|
ما أشد حاجتنا لغباء صديقي ..العروبي جدا!!!!!
محمد القصبي
الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 15:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قلت لصديقي العروبي جدا :خايف إن يكون دماغك "هنج"! رد بحزم: انتم اللي انبطحتم! قلت له ضاحكا: فاكر مذكرات بطرس غالي سكرتير الأمم المتحدة اللي استعرتها منك.. - ومرجعتهاش!! - بيقول فيها غبي من لايتغير!! رد وهو يبتسم في سخرية : اللي بيحصل دلوقتي في غزة والقدس بيكشف فعلا مين الغبي..وكمان مين الخاين!!
في غيظ يتابع صديقي العروبي جدا مايجري..ومايجري صفعة لكل مابرمج عليه خلال طفولته ..مراهقته.. من ثدي أمه " صوت العرب " تلقم أن إسرائيل ثاني أوكسيد الشياطين.. و أنها صنيعة الاستعمار.. كل جينة تحت جلد صديقي العروبي تخصبت بأبجدية "الصراع العربي الإسرائيلي! عبر أكثر من نصف قرن لم يعرف صديقي العروبي جدا سبيلا لرفع الرأس في شموخ أمام العالم إلا بتنفيذ شعار الزعيم الذي أحب "ماأخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة".. وما استنشق صديقي أوكسيجناً ليبقى حياً ..متسقا مع حقائق التاريخ سوى كراهية كل ماهو إسرائيلي .. صديقي العروبي جدا تلقم لاءات قمة الخرطوم في أغسطس 1967 الثلاثة : لااعتراف بإسرائيل ..لامفاوضات ..لا سلام..قبل استعادة العرب حقوقهم.. تلقم اللاءات الثلاثة ليس فقط خطة عمل لقصور الحكم في الوطن الكبير ..بل أيضا نهج حياة له .. ..حين كان يعمل مدير تحرير مجلة خليجية ..فوجيء برئيس التحرير يدعو عوديت الممثل التجاري الإسرائيلي لزيارة المجلة ..رفض صديقي العروبي بحزم أن يكون في استقباله ..وغضب رئيس التحرير وكاد يلقي به في أول طائرة متجهة إلى القاهرة .. فلم يأبه صديقي رغم أحواله المادية المتعسرة!.. وحين رفض حضور مؤتمر صحفي لمسئول إسرائيلي خلال زيارته لدولة عربية..بدا تصرفه غريبا ومستهجنا من غالبية من حوله ..حتى أن زميلاً زعق في وجهه: أنت أولا وأخيراً صحفي..نجاحك رهن بمقابلة أي مسئول حتى لو كان الشيطان نفسه ..تسمع وتحاور وتناقش وتنفرد بمعلومات دون غيرك.. رد بهدوء: أنا أولا وأخيرا مواطن عربي! تداهمه ميديا بلاده ..ميديا الاثنتين والعشرين دولة في الوطن الكبير ..ميديا العالم .. بما بدا نشوزا على أذنيه: "الصراع الفلسطيني الاسرائيلي".. هل اكتشفوا فجأة أن العرب لاشأن لهم بما يجري..بل هو شأن فلسطيني اسرائيلي!!! وتذهله تصريحات بعض مسئولي الأمة: - نناشد " الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي" التهدئة .. أليست تلك أيضا صيغة تصريحات وزير خارجية المريخ !! يصيح صديقي العروبي جدا في ذهول: هل اكتشفوا أن إسرائيل جار مسالم ..وقد أوصى رسولنا الكريم بالتعامل الحسن مع سابع جار..وهي ليست سابع جار..بل في القلب!! ألهذا يهرعون إلى زياراتها وعقد اتفاقيات التعاون والشراكة ..ويستقبلون الجزار نيتانياهو في قصورهم بالترحاب والتهليل؟ هل وصل بهم الانبطاح أن يرسلوا طائراتهم لتشارك طائرات مدموغة بنجمة داود في مناورات بسماءاليونان! صديقي العروبي لايصدق مايسمع ومايرى..وما يسمع ويرى يصطدم بكل ماتربى ونشأ عليه ..هل أنشأوه على سلسلة من الأكاذيب والآن استيقظ ضميرهم ويحاولون تصحيح خطيئتهم الكبرى!! ينتفض .. يصرخ : همه الكدابين!! صديقي العروبي ماتشكلت بلازما الرفض لإسرائيل صنيعة الاستعمار فقط مما تلقمه من ثدي أمه "صوت العرب " ..صديقي العروبي جدا ليس بالانسان الساذج الضحل الذي يتلقى مايسمع حتى من الزعيم الذي أحبَ على طريقة سمعا وطاعة.. صديقي العروبي انزلق من بين فخذي أمه بين صفحات الكتب ..ومن صغره لايكف عن التنقيب في رفوف المكتبات عن مدى صدق ماتلقم من ثدي صوت العرب ..وماتلقاه من الزعيم الذي أحب ..ليجد عشرات البراهين التي تكرس في رأسه ماقالوا: - إسرائيل بالفعل طفح استراتيجية استعمارية .. هدفها أن تبقى الجغرافية العربية غارقة في مستنقع الفقر والتخلف والجهل!!
ينوه صديقي العروبي جدا خلال حواره معي إلى مؤتمر كامبل بترمان ..هذا الذي عقد في لندن عام 1905 وشاركت فيه كل من بريطانيا ، فرنسا ، هولندا ، بلجيكا ،إيطاليا ، وأسبانيا ، بالإضافة إلى علماء بارزين في التاريخ ، والاقتصاد والطاقة والزراعة والجغرافية ..اجتمعوا بحثا عن إجابة لسؤال محدد : ماهي مصادر الخطر التي يمكن ان تواجه الهيمنة الغربية على العالم ؟ استبعدوا الهند والشرق الأقصى .. استبعدوا أفريقيا والمستعمرات الواقعة على سواحل الأطلنطي والهادي .. انتهوا إلى أن التهديد الأكبر يكمن في الجغرافية العربية لعوامل كثيرة أهمها وحدة التاريخ واللغة والثقافة والهدف والآمال وتزايد السكان، وجينة الرفض لما هو أجنبي والمتجذرة لأسباب دينية وعرقية ..انتهوا إلى ماأسموه "وثيقة كامبل" التي جسدت مشيئة الاستعمار في أن تظل الجغرافية العربية موبوءة بالانقسامات والتخلف والجهل لتظل تحت السيطرة.. كان مؤتمر كامبل بترمان استجابة للمشروع الصهيوني ،بإقامة دولة يهودية في القلب العربي ، وهو ماترجم بعد عشر سنوات كخطوة أولى حاسمة في وعد بلفور . يقول صديقي العروبي جدا أن آباء المشروع الصهيوني عزفوا على أوتار النزعة الاستعمارية تلك بقوة. وهذا ما بدا في الرسالة التي بعث بها تيودور هرتزل ووردت في مذكراته إلى سيسيل رودس ..أحد كبار المسئولين الاستعماريين في الامبراطورية البريطانية أواخر القرن ال19 وأوائل القرن العشرين.. و يقول له نصا " لماذا أكتب إليك ؟ لأنه مشروع استعماري ..لذا أطلب منك أن تعطي المشروع الصهيوني كل الثقل الذي تمثله سلطتك " و يستعين صديقي العروبي جدا بكتاب هرتزل "الدولة اليهودية " ليؤكد أن الخطأ ليس في تربيته ..بل في هؤلاء الذين "باعوا القضية" ..حيث يقول هرتزل في كتابه هذا : من أجل أوربا سوف نبني هناك – يقصد في فلسطين – حاجزاً في مواجهة آسيا ..سنكون حراس المقدمة للحضارة ضد البربرية!
يعلق صديقي في أسى : ساسة إسرائيل كانوا على قدر المسئولية في الوفاء بالوعد الذي قطعه هرتزل على نفسه .. أن تكون الدولة اليهودية مخلباً للاستعمار في المنطقة..لحماية مصالحه ..كما بدا في تآمرهم مع فرنسا وبريطانيا خلال العدوان الثلاثي عام 1956 .. وسيظل هذا حالهم . وفي ختام حوارنا يسألني صديقي العروبي جدا: هل قرأت مذكرات الصحفي الفرنسي أريك رولو؟ أجبت بالنفي فقال : يهودي من أصول مصرية التقى بعبد الناصر وبالعديد من القادة الإسرائيليين..وكان الصراع العربي الإسرائيلي همه الأول .. في مذكراته المعنونة " في كواليس الشرق الأوسط" قال رولو أن ساسة إسرائيل كانوا يتجنبون كل محاولات التفاهم مع عبد الناصر..رغم أنه لم يرفض أي مبادرة لتحقيق السلام.. لكنهم لا يريدون مخاطبة زعيم عربي له كبريا ؤه ويقف على قدميه..وإنما فضلوا الحديث مع االمهزومين والمنبطحين ! وهو يهم بوداعي ردد صديقي العروبي جدا في أسى: -أظنهم نجحوا.. والدليل " الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"!!!!!!!
#محمد_القصبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنيميا حادة في الاختيار 2 هل تعالج في الاختيار 3 ؟
-
حتى لانتحايل على الله في ليلة القدر
-
القرار في أيدي وجهاء القاهرة الجديدة ولن يغضب أبو بكر!
-
جاري التقي تزوج حتى الآن 9 وأنجب 17
-
هل من حقك كأب أن تختار اسم ابنك؟!
-
لماذا يتغاضى نظام 30 يونيو عن مافيا الحزب اللاوطني؟
-
معاناة الرب في مفاوضاته مع بني اسرائيل ..نكتة يهودية!
-
ماذا يحدث في جامعة العلمين الدولية؟!
-
هل نحن بخير؟ سؤال في حاجة إلى مؤتمر اقتصادي عاجل!
-
علامات مضيئة في تحالف المستقلين ..لكن هل لديهم استعداد لكنس
...
-
ماذا فعل سمير فرج بالجنرال الدموي؟
-
حين تتوحد أنثى التلقي ليلى حسين مع أنثى الحكي زينب الحناوي!
-
رداً على أبو جليل والبطران وقاسم:نادي القصة ..الأقل سوءا!
-
في محليات الدقهلية ..من يهدد شعبية السيسي !
-
عزيزي أشرف زكي ..كرسي واحد يكفي !!
-
إن رحلت إيناس عبد الدايم.. من البديل؟!
-
المأزق الجنسي ..أما من مخرج؟!
-
إلى أهلي في بلقاس.. في كل مصر ..إحذروا مرشحي الحزب اللاوطني!
-
نقائص ثورة 30 يونيو خطر آخر يهدد الدولة المصرية!
-
دعوكم من جوائز -الدولة- ..ولنطلق جائزة الشعب !
المزيد.....
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|