|
تحليل اولي غزة تبتلع نتنياهو
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 6905 - 2021 / 5 / 21 - 11:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحليل اولي غزة تبتلع نتنياهو نعم غزة نجحت في ابتلاع نتنياهو...وجيش نتنياهو الذي حشده على قطاع غزة وطائراته ومدفعيته التي قصفت على مدار 11 يوماً المباني المدنية ودفنت الأطفال تحتها أحياء،مدمرة الأبراج السكنية ومقرات وسائل الإعلام ومقرات الأمم المتحدة والبنى التحتية والطرق وشبكات المياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء ...لم ينجح في تحقيق أي هدف من أهداف هذه الحرب التدميرية، نتنياهو الباحث عن وهم نصر في قطاع غزة ينقذ مستقبلية السياسي والشخصي إستنفذ بنك اهدافه، في حرب عدوانية تصعيدية تدميرية أرادها،ان تسهم في زيادة حظوظه في ان يتبجح بالقول لمجتمعه أنا ملك اسرائيل الذي يجلب لكم كل شيء، الأمن والرفاه الإقتصادي ولقاح جائحة " كورونا" وتدمير قوى المقاومة وإحضار رؤوس قادتها الكبار لكم على طبق من ذهب،وإنهاء اسطورة محمد الضيف،وتدمير الأنفاق الهجومية والدفاعية،وقطع خطوط انتاج المقاومة من الصواريخ ،ووقف اطلاقها نحو مغتصبات محيط غزة وعلى عمق دولة الكيان ......نتنياهو حتى اللحظة الأخيرة التي سبقت وقف إطلاق نار بدون شروط متزامن ومتبادل وبدون اتفاق مكتوب وتفاهمات،كثف من قصفه وغاراته على القطاع لعله ينجح في اصطياد عدد من قادة ال م ق ا و م ا ة تمنحه ما يمكن ان يسوقه لمجتمعه الصهيوني واحزاب دولته على أنه نصر، نتنياهو المثخن بالجراح والمترنح كالثور الهائج لم يبلغ مبتغاه،بل ان ا ل م ق ا و م ة حققت نصر مستحق على جيشه ودولته وعلى لسان القائد محمد ضيف،قال زيادة وإمعاناً في التهشيم السياسي والعسكري لنتنياهو ولجيشه بأنها كانت تعد لضربة صاروخية تطال كل مساحة جغرافيا فلسطين التاريخية،معيدة توحيد هذا الشعب ومؤكدة على نظرية دفاعية طورتها بأن الكل الفلسطيني يدافع عن الكل ،والجزء يدافع عن الكل ،والكل يدافع عن الجزء. نعم دولة الإحتلال خرجت مهشمة على الصعيدين العسكري والسياسي،غزة المحاصرة والتي لا تزيد مساحتها عن 150ميلاً مربعاً ،هي ليست روسيا الممتدة من أقصى اسيا الى اقصى غرب اوروبا،وليست قارة كالصين،ولكنها رغم كل الحصار والتجويع من قبل الأعداء قبل من يسمون انفسهم بأبناء الجلدة،هزموا ما ظل "بعبعا" يخيف عرب النظام الرسمي العربي،المعانين من " الإرتعاش" السياسي والدونية في التعامل العدو وا ل ش ي ط ا ن الأمريكي،هزم ما يسمى بالجيش الذي لا يقهر،وغاص زعيمه المتغطرس والمتبجح نتنياهو في رمال غزة ووحولها ، وأظنه قد انتحر سياسياً وشخصياً على بوابات قطاع غزة وصمود اهلها ونصر م ق ا و م ت ه ا ويتجه نحو الإدانة بالتهم المنظورة ضده امام القضاء الصهيوني الرشوة وسوء الإئتمان وخيانة الأمانة ليدخل السجن لسنوات كما هو سلفه اولمرت. نعم انتصر " سيف القدس" على "حارس الأسوار" بالنقاط،فهذه المرة الأولى التي تبادر فيها ا ل م ق ا و م ة للحرب نصرة للقدس والأقصى والشيخ جراح عنوان المعركة،معلنة عن ربط وحدة المصير والمسار ما بين القدس وغزة،ومكتسبة لشرعيتها كعنوان للنضال الفلسطيني،حيث عملت الفصائل عبر غرفة عمليات مشتركة،وفق خطة واحدة وكلمة واحدة ،وحدها الدم والمصير والهدف،فهي م ق ا و م ة عملت من اجل فلسطين،وليس من اجل خدمة اجندات لهذا الفصيل أو ذاك، م ق ا و م ة جاءت لكي تترجم نظرياتها وشعاراتها الى فعل في أرض الواقع بأن كلفة ا ل م ق ا و م ة أقل من كلفة الهزيمة،ولتحدث حالة ردع وتوازن رعب مع المحتل،ولتقول بأن زمن النكبات والهزائم قد ولى،وها هي صواريخ ا ل م ق ا و م ة التي كان اصحاب الإرتعاشية الإنهزامية يتهكمون عليها ويسمونها بالعبثية او بالمواسير،تحدث تعديلاً في ميزان القوى مع المحتل،تراكم المزيد من الإنجازات والإنتصارات على طريق التحرير والحرية ،فنحن نعرف جيداً بأننا لن ننتصر على عدو يمتلك أعتى ترسانة عسكرية في المنطقة في جولة واحدة او هبة او انتفاضة،ولكن هذا تركيم وتزخيم على درجة كبيرة من الأهمية،فلأول مرة نشهد ان هناك تحول مفصلي في الصراع التاريخي مع المحتل،وهذه المعركة في القدس وغزة والداخل الفلسطيني -48 -والضفة الغربية مفاعيلها وتداعياتها ونتائحها،ستكون اهم من أي معركة خاضها الفلسطينيون والعرب مع الإحتلال لسنوات طويلة، هذه المعركة تحمل أبعاداً استراتيجية وتحولات أساسية في مجرى الصراع التاريخي مع المحتل. مع توقف الحرب العدوانية ودخول الهدنة حيز التنفيذ،رأينا سهام النقد تنصب على رأس نتنياهو من قبل قادة الأحزاب الإسرائيلية المناؤة له من اليمين واليمين المتطرف وحتى من داخل حزبه "الليكود" بأنه قاد دولة الإحتلال الى كارثة في هذه الحرب التصعيدية على قطاع غزة خدمة لأهدافه السياسية والحزبية والشخصية،وبأن وقف إطلاق النار بدون شروط حسب تصريحات وردت على لسان العديد من أعضاء وقادة الأحزاب الإسرائيلية اياليت شاكيد " يمينا" جدعون ساغر " الأمل الجديد" بن غفير " الصهيونية الدينية" وافي معوز" نوعم"،بأن هذا الوقف خطأ جسيم ومس خطير بقوة الردع الصهيونية وبصقة في وجه سكان مستوطنات محيط غزة ،ويضع مصيرها تحت رحمة صواريخ ح م ا س وعار على دولة الإحتلال. نعم هذه الحرب العدوانية التدميرية هشمت كيان الإحتلال عسكريا وسياسياً،فصواريخ ا ل م ق ا و م ة استمرت بالتساقط على مغتصبات غلاف غزة وعمق دولة الإحتلال حتى آخر لحظة قبيل وقف إطلاق النار بنفس الوتيرة وحتى بوتائر اعلى والقبة الحديدية فخر الصناعات العسكرية الإسرائيلية وذات التكنولوجيا المعقدة والثمن الباهظ فشلت في اعتراض الكثير من صواريخ ا ل م ق او م ة،هذه القبة الحديدية التي بعد سقوط الصاروخ المنطلق من سوريا في محيط منشاة "ديمونه" النووية في النقب دون أن تنجح في اعتراضه،ثبت بأنها تعاني من خلل استراتيجي متكرر وليس تقني،ولذلك الشريك المباشر للعدو في العدوان على شعبنا بايدن قال بان أمريكا ستواصل العمل مع دولة الإحتلال على تطوير القبة الحديدية لصد صواريخ ا ل م ق ا و م ة. في حين الخيار البري الذي لوح به قادة دولة الإحتلال نتنياهو وغانتس وكوخافي لم يجرؤوا على وضعه موضع التنفيذ،فهم يدركون جيداً بان اقتحاماً برياً للقطاع يعني بأن غزة ستكون مقبرة لجنودهم ومعداتهم من ناقلات جند ومدرعات ودبابات،وستكون غزة " ستالينغراد" صغرى. أما على صعيد التهشيم السياسي،فالإحتلال فقد جزء كبير من صورته الخارجية،فالجماهير المليونية العربية التي خرجت لنصرة فلسطين وشعبها و م ق ا و م ت ه ا أظهرت اتفاقيات " ابراهام" التطبيعية التي تباهى بها نتنياهو بأنها هشة ومعزولة وهامشية كهامشية حلفائه.والإستنهاض لم يكن عرباً واسلامياً فقط،بل على الصعيد العالمي شاهدنا التعاطف الدولي الكبير مع شعبنا وقضيتنا حتى في عقر دول الظلم والطغيان والإستكبار العالمي امريكا والمانيا وبريطانيا وفرنسا،حيث خرجت مئات المظاهرات والمسيرات المنددة بالعدوان على شعبنا والمطالبة بوقف العدوان على أطفال غزة ،وفي ذروة هذا الإستنهاض العالمي والعربي لسالح قضيتنا، كانت ا ل م ق ا و م ة تحقق وحدة شعبنا على طول وعرض جغرافيا فلسطين التاريخية من بحرها لنهرها متشابكة ومتوحدة مع مخيمات اللجوء وفلسطيني الشتات. هذه الوحدة تسقط خيار عودة أصحاب مدرسة أوسلو الكارثية و" التفاوض من أجل التفاوض" الى خيارهم ونهجهم التفاوضي المتجاهل لمصير أراضي الداخل الفلسطيني - 48 – وحق العودة ومصير القدس،وفي قرار وقف إطلاق النار لم تنجح أمريكا مستعينة بشركائها من دول النظام الرسمي العربي بحصر التفاوض على قضايا تخص قطاع غزة،دون ربط ذلك بقضية القدس والأقصى والشيخ جراح عنوان هذه المعركة،تحت ذريعة ان ذلك يشكل انتحاراً سياسياً لنتنياهو الذي التزم للمستوطنين بعدم تقديم أي تنازلات تخص مستقبل القدس. ا ل م ق ا و م ة واضح بانها دفنت الخيار التفاوضي وحمت وحدة شعبنا ...ومشاهد احتفالات ا ل ن ص ر في القدس والضفة الغربية والداخل الفلسطيني- 48 – وقطاع غزة فجر هذا اليوم هي استفتاء نتائجه تقول بأن سلطة اوسلو ذاهبة نحو الخروج من المعادلة السياسية،وبأن " سيف القدس" الذي استله كل أهل فلسطين من غمده حقق نصراً بالنقاط على " حارس الأسوار" يراكم لإنجازات وانتصارات قادمة على طريق دحر الإحتلال.
فلسطين – القدس المحتلة 21/5/2012 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كل فلسطين تستل -سيف القدس - من غمده
-
فلسطين من نهرها لبحرها قالت كلمتها لا نكبة بعد اليوم
-
القدس تفرض المعادلات
-
في ذكرى يوم القدس العالمي ....القدس تنتصر والنظام الرسمي الع
...
-
تحليل أولي الشعب الفلسطيني يرسم البوصلة والوجهة الحقيقية للأ
...
-
المقدسيون ينتفضون ويقترعون على طريقتهم ويعيدون القدس لفلسطين
-
معركة القدس تشتد ...ولا عودة لأوسلو في الإنتخابات التشريعية
-
موجعة كلمات المناضل صالح ابو مخ يا فصائلنا وقادتنا
-
مرة ومرات حول مشاركة المقدسيين في الإنتخابات التشريعية الفلس
...
-
قوائم كثيرة ...أزمات عميقة ...وانتخابات ؟؟؟؟؟؟
-
الإتفاقيةالصينية - الإيرانية الإستراتيجية ..حلف وارسو بنسخة
...
-
قراءة في نتائج الإنتخابات الإسرائيلية
-
أسرلة المنهاج الفلسطيني في القدس ...استراتيجية اسرائيلية شام
...
-
من ينقذ القدس والمقدسيين..؟؟
-
هدم بيت عائلة عليان في العيسوية ....رسائل في أكثر من اتجاه
-
رحل المفكر والمناضل الفدائي أنيس النقاش في الزمنالعربي الصعب
-
إرادة الصمود و ا ل م ق ا و م ة أقل كلفة من الخنوع والإستسلام
-
لكي نعيد فلسطين للقدس والقدس لفلسطين فلا بد أن تكون قائمة -
...
-
إنعاش اوسلو من جديد ....والحمل الكاذب
-
اسرائيل لا تستطيع ان تحسم حرباً ولا ان تخوض حرب استنزاف
المزيد.....
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|