|
نبذة عن حياة محمد
صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6903 - 2021 / 5 / 19 - 17:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تعريف النبي : حوهر النبي يقوم على تشبع روحه من فكرة دينية ما تسيطر عليه أخيرا، فتراءى له أنه مدفوع بقوة الهية ليبلغ الناس من حوله تلك الفكرة على أنها حقيقة آتية من الله . حياة محمد : إن أهم تعاليم محمد الدينية مأخوذة عن اليهود والمسيحيين الذين كان يطلق عليهم النصارى، (نسبة الى اليهود المتنصرين) وليست أفكاره نابعة من عقله. إن أفضل ما نشأ عن الإسلام بني على هذا المنوال، المقياس الوحيد للنبوة أن يأتي النبي بأفكار جديدة لم يُسمع بها من قبل قط . إن محمدا حمل في وحدته طويلا ما تسلمه من الغرباء القاطنين في جزيرة العرب من اليهود والمسيحيين النصارى . وتثقف على أيدي القس النصراني الأبيوني ورقة بن نوفل والراهب عداس و قس بن ساعدة والراهب بحيرا، ومنهم تعلم عن الأديان اليهودية والمسيحية وما جاء به النبي موسى في التوراة والإنجيل ، وما كتبه تلاميذ السيد المسيح في الأناجيل، وسمع قصص الأنبياء فحفظها، لتكن مرجعا له في تأليف كتابه لاحقا، حيث ألف القرآن بلغة قرشية نثرية مقفاة وموزونة بطريقة السجع المعروفة في ذلك الزمان. وأضاف وحذف وحرّف من ما تعلمه، فكتبه بصياغة جديدة بشكل آيات متفرقات حسب الظرف الذي مر به في مجتمعه. حتى أجبره الصوت الداخلي الحازم الذي كان يرنّ في أذنيه ان يبرز لقومه معلنا نبوته وأنه رسول الله يحمل للناس رسالته . تعرض للسخرية من اقرب الناس اليه ولم يصدقه اقربائه واعمامه انه نبي ويحمل دعوة جديدة للإيمان بالله وترك عبادة الأوثان، فأطلقوا عليه لقب الشاعر المجنون . آمن بمحمد في بداية دعوته في مكة رهط من العبيد والمعتوقين، وأناس من فئات إجتماعية دنيا. وهذا ما احتسب عند قومه ومجتمعه عارا كبيرا لهؤلاء الرجال. كان محمد ضعيفا لا أنصار له يقفون بجانبه و يدعمونه. ولهذا كانت دعوته سرية ولم يجاهر بها علنا. لكن الصوت الداخلي في عقله اقض مضجعه، وتشجيع زوجته النصرانية خديجة و دعم ابن عمها القس ورقة بن نوفل كان يحفزّه كلما خانته الشجاعة للمجاهرة بدعوته رغم الإهانات والمضايقات التي كان يتلقاها من أعمامه ابو الحكم وابو لهب . كان محمد يتمتع بذكاء كبير وقابلية على الحفظ ، لكنه كان يفتقر الى الإسناد السماوي والمعجزات الحسية ليقنع بها الناس بأنه نبي مرسل من الله كما كان بقية الأنبياء الذين سبقوه . وكان معتمدا على غريزته التي اعتبرها صوت الله الذي يكلمه، وهذا ما ادعاه أنه الوحي الذي ياتيه بهيئة جبريل. اعتمد محمد في دعوته الى الأسلوب اللغوي ذات السجع اللحني في تأليف آيات قرآنه بحيث يكون ذات صيغة لم يعتد على سماعها العرب من قبل ، وهم أصحاب اللغة ولهم باع طويل في الشعر والبلاغة . مزج محمد بذكاء بين قصص أنبياء اليهود وأخذ من بعض اساطيرهم لتكون له سندا بصحة دعواه ، لأنها مدعومة بنصوص موجودة في كتب سماوية أخرى، وأديان معروفة ومنتشرة بين اليهود والنصارى من أهل الكتاب لكسب ودهم ودعمهم لكونه ينطلق من نفس مبادئ التوراة والإنجيل التي يعتمد عليها أهل الكتاب . وكان الأحناف وسادة العرب يعرفون تلك الأديان ومنهم زيد بن عمرو بن نفيل ، ولهذا أراد أن يستميلهم لتصديق رسالته والإيمان بدعوته ليكونوا له عونا في نشر دينه الجديد. لقد كانت صياغة محمد آياته في لغة النثر بأسلوب مبتكر التي صدرت عن وجدانه الملتهب انفعالا، توحي لمن يسمعها مرتلة أنها وحي حقيقي من الله . أنبياء الله السابقين لم تكن كلمات ونصوص الوحي الإلهي تأتيهم وهم في غيبوبة وفاقدي الوعي ، وتزبد شفاههم و يسمعون أصواتا غريبة كصليل الجرس و دوي النحل ، ولم تثقل أجسادهم ويسقطون صرعى كما حصل لمحمد . هذا ما يثير التساؤل عن سبب تلك العلامات و الأعراض الغريبة التي تشبه اصابة صاحبها بمرض الصرع ويسقط مغشيا عليه يرتجف متشنجا . الأنبياء لا يتلقون الوحي الألهي وهم بغيبوبة وفقدان الوعي، بل إن كل تفكيرهم وأقوالهم تظهر انسكاب روح الله عليهم مباشرة وهم في حالة اليقظة والنشوة الإلهية . اراد محمد ان يكون له بصمة خاصة في دينه الجديد تختلف عن الأديان السابقة، لينشأ مجتمعا له تشريعاته وقوانينه تختلف عن العصور السابقة التي اعتادها الناس ، فأصدر لهم تشريعات جديدة مستخدما قوة الله واسمه من خلالها لتكن لها سلطة التنفيذ بقوله أنها شرائع سماوية من الله لا تبديلها بل يجب وطاعتها طاعة عمياء بلا نقاش . ومن يستطيع أن يتحدى الله ويقول انها شرائع غير مناسبة ؟ كما أنه دعم شرعية وجوده نبيا ورسولا من الله ، و سلطته من سلطة الله مباشرة حتى لا يقاوم . فزاوج لقبه كرسول الله مع اسم الله في معظم آياته كقوله : ( أطيعوا الله والرسول). (الله ورسوله أعلم) ، (يحرمون ما حرم الله ورسوله) ، وبذلك اكتسب الشرعية الأرضية من الشرعية الإلهية ، فكان له على العرب السلطة المطلقة في التشريع والتعليم وقيادة المجتمع والقضاء والأمر بالغزوات وتقاسم الغنائم باسم الله . ولكون رسولا ومؤيدا بآية من الله ، فكان له الأفضلية بالإستحواذ على خمس الغنائم مشاركة مع الله، وله حق أختيار أجمل النساء من السبايا والباقي من الغنائم والنساء توزع على على الأتباع والأنصار والجنود . استخدم محمد سلطته لكسب الاعتراف به نبيا ورسولا بالشهادة (أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله). وبذلك توفرت له السلطة المطلقة في اشباع غرائزه الجسدية، فشرع قانون الزواج بأربعة نساء ، أما هو فلا حدود له في عدد الزوجات وملكات اليمين لأنه فوق الشرائع والقوانين . فقد كان كل شئ له مباحا ما لم يتعارض هذا الشئ مع صوت قلبه وشهواته. كما أنه لم يتوانى في استخدام سلطته النبوية في الطلب من النساء أن يهبن أنفسهن له طوعا للنكاح وإشباع غرائزه الجنسية باستنزال آية قرآنية خاصة بذلك . حتى ان زوجته عائشة انتقدته وقالت له:" إن ربك يسارع لك في هواك "! في الغزوات والحروب ، لم يكن يشعر بالرحمة لمن لا يقف معه ولا يؤمن به. فقد أعطى أوامره بغزو يهود بني قريظة بحجة التآمر عليه . و حاصرهم حتى استسلموا له ، فحكم على رجالهم بالذبح وتقطيع الرقاب، وكان عددهم 600 – 900 رجلا بالغا ، وسبى نسائهم واصطفى له أجملهن هي صفية بنت حيي بن ألأخطب زعيم اليهود، وكانت عروسا ، قتل أباها وأخاها وزوجها ، ودخل عليها في طريق عودته الى دياره دون أن يراعي شريعة العدة و استبراء الرحم التي هو من شرعها بنفسه للناس . لقد كانت معظم مصادر محمد في التشريع وقصص الأنبياء مقتبسة من توراة موسى وأنبياء اليهود الآخرين ممزوجة بأساطير التلمود . شريعة العين بالعين والسن بالسن ، وحكم الرجم وتحريم أكل الميتة ولحم الخنزير كلها مستوحاة من كتب اليهود نقلها محمد حرفيا الى قرآنه مع بعض الإضافات والتعديلات الجديدة . حتى شهادة [ لا إله إلا الله ] نقلها من عبارة يهودية جاءت في الآية 32 من كتاب صموئيل الثاني –أصحاح 22. من التوراة اليهودية، [ لا اله غير الرب ، ولا صخرة سواه] . كما وردت في مزمور داود رقم 18 الاية 32 هكذا : [ لا إله غير الرب، ولا خالق سوى الهنا]. كما أن صيغة الآذان هي صيغة يهودية خالصة . [اسمع إسرائيل الرب واحد ]. فما الجديد الذي جاء به محمد غير نكاح الأربعة نساء و ملك اليمين والغزو وسبي واغتصاب النساء. المصدر: تاريخ القرآن للمستشرق الألماني تيودور نولدكة (1836-1930)
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اخطاء القرآن ج 2
-
خطيب المسجد الأقصى يرفض آية قرآنية
-
من هم المغضوب عليهم والضالين في القرآن ؟
-
القتال في القرآن
-
الأمير محمد بن سلمان و أحاديث الآحاد
-
قصة سليمان في التوراة والقرآن
-
من التاريخ الإسلامي
-
تساؤلات شرعية في الإسلام ؟
-
زواج أهل الكتاب من المسلمات
-
من أخطاء كتابة القرآن
-
هل الحياة من صنع الله أم الطبيعة ؟
-
كيف توزع أموال الخراج في زمن الخلفاء الراشدين
-
التاريخ الإسلامي الدموي
-
من يحكم العراق ؟
-
هل في القرآن إعجاز في اللغة أم عجز لغوي ؟
-
غرائب القرآن
-
النفاق الإسلامي
-
اخطاء القرآن ج 1
-
دعوة شيخ الأزهر للعراق لتعديل الميزان المائل
-
المغزى من زيارة بابا الفاتيكان للعراق
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|