أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدي شريف - الأخوان المسلمين و حرب لبنان في ميزان الربح و الخسارة















المزيد.....


الأخوان المسلمين و حرب لبنان في ميزان الربح و الخسارة


حمدي شريف

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع دخول العدوان الإسرائيلي أسبوعه الرابع على لبنان قلبت كل التوقعات فقد بات من الواضح أن ما يجري في جنوب البنان ليس سوى حرب حقيقية مخطط لها مسبقاً من طرفيها فاستمرارها بهذه الوحشية و العنف الإسرائيلي و ثبات حزب الله بهذا العنفوان و القوة يدل على أن كلا الطرفين كان يعد للحرب العدة و بالتالي فإن لبنان و المنطقة بعد الحرب سيختلف كثيراً عما كان عليه قبل الحرب بغض النظر عن نتيجتها سواءً خرج حزب الله منتصر أو منهزم أي أن هذه الحرب لم تكن سوى حلقة جديدة من حلقات الشرق الأوسط الجديد و التي كالعادة على إيران أن تبدأها و على الولايات المتحدة أن تنهيها و هنا سندرس موقف حركة الأخوان المسلمين من هذه الحرب لما لهذه الحركة من دور مهم في المنطقة العربية و هي من أولى الحركات التي أعلنت دعمها الكامل لحزب الله و استنفرت كوادرها لدعمه بشتى السبل و إن هذا الموقف له عدة أبعاد أهمها :
1ً- على الصعيد الداخلي : إن موقف جماعة الأخوان المسلمين كان مختلف عن الموقف الرسمي لدولهم و لقد أراد الأخوان استغلال التأييد الشعبي لحزب الله و تسخيره لمصلحتهم ضد أنظمتهم و كان موقفهم هذا من الناحية السياسية على خطأ حيث أن معركة الداخل محسومة لهم سواءً أيدوا حزب الله أو لم يؤيدوه لكن المعركة الأهم و الأقوى و التي كان على الحركة خوضها لو كانت تفهم السياسة هي المعركة الخارجية لكي تطلق رصاصة الرحمة على هذه الأنظمة لأن الغرب كان بحاجة إلى غطاء شعبي عربي له في هذه المعركة و بالمقابل كان على استعداد لكي يقدم كل شيء في مقابل تحقيق طلبه و لقد خسر الأخوان هذه الفرصة أما على صعيد العلاقات الداخلية فيما بين الأخوان و الأنظمة فهي ستشهد فترة حرجة و متوترة جداً بعد الحرب حيث أن النظام المصري سينتقل من المواجهة غير المباشرة مع الأخوان إلى المواجهة المباشرة و لن يقف الأخوان مكتوفي الأيدي في هذه المواجهة بل سيواجهون النظام بدعم و تحريض من إيران و ستدخل مصر في مرحلة الفوضى و الفعل و رد الفعل و لن يكون الوضع في الأردن أفضل بل سيكون السيناريو أفظع و ذلك بسبب طبيعة المجتمع الأردني و قربه من العراق و فلسطين و أما في سوريا فلن يسمح لهم النظام بتشكيل حزب علني أو سري بعد خروج نظامها منتصر في هذه المعركة و سيزداد قمعه لشعبها مما سيدفع شبابها المتحمس للانخراط في الحركات المتشددة هذا بالإضافة إلى أن إيران لن تترك سوريا وشأنها بل ستنتقل من مرحلة الحكم غير المباشر لسوريا إلى مرحلة الحكم المباشر لها مستغلة التأييد الشعبي الكبير لنصر الله وبسبب تضاعف أعداد الشيعة و نفوذهم داخل سوريا وبسبب محاصرتهم للشام من العراق ولبنان و بالتالي ستدخل سوريا أيضاً في مرحلة الفوضى أما السعودية فلن تقف مكتوفة الأيدي في هذه المواجهة مع الأخوان و خاصة بعد ازدياد مهاجمة أعضاء حزب الله لنظامها و بسبب ازدياد سيطرة و نفوز الشيعة في العراق و الذين لا يخفى على أحد العداء التاريخي بينهم و بين آل سعود لذلك ستقوم بالضغط على عشرات الآلاف من المهجرين و رجال الأعمال الأخوان لديها و سيكونوا ضحية هذا المواقف الحكيم لقيادة الحركة الواعية و التي عودتهم و عودتنا على ذلك.
2ً-على الصعيد الدولي : سينتقل المجتمع الدولي من مرحلة مهادنة و مسايرة الأخوان إلى مرحلة مواجهتهم و ذلك بعد أن فقد الأمل من ترويض هذه الحركة أو من أمكانية التعايش معها و بالتالي سيتغاضى أولاً عن ما سيجري من فظائع داخل الوطن العربي ضد الأخوان أما ثانياً فسيدفع الثمن عشرات الآلاف من المهجرين القسر يين العرب و المسلمين و الذين يعيشون في الغرب ممن هم محسوبين على الأخوان و بالتالي سيكون الأخوان قد حققوا ثاني انتصاراتهم من موقفهم هذا .
3ً-على صعيد العلاقة مع المثقفين العرب : إن حركة الأخوان المسلمين بموقفها المؤيد لحزب الله الراديكالي له أبعاد خطيرة أثارت مخاوف المثقفين العرب حيث لا يخفى على أحد أن حزب الله في لبنان ليس من القوى المؤيدة للديمقراطية و يزيد على ذلك كونه امتداد لأنظمة أقل ما يقال عنها أنها طائفية و ديكتاتورية و لا تؤمن لا بالديمقراطية و لا بالتعددية ولا بحرية العقائد الدينية و إن تحالف الأخوان مع قوى لا تؤمن إلا بالعنف و الطائفية و الديكتاتورية رغم كل المبررات و التي قد يقدمها الأخوان أو لا يقدموها سيترتب عليه مضاعفات أقلها أن يتخذ المثقفون العرب المرتبطون بالغرب هذا الموقف ذريعة لاستمرار بتهجمهم و عدائهم للإخوان أما مثقفو العرب الشرفاء فسيفكرون ألف مرة في المستقبل قبل قبولهم بالتحالف أو التعاون أو الدفاع عن الأخوان و بذلك يكون الأخوان قد خسروا وحدتهم الاجتماعية و التي حققوها أخيراً في أوطانهم .
4ً-على صعيد الدين الإسلامي و العقيدة : فلا يخفى على أحد المرجعية الإسلامية التي يتنادى بها الأخوان و التي قدموا في سبيلها الشهداء و التضحيات و نحن كما نعرف في الدين الإسلامي يحشر المرء مع من أحب و لا أحد يشك بمحبة الأخوان للرسول الله محمد (ص) فلذلك من المنطقي أن يحشروا معه ألم يسألوا أنفسهم ماذا سيقولون لصحابة رسول الله أبي بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم ألم يسألوا أنفسهم ماذا سيقولون لأم المؤمنين عائشة (ر) أم أنهم سيحشرون مع آيات الله الخميني و خامنئي و الصدر و الحكيم و نصر الله و بذلك لم يحتاجوا أن يقولوا أي شيء لا للرسول ولا لصحبه و بالتالي يكونوا قد خسروا بموقفهم هذا الدنيا و الآخرة و ما أظنهم يسعون لذلك .
و مما سبق نستنتج أن الأخوان المسلمين بموقفهم هذا المخالف لشرع و السياسة يكونوا قد خسروا كل شيء ولكن ربحوا محبة خامنئي و بوش بما يمثلانه من تحالف للقوى المحافظين الجدد في أمريكا و للصفويين الجدد في إيران و الذين يسعون إلى إعادة بناء العالم بما يتناسب مع مصالحهم عن طريق نشر سياسة الفوضى الخلاقة كما يقولون ومن يظن أن أمريكا و إيران على عداء فهو قصير نظر و ها هي الأحداث تثبت ذلك ابتداءً من هزارا أفغانستان و فيلق بدر و سيستاني العراق و ليس انتهاءً بحزب الله و حسنه في لبنان و كان الله في عون العرب و المسلمين في مجابهة أخطار الشرق و الغرب و الداخل .



#حمدي_شريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يعيد التاريخ نفسه في غفلة العرب


المزيد.....




- الترفيه والتعلم في قناة واحده.. تردد قناة طيور الجنة 2024 لم ...
- الجهاد الاسلامي والشعبية: ندين المجزرة الدموية بحق صحفيين في ...
- الجهاد الاسلامي: ندين بأشد العبارات المجزرة البشعة بحق الاعل ...
- إدانات لدخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي لحرم المسجد الأقصى ...
- الإمارات تدين اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي المسجد الأقصى
- “في خمس خطوات”.. حدّث الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ...
- الوزير المتطرف بن غفير يقتحم المسجد الأقصى في أول أيام عيد - ...
- خارجية الأردن: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى خطوة استفزازية م ...
- بن غفير يقتحم الأقصى احتفالا بعيد -الأنوار- اليهودي ومكتب نت ...
- حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدي شريف - الأخوان المسلمين و حرب لبنان في ميزان الربح و الخسارة