عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 6906 - 2021 / 5 / 22 - 23:49
المحور:
الصحافة والاعلام
يبدو أن هيئة الأذاعة البريطانية أو البي بي سي تعيش حاليا أسوأ أيامها.. فالقصر الملكي ورئاسة الوزراء والنواب في البرلمان قد أبدوا أمتعاضهم من طريقة عمل الهيئة الأعلامية التي تعتبر أضخم مؤسسة أعلامية في العالم ومن أعرقها وأكثرها تأثيرا.. بل لا تكاد تذكر بريطانيا دون أن يربط السامع أسم هذا البلد بأذاعته البي بي سي..فكم من البلدان ترتبط بأذاعاتها؟.. ولكننا لابد من أن نذكر أن البي بي سي تقول بحياديتها عن خط الحكومة في البلاد مما يعطيها المصداقية في أخبارها وتحليلاتها..وهي أستقلالية وحيادية تريد أن تثبتها الهيئة المشرفة على البي بي سي من خلال التمويل المالي لمشاريعها، حيث تفرض الضرائب بقانون الحكومة على أبناء الشعب فلا بيت في بريطانيا فيه جهاز التلفاز دون أن يكون مسؤولا عن دفع مبلغ يقرب من 200 دولار سنويا، هي كلفة أجازة تلفزيون بيتك حتى لو كنت من غير الراغبين بقنوات البي بي سي نفسها!. وعليه فالمواطن يتوقع الخدمة الممتازة من هيئة أعلامية يمولها المواطن نفسه..
وعودة لما حصل خلال الأسبوع الماضي فأثر على مهنية البي بي سي وأثار عاصفة من النقد اللاذع لها ولقياداتها.. فقد نشر تقرير التحقيق الذي أجري بحيادية بشأن المقابلة التلفزيونية التي بثت عام 1995 من شاشة البي بي سي مع الأميرة الراحلة ديانا زوجة ولي عهد بريطانيا الأمير جارلس. وقد أستنتج التحقيق أن المحاور الأعلامي مارتن بشير أنما قام بخداع الأميرة وأخيها بتزوير حسابات بنوك أراد أن يثبت فيها ويقنع الأميرة أن هناك من يتجسس عليها في القصر الملكي، وبالتالي فهي فرصتها لأن توافق على المقابلة التلفزيونية وتتكلم بصراحة عن علاقتها بزوجها الأمير. وهكذا كان.. حيث نجح بشير من خلال أسلوبه غير الأمين في اقناع الأميرة بأجراء المقابلة والتي شاهدها ما يقرب من 20 مليون مشاهد حينذاك.. ولتكن علاقة الأميرة ديانا مع القصر الملكي بعد المقابلة متوترة ويتم الطلاق بينها وزوجها بعد ذلك بفترة قصيرة ثم وفاتها بحادث السيارة المعروف في باريس بعد سنتين من الطلاق. وفي تلكم المقابلة -موضوع التحقيق- قالت ديانا أن زوجها يخونها مع عشيقة له وأن زواجها مزدحم قليلا!.
ما يهمنا في كل ذلك هو الحديث الذي يجري هذه الأيام في بريطانيا عن مصداقية الأعلام وأتباعه أحيانا الأساليب غير المهنية أو قل غير الأخلاقية في تحقيق ما يبغيه من أهداف..واذا كان ما جرى مع الأميرة الراحلة ديانا والتي وصفت نفسها في تلكم المقابلة بأنها أميرة القلوب –وهي كذلك- فكيف بك الحال أذا تعلق الأمر بمصير أوطان ومصائر شعوب...ولا ننسى ما طبّل له الأعلام وزمّر بخصوص العراق وأسلحة الدمار الشامل في تسعينيات القرن الماضي وصولا لعام 2003 حيث سقوط بغداد وأحتلالها.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟