أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - النظام السوري..ورهان البقاء-3














المزيد.....

النظام السوري..ورهان البقاء-3


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1634 - 2006 / 8 / 6 - 00:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في عملية مراهنة النظام السوري على البقاء يستمر بالتفكير والعمل بنفس الطريقة القديمة الخشبية المخادعة الغوغائية التي ترتكزعلى كم هائل من تراكم الوهم والقمع والإصرارعلى التمسك بالسلطة ولايعنيه الواقع بكل مافيه من تناقضات وأخطارواحتمالات مجهولة وهو بحالة عجز مهين , وكل مايعنيه هو إثبات الوجود وضبط الحدود ,الإشارة الواضحة التي تلخص دوره وسبب وجوده ورضى " إسرائيل " عنه ,وتسول دورعلى حساب دماء اللبنانيين ودمار لبنان ووحدته وخدمة الإستراتيجيات المدمرة للمنطقة , يغطيه بالمزيد من خلط الأوراق والأولويات وزيادة وتيرة خنق الحريات وتهميش الشعب بل وتوريطه عبر خطاب صامد ومقاوم لفظي كارثي مستهتر بمصير الشعب والمصالح الوطنية والقومية , باحثا ً باستمرارعن تعويض خسارته لكل الأوراق التي كان يملكها في لعبة الصراع القديم الجديد.
ولعل النظام وجد ضالته في سياسة الهروب إلى الأمام , الهروب من لبنان الذي كان وجوده فيه هو أحد أهم عوامل استمراره , لكنه هرب إلى الداخل السوري حاملا ً معه تناقضاته أضافها إلى تناقضات الداخل المركبة وراكمها فوق الوضع السياسي المتناقض أصلا ً والوضع المعاشي المنهار إلى الحد الذي لم تعد
سورية قادرة على تحمله , وبدل الوقوف الجريء أمام استحقاقات الشعب والتطوير والإنفتاح عليه, واستيعاب معطيات الوضع الدولي الجديد الذي انعكس على الوضع العربي بمانشاهده من كوارث هنا وهناك ,على العكس من ذلك ازداد طيشا ً وارتباكا ً فقررالهروب إلى وسط العاصفة.
هي عقدة الحكم والبقاء والتي غالبا ً ما يكون المخرج الوحيد من الداخل الذي تختبئ فيه كل المفاجآت هو الهرب إلى الخارج وتصديرتناقاضته إلى الساحة الإقليمية ومحاولة العبث فيها من جديد , لكنه هذه المرة متسللا ً إلى لبنان وفلسطين عبربوابة المقاومة التي أغلقها وختمها بالشمع الأحمر لأكثر من ثلاثين عاما ً, وعبرالرافعة الإيرانية , وعبرركوب موجة الإرهاب العاتية رغبة ً منه في إكمال المشوارالذي يظن أنه المنقذ الذي سوف يوصله إلى شاطئ الأمان والبقاء.
إلى أي حد يمكن اعتبار هذه الحوامل الجديدة المذكورة تشكل موضوعيا ً الأسس التي يراهن عليها النظام بالبقاء ؟, وماهي انعاكاسات العدوان الإسرائيلي بغض النظر عن نتائجه النهائية على مستقبل النظام السوري ؟, وهل أن النظام قادرعلى تنفيذ أي دور على الساحة الإقليمية ؟ , وبالتالي هل سيكسب الرهان على البقاء في المستقبل ؟.
في محاولة الإجابة على هذه الأسئلة لابد من معرفة موقع النظام السوري وتوازناته وموازين قواه في خريطة الأحداث الجارية أولا ً, وتحديد الدور السياسي الفعلي الذي يقوم به حاليا ً على الساحة الإقليمية وفي لبنان تحديدا ًثانيا ً,وتوضيح ما يمكن أن يقدمه حقيقة ً للمقاومة اللبنانية والفلسطينية وللشعوب أيضا ًفي هذه الظروف التي تتعرض للإبادة الجماعية ثالثا ً,بل وأكثر من ذلك ما يمكن أن يقدمه لإسرائيل وأمريكا وإيران بالجملة وبالمفرد رابعا ً, وهل سيستطيع ضبط توازن المصالح بين هذه الأطراف المتناقضة الآن رابعا ً؟ ,وإذا استدعت مصالحة بالتضحية ببعض الحلفاء , فبمن يبدأ؟ خامسا ً ,وهل للشعب السوري والمعارضة السورية أي تأثيرعلى كل هذه المراهنات التي يقوم بها النظام وحيدا ً دون علم ومشاركة الآخرين ؟ سادسا ً , وهل للموقف العربي الراهن أي رأي في عملية تغييرأو بقاء النظام في سورية ؟سابعا ً , وبالمحصلة ماهي آفاق المستقبل سوريا ً؟.
الأسئلة تطرح نفسها على كل الأطراف , وفي دخان اللحظة الراهنة الذي يحترق فيها لبنان لاأحد يستطيع أن يغامرفي الإجابة سوى على بعض الأسئلة التي أجوبتها يعطيها النظام السوري نفسه عبر سياسة الكذب والخداع والهزيمة والسمسرة على أطفال ونساء وشيوخ لبنان ومدنييه ووحدته ومستقبله في بورصة النظام الدولي الجديد, السياسة التي انكشفت أمام المقاومة اللبنانية أولا ً وأمام الشعب العربي كله ثانيا ً,ومكشوفة ومعروفة أمام القوى الإقليمية والدولية التي تتحكم بخيوط لعبة الموت الدنيئة في لبنان والمنطقة العربية كلها.
وبالمقابل يمكن استقراء بعض الإجابات حول دور النظام السوري ونسبة نجاح رهان البقاء في الحكم على أنقاض ما يتعرض له لبنان من تدمير وقتل وعدوان , وهو لايتفرج عليه فقط ! بل ويعرقل كل الجهود الرامية إلى الوصول إلى أفق سياسي لوقف العدوان عبر الضغط على خيار الإجماع اللبناني لتمزيقه والإمساك ببعضه كأوراق مساومة في يديه , وعبرخلط المسارات والقرارات الدولية وانتقاء منها مايبرر استمرار الحريق والعدوان على لبنان وقطع الطريق على فرز المسارات والأمور على طريق حلها بما يضمن مصلحة لبنان وسورية وليس مصلحة النظام و"إسرائيل " , ولعل خلط القرارت / 242 و425 و1559/ هو الجواب على الكثير من الأسئلة , الجواب الذي يصر النظام السوري على تبنيه هو إعطاء الصراع بعدا ً إقليميا ً وعلى لبنان أن يدفع فاتورته على الدوام .
وبعض الإجابة تكمن في خطاب النظام نفسه في تصوير أن لبنان يمكن أن يكون قاعدة للإرهاب وهو يضع يديه على الشبكة الإرهابية في لبنان وماعلى المعنيين سوى بالجلوس والحوار مع النظام السوري لوضع السيناريو المناسب لهم في حربهم على الإرهاب !.
وبالمحصلة إن النظام في مأزق داخلي مع شعبه أولا ً,وفي مأزق إقليمي مع أصدقائه في لبنان وإيران ثانيا ً, وفي مأزق دولي يمثله تناقضه في رهانه على لعب دور ما وعلى استمراره على أن يكون حليفا ً للمقاومة وجزءا ً من صراع الإستراتيجية الإيرانية على الأرض العربية والدم العربي والمصالح العربية ثالثا ً.
إنه الرهان النهائي الذي يلعبه النظام وهو بمنتهى الضعف والتواطؤ والتناقض ,تحكمه رغبة الركوب على كل الأحصنة الداخلة في حلبة الصراع وهو لايملك سوى الرغبة النظرية والوهمية في ركب الحصان الرابح!.
د.نصر حسن
4.آب , 2006



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري..ورهان البقاء
- من المسؤول عن هذا الجنون ضد لبنان ..؟!.
- من عسكرة القوة إلى عقلنة الثقافة
- لبنان ..وملامح الشرق أوسط الجديد
- النظام السور ي بين فقدان الأدوار وتناقض الخيار ..!
- الجولان من رهينة في زمن الأب إلى صفقة وصفاقة في زمن الإبن .. ...
- بشار أسد ...بانتظار الضوء الأخضرلنجدة المقاومة وتحرير الجولا ...
- لبنان ..تصفية مدنيين على طريق تصفية حسابات
- العلمانية الدين والدولة والمجتمع
- العلمانية في الوطن العربي بين واقع وطموح .2
- جبهة الخلاص الوطني ...مؤتمر لندن وآفاق المستقبل 1 .
- جبهة الخلاص الوطني ..تحريك أم تفكيك الإستبداد ؟.
- المعارضة السورية
- بشار ...ولحظة انهيار امبراطورية الفساد ...8
- لعنة ....اسمها الطائفية ..
- جبهة الخلاص الوطني...الخروج من نقطة الصفر
- الديموقراطية.. الثقافة ..السياسة ..واختلاط الفهم والمفاهيم
- اغتيال الحرية..اغتيال جبران تويني .. اغتيال الحياة .! .


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - النظام السوري..ورهان البقاء-3