكي وغير ذكي)؟ ونفسيا لماذا الازدواجية (ملاك وشيطان، طيب وخبيث)؟ هل يولد الطيب من الخبيث؟ فهل هو نسبي! اي ان الشيء الحسن يحتوي السيء القبيح أيضا، إذا كان كذلك فهو غير حسن. ان الملاك إذا احتوى الشيطان لن يبقى ملاكا. الحسن ليس شيئاً نسبيا. ثم هل صراع الاضداد، سوف يوصلنا الى الكمال؟!
هناك الملاحظة او المراقبة التي لا تسيطر عليها المفهوم الشائع للكلمة (الغضب، الخبث، الطيبة، الشجرة..) هي الوسيلة الوحيدة للاستفسار خارج الفكر، بدون الخوض في معان ما توحيه الكلمة، بل بالملاحظة والمراقبة بعيدا عن كل المعتقدات. ستكون ملاحظتك غير منقادة بالفكر المستمد من الذاكرة. هذه الملاحظة كلية وليست محدودة. لا تنظر الى الاسم بل راقب ولاحظ بعمق ما وراء الكلمة...
اين الحقيقة؟ مثلاً انا غضبان! لماذا نصنف الغضب بالشيء السيء، لنصنفه متصارعا مع الحُلم للوصول نحو الكمال؟ إذا فهمت الغضب بانه نوع من انواع حماية النفس، إذا فهمت طبيعته فسوف تنهي جوانبه السلبية. إذا نازعت وصارعت الغضب في نفسك سيتولد التناقض ثم يزداد التنازع، وسوف لن يحل المشكلة. إذا قارنت نفسك مع الاخرين، سيتولد كذلك في نفسك صورة نزاع. اذن هل من الممكن ان نعيش بدون نزاع؟ الامر يحتاج الى انتباه! ان نهاية النزاع بالتأمل والانتباه العميق لقتل الفكرة، أي ان تجعلها بلا زمن (تقطع حركتها من الماضي الى الحاضر)، فأنت حين تتذكر (س) من الناس قد خانك في الماضي او تشاجر معك، هذا يعني بأن الفكرة عنه لايزال حياً يعيش في ذهنك في الحاضر، انت بحاجة لإيقاف زمنه لكي تموت الفكرة، كيف؟ بالانتباه والملاحظة العميقة.... انتبه للغضب بعمق وسوف ينتهي، فالغضب في ذاكرة الماضي، يلتقي مع الحاضر ويحور نفسه ليصبح المستقبل.
هل المجتمع مصنوع من قبل رجل؟ في التركيبة السطحية مصنوع من قبل رجل، ولكن ما هو المجتمع؟ انه انا وانت، المجتمع هو ما نصنعه نحن، فأنت صانعه. فأنت لا تستطيع تغيير المجتمع ما لم تنتبه، الانتباه اولا وليس التحليل. هناك فرق شاسع بين الانتباه بالملاحظة وبين التحليل (أتمنى ان افصله لاحقا). الانتباه بالمنظور السيكولوجي، ان هذا الانتباه سينهي النزاع ويخلق مجتمع سوي. الفكر يخلق الصورة في الذاكرة النفسية بشكل محدد دائما ولا يمكن القضاء على الفكر! هل هناك مصدر طاقة لم يخلق من الفكر؟ ان الطاقة غير الملوثة بالفكر هو الحب...
حين نفكر في الموت نخاف، وكأن الناس وحدها هي التي تموت! حين نسترجع فكرة الموت من الذاكرة (ككلمة محفوظة فيها) ، وكما تعلمناه من ايام الدراسة او من ابوينا او من الاصدقاء اي من المجتمع و من الادبيات ، سنرى الموت بشعاً، ويعقبه حساب والحساب يأتي بالعذاب والألم في الجهنم ( هذا ما تعلمناه وخُزِنت في عقولنا) ، وحين ننتبه للفكرة ونتأمله بزمن صفر اي لا نعود لمخزون الذاكرة ، سندرك باننا لا نموت ، بل ان الخالق او الموجد، قد برمج حياتنا لمدة محددة (برمجة بيولوجيةbiological algorithm)، ان شكل جدك قبل الف عام مطبوع في وجهك وان خالك ببشرته البيضاء متقمص لون بشرتك، وان عمك بأصبعه القصير لايزال حيا ماثلاً في قدمك وهكذا .. الصفات الجسدية تتوارث وتبقى ولن تموت resistive to change وذاكرة خلايا انسجة أعضاء جسدك أكبر من ذاكرة الدماغ بمليارات المرات. الاحاسيس لا تموت فكل طفل وليد له الحواس الخمسة، اذن ما الذي يموت؟ انها الذاكرة التي تموت فقط. الذاكرة التي خزنت كل احداث حياتك منذ النشأة الأولى ثم ذهابك الى المدرسة الابتدائية والى يوم الممات، هذه الذاكرة أصبحت متقادمة، عاصرت زمناً لم يعد موجوداً، ولن تكون صالحة للاستعمال للحقب الزمنية القادمة وبحاجة الى التحديث، اما انت فتلد بذاكرة جديدة طازجة (صفر) يفترض ان تكون متهيئة لخزن ما يعاصر حاضرك أي معاصراً لزمنك الراهن. اما لماذا لا تُحَدِث الذاكرة نفسها باستمرار دون الحاجة للموت! فهذا له علاقة بفلسفة متوسط العمر المحدد للإنسان، تلك المبرمجة بعناية لنفث الملل من الروتين الفيزيائي والنفسي، وغير مطلوب منك ان تؤمن بما أفكر به، بل مجرد تأمل بالملاحظة الثاقبة و الانتباه.
حين تنتبه لفكرة الموت بهذا الشكل من التأمل (وليس بالمقارنة مع الضد)، يتغير حالتك النفسية من الرعب والفزع الى الاطمئنان. اي كنت ترى الموت وحشا طويل الانياب مقرف الشكل، ولكن بعد التأمل بالانتباه والملاحظة العميقة، أصبح ملاكاً بشكل جميل جداً، مستمر معك بحياة جديدة، فيزيل مخاوفك. كذلك الغضب بحاجة للتأمل والانتباه وحين تدرك بان المنتبه هو انت وفكرة الغضب هو في ذاكرتك انت، اي انت أيضا، ستموت الفكرة ولا يمكن ان ينشأ نزاع في العقل بينهما، لان النزاع ينشأ بين نقيضين، وانت مع انت لستما نقيضين!! نحن نخزن افكارا في ذاكرتنا كمعلومات (او خارجها كبرمجة بيولوجية) تبقى تعيش معنا وحين تظهر امامنا مواقف مضادة لها يخلق الفكر صراعا بينهما ينشأ منها حالة الغضب والعصبية. تـــــــــــــــــــــــــــــــــأمل ذلك.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السواد
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثالث
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثاني
- متى سيقضي الانسان على العنف جذرياً؟
- خاطرة حول برلمانات الدول النامية
- خاطرة عن وطن الخيال والواقع
- النفط والاقتصاد العالمي الى أين؟
- الأنا محور الشخصية البشرية
- الحب كما اراه
- الازمة الاقتصادية الخانقة في العراق
- الموظف بين الامس واليوم ..
- التعليم المثالي
- رؤية لملامح جديدة للعالم والشرق الأوسط في هذا العقد
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى /الجزء التاسع
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى / الجزء الثامن
- قواعد الحب والعلاقات
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى/ الجزء السابع
- ايليا ابو ماضي / امير امراء الشعر العربي
- حجاب المراة بين الامس واليوم
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى /الجزء السادس


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الرابع والاخير