بالرغم من ان صدام وزمرته تسببوا في الكثير من الجرائم بحق جميع اطياف المجتمع العراقي وبحق الطبيعة والمياه والهواء، الا انه من الخطأ الفادح ان نلقي كل اللوم عليهم في صراعاتنا اليوم، فالصراعات في العراق اليوم ليست كلها بين الشعب العراقي المظلوم والبعثيين، ولكنها صراعات بجوانب مختلفة ولجهات مختلفة، وجدت في فلتان الامن، فرصة للخروج الى الواقع.
نعم، يجب ان نعترف بصراعات حقيقية بيننا جعلت منا اشبه بالاخوة الاعداء وبلادنا اشبه بجنة تحكمها قوانين الغاب، القوي يطالب قوات التحالف بالرحيل لينقض على الضعيف والضعيف يصر على ابقاء هذه القوات طلبا لنجاته. السرقات والاتهامات والاعتداءات قد طالت الارض والسماء، وبين هذا وذاك مازال ازلام البعث يتصدرون القوة بالاموال التي ما زال الكثير منها بحوزتهم والاتصالات والمساومات التي يجريها الاحرار منهم.
فالصراعات الطائفية والقومية والسياسية العنصرية التي ابتلى بها شعبنا، حتى قبل وجود صدام، مازالت تنخر في جسده ولم نرى مبادرات جادة لحلها. هذه الصراعات لا يتهاوى تحت اثقالها الا الفقراء والضعفاء من ابناءنا. فدول التحالف ستجنى حصة الاسد من مشاريع النفط والتنمية في العراق وصدام وزمرته سيغدوا، في اقل تقدير، كأسامة بن لادن ، اشباحا تصارع احلام السلام فينا، طالما انشغلنا نحن بشن الهجمات على بعضنا البعض.
من الافضل ان نسارع الى انشاء لجان ثنائية تشترك في تبادل وجهات النظر وتقريبها بين الفصائل العراقية المتناحرة بين الحين والحين. فمثلا لماذا لا تكون هنالك لجنة ثنائية (شيعية- سنية وعربية- كردية وكردية- تركية و اسلامية مسيحية و كردية- اشورية وعربية- اشورية و... هكذا) لتقريب الوجهات المتخالفة وتفعيل المشترك فيها مع تثقيف الجماهير حول اهمية الاتحاد الوطني مع الحفاظ بالتلون القومي والديني والطيفي للعراق( الهوية العراقية) من اجل مستقبل حضاري متنوع ومشرق.