أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - خدمة الاحزاب السياسية كالزرع في الارض المالحة














المزيد.....

خدمة الاحزاب السياسية كالزرع في الارض المالحة


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 6904 - 2021 / 5 / 20 - 15:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعروف عالمياً وعند اهل الاختصاص في مجال الزراعة والفلاحيين ان الزراعة في الارض المالحــة( السبخة) فيه مضيعة للوقت والجهد وبدون اي فوائد ، لذلك اغلب الفلاحين عندما يقدمون على الزراعة يختارون ارض خصبة صالحة للزراعة تعطي ناتج مقبول لتعوض الجهد المبذول والوقت المهدور، ويمكن ان تستصلح تلك الارض المالحة بجهد حكومي كبير تقوم به الدولة بالياتها وامكانياتها، من شق مبازل لسحب الملوحة من الارض وتهيئة مستلزمات زراعية متطورة، لكن مع الاسف الاحزاب الحالية في العراق التي كانت تعيب نظام صدام التجفيف وعدم استصلاح الارضي، لكن في فترة حكمها زادت الارض غير المزروعة لأن رموزها عبارة عن مقاولين عند الدول لتصريف منتجاتها في العراق ، وربحهم يزداد بتعطيل الزراعة والصناعة في بلدهم.
لي صديق يعمل مع احد الاحزاب الاسلامية منذ 20 سنة، يقول منذ 2004 انضممت الى احد تلك الاحزاب بعد ان رأيت خطابها الاخاذ الذي يمنح الحقوق وينصف المظلوم ويساعد المحتاج، وان هذا الحزب يطبق تعاليم كتب الله وقوانينه ، ووصيا الانبياء وتعاليمهم، ومنهاج الاوصياء واعمالهم على الارض ، وانهم يتخذون سيرة الامام علي عليه السلام في الحكم منهجاً، حتى اني في البداية كنت العن بل وادافع دفاع مستميت عن ذلك الحزب وزعيمه، واتمنى ان التقي بالكوادر المتقدمة لأرى زهدهم وتعاملهم الانساني، والتقي بذلك الرجل الكريم الذي يساعد الفقراء ولا يتكلم بغير الآيات القرآنية واحاديث النبي والائمة الاطهار لأقبل يديه واتبارك به لأنه شخص صالح .
وبعد مرور اول انتخابات وشاءت الصدف ان اعمل في ذلك الحزب كموظف اداري كوني احمل شهادة جامعية وارى بأم عيني عملهم، فوجدت التطبيق غير الكلام، فالدعايات الانتخابية في موسم الانتخابات هي الشغل الشاغل للحزب من اجل البقاء في السلطة، ويتم تكريم الموظف ليس لكفاءته ونشاطه العلمي وانما لدرجة تملقه( لواكه) والكذب ورفع التقارير على الاخرين والصعود السريع للسلطة، وان هناك حصص تمنح للحزب من الوظائف الحكومية المهمة في الدولة يتم ترشيح الاكثر قرباً من الحزب والاكثر تملقاً، وان هناك طبقة من الموظفين مجرد ادوات وخدم يتم استغلال نشاطهم وقوتهم في اوجها في مرحلة الشباب، وطبقة اخرى تجيد التزلف يتم اظهارهم للأعلام وتهيئتهم بدورات مكثفة في معاهد متخصصة، ليكونوا متحدثين اعلاميين او سياسيين ، او قادة تنظيمات، ولكوني من الذين يخافون الله ويحرمون الكذب ولا يستطيعون التملق بقيت في الظل ، ليس هذا المحزن وانما وعندما يتقدم بك العمر وعندما تتعرض لمصيبة او عارض لك ولعائلتك وانت لم تتعلم مهنة او صنعة تقوت فيها نفسك ، ولان البلد بقى متخلفاً في الجانب الصحي والاجتماعي، فالأدوية اسعارها مرتفعة ، وكشفيات الاطباء الخيالية، واسعار العمليات الجراحية المكلفة، فتطلب منهم مساعدة مالية او قرضه حسنة تستقطع من الراتب، فيكون الجواب انهم لا يملكون المال!، وانت ترى انهم يبذرون الملايين على اشياء تافهة، الاف البرامج والدعوات والندوات والولائم ، وعندما تسالهم عن مصدر تلك الاموال يقال لك هذا ليس من شانك، وانها من متبرعين واستثمارات للحزب.
يقول ذلك الصديق وبحرقة لو اني عملت في احد دوائر الدولة، لحصلت على الاحترام والتدرج الوظيفي حسب العمر والشهادة، ولتم ترقيتي الى درجة اعلى، ولو اني افتتحت (محل ) لأصبح الان اسواق كبيرة، ولو اني عملت بمهنة وصنعة مارستها لأصبحت الان اسطة فيها، ولو اني عملت في مجال الزراعة لامتلكت ارض زراعية ولقمت بتربية الاغنام او الابقار وغيرها من الحيوانات، او عملت حقل للدواجن او حوض للأسماك، وتتكرر لو التمني على مجالات الحياة المتعددة على لسانه، اليوم وبعد ان غزى الشيب شعر راسه والتجاعيد وجهة ووهن وضعف همته وبدل ان يكرم لخدمته الطويلة تنهى خدماته ويطرد من دون جزاءً ولا شكوراً، ويتم استبداله ببعض الشباب الطموحين في الوصول للمناصب والذين يجب عليك ان تنفذ ما يطلبون منك لانهم قريبين من مصدر القرار في الحزب وهم في عمر ابنك، فتتأسف على العمر الذي افنيته في خدمة الاحزاب ، اولاً في انتخابهم انت وعائلتك واصدقائك، وثانياً الجهود التي بذلتها في بقائهم في السلطة، فهذه الاحزاب كالأرض المالحة لا يمكن ان ينجح الزرع فيها، وانها اذا لم تصلح نفسها وتنصف منتسبيها والذين خدموها فكيف تخدم وتنصف المجتمع الذي تدعي انها تمثله، ونحن مقبلون على الانتخابات سوف تطرح الدعايات الانتخابية والكذب وانهم سوف يستصلحون الارض المالحة ويحولونها الى خصبة، ولكن كل كلامهم كذب في كذب واسالوا مجرب ولا تسالوا حكيم، وان خدمة الاحزاب كالزراعة في الارض المالحة.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم العوائل من البعث إلى المحاصصة
- الجميع ينادي بالعقد الاجتماعي والسياسي الجديد
- الحوار الوطني وامكانية اتمامه
- اختبار صدق القوى السياسية تمرير الموازنة الاتحادية
- الجنوب يترس ويبدي والاقليم ياخذ ماينطي
- فساد قادة البلاد السبب في قتل العباد
- التعليم الالكتروني وسيلة للتعليم ام للتجهيل
- حكم العوائل من القمة الى القاعدة
- العبرة بالتطبيق وليس بالتشريع
- يحرق ويسرق المال والاقتراض يصلح الحال؟!
- مدينة الاصلاح ليس فيها اصلاح
- بدل صندوق للاجيال ديون على الاطفال
- امخطط الولايات المتحدة الابراهيمية
- حملة ترامب بدات من ولايات خليجية
- الكذب والمشاريع الوهمية وراثة بعثية
- ماكرون والسيادة العراقية
- طلاب الأمس وطلاب اليوم
- حلة مشكلة الكهرباء بفتح ملفات الفساد
- نريد دولة قانون لا دولة اشخاص
- المفاوضات بين الاسراع والتاجيل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - خدمة الاحزاب السياسية كالزرع في الارض المالحة