أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - هل العراق دولة فاشلة؟















المزيد.....

هل العراق دولة فاشلة؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 11:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تم الترويج لمصطلح ( الدولة الفاشلة ) في اوائل التسعينات, ويشير هذا المصطلح بشكل عام الى حالة من الاخفاق الوظيفي تعاني منه الدولة ويؤدي الى تآكل قدرتها وقدرة نظامها على الحكم بفاعلية وكفاءة ما ينتج عنه سقوط وانهيار الدولة .
ويطلق مصطلح الدولة الفاشلة على الدولة التي فشلت حكومتها في القيام بمسؤوليتها حيث تكون ضعيفة وغير فعالة حتى انها لا تملك الا القليل من السيطرة على جزء من اراضيها وفقدانها لشرعية اتخاذ القرارات العامة وتنفيذها مع عجزها عن توفير الحد المعقول من الخدمات العامة والتفاعل مع الدول الاخرى كعضو فاعل في الأسرة الدولية .
وظائف السلطة السياسية وواجباتها :
ان من اهم وظائف السلطة السياسة وواجباتها هي تنظيم الحقوق والحريات المدنية والعناية الصحية والطبية وتوفير بنى تحتية ذات كفاءة عالية مع توفير نظام مؤسساتي اقتصادي ناجح يستطيع المواطنون من خلاله ان يسعوا الى اهدافهم ومشاريعهم , ولعل تحقيق الأمن والأمان في قمة هرم اولويات واجبات الدولة التي يجب تحقيقها لمواطنيها . كما يرى البعض ان الدولة الفاشلة هي تلك الدولة التي تحكمها الميليشيات المسلحة وهي تلك الدولة التي تفقد السيطرة على وسائل العنف الخارج عن القانون ومن ثم تكون عاجزة عن تحقيق السلام والاستقرار لشعبها وفي فرض السيطرة على اراضيها او جزء منها وعلى منافذها الحدودية البرية والبحرية والمطارات وفرض سيطرتها على مافيات الفساد والتهريب ولا تستطيع ضمان النمو الاقتصادي للبلاد او تقديم الخدمات وغالبا ما تتميز بانعدام المساواة الاقتصادية والمنافسة .
مؤشرات الدولة الفاشلة :
منذ عام 2005 بدأت منظمة صندوق السلام وبالاشتراك مع مجلة السياسة الخارجية ( فورين بوليسي ) في اصدار تقارير سنوية حول الدول الفاشلة حيث تم اعتماد عدة مؤشرات رئيسة تتمثل بـ :
1) المؤشرات السياسية والأمنية .
2) المؤشرات الاقتصادية .
3) المؤشرات الاجتماعية.
الى جانب العديد من النقاط الفرعية والتي بموجبها يتم تحديد الدولة الفاشلة . الا ان هذا الفشل ليس متشابها او متساويا بين جميع الدول فهو امر نسبي حيث هناك دولة فاشلة جزئيا او متوسطة الفشل او فاشلة كليا . وهناك اختلاف في الظروف الداخلية والخارجية للدول الفاشلة الا انها تشترك بسمة واحدة وهي تفشي متلازمة الفقر والبطالة والفساد وانعدام الأمن . كما توجد عدة معايير للدولة الفاشلة مثل :
عدم احترام حقوق الانسان وحقوق المواطن والقانون والنظام والاستهانة بهما من قبل الحكومة او كبار موظفيها او رؤساء اجهزتها الأمنية حيث يستطيع كل متنفذ ممارسة ما يريد من الصلاحيات او الاستيلاء على املاك الدولة والمال العام . كما يزداد الفساد والمحابات وتراجع تكافؤ الفرص والعدالة بين المواطنين وتتفجر داخل هذه الدولة العديد من التناقضات تصل احيانا الى درجة الصراع المسلح كالطائفية والأثنية وغيرها على حساب المواطنة. وقد يكون الفشل كاملا وتاما عندما تنفجر الصراعات الداخلية بين فئات المجتمع فتصل الى مرحلة الصراعات المسلحة التي لا تستطيع الدولة السيطرة عليها حتى لو استخدمت جيشها وقواتها المسلحة مما يستدعي التدخل الخارجي لدعم السلطة وتثبيت اقدامها . كما يكون الفشل كبيرا ايضا عندما ينتشر الفساد الكبير في الدولة المعنية وتتضاءل المحاسبة او تنعدم وتمارس السلطة و(الطرف الثالث ) الاغتيال والقمع والاعتقال غير القانوني والتعذيب في حق المواطنين. فالفشل لا يتعلق فقط بعدم حفظ السلام الاجتماعي وانما ايضا بالتقصير في تأمين احتياجات مختلف جوانب الحياة التي يعيشها المواطن ومتطلباته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
الخصائص الرئيسة للدولة الفاشلة :
وفيما يتعلق بالخصائص الرئيسة للدولة الفاشلة الموضوعة من قبل صندوق السلام وفورين بوليسي التي تضمنتها تقاريرها السنوية فتتمثل بـ :
1) فقدان سيطرة الدولة على اراضيها او جزء منها وعدم التمكن من فرض السيطرة والسلطة داخل اراضيها .
2) تآكل السلطة الشرعية لدرجة العجز عن اتخاذ قرارات موحدة .
3) عدم القدرة على توفير الخدمات العامة .
4) عدم القدرة على التفاعل مع الدول الاخرى كعضو كامل العضوية في المجتمع الدولي .
هناك العديد من المؤشرات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تشير الى الدولة الفاشلة , ولكننا سنركز هنا على المؤشرات الاقتصادية للدولة الفاشلة والمتمثلة بـ :
- 1. عدم انتظام معدل التنمية الاقتصادية وعدم المساواة في توزيع فرص التعليم والعمل مما ينتج عنه تصاعد النزاعات والانقسامات في المجتمع .
2. استمرار تدهور الوضع الاقتصادي وذلك وفقا للمؤشرات الدالة عليه والمتمثلة في معدلات الدخل القومي وحجم الدين العام ومعدلات وفيات الأطفال وارتفاع نسبة الفقر وانخفاض معدلات الاستثمار وارتفاع معدلات البطالة .
3. ازدياد معدلات الفساد والمعاملات غير الشرعية بين عامة الناس دون وجود قواعد لهذا النمط من التعاملات التجارية بالتوازي مع عدم قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها المادية لمواطنيها مثل برامج الضمان الاجتماعي والمعاشات .
4. التنمية الاقتصادية غير المتكافئة ما بين المجموعات التي تنتمي الى البلد الواحد .
5. التدهور الاقتصادي الحاد مع اختلالات بنيوية وركود في الدورة الاقتصادية وانهيار قيمة النقد الوطني
لقد اعتبرت تقارير المنظمة ولعدة سنوات العراق دولة فاشلة ( وهذا احد الانجازات المهمة للحكومات المتعاقبة منذ 2003 والى اليوم ), بسبب عدم تمكن سلطاته من السيطرة على المجتمع ومنع النزاعات العشائرية المسلحة والتطاحن الطائفي ومكافحة الفساد الكبير المتفشي ووضع حد للميليشيات المسلحة المنفلتة التي تتحدى الدولة وتقصف السفارات الأجنبية في المنطقة الخضراء بخلاف المواثيق الدولية وعدم احترام مرجعية المواطنة وترك العنان للمرجعيات الثانوية والميليشيات المسلحة وقواها المتنفذة لتسيطر اضافة للتقصير في تقديم الخدمات للناس .
وتشير تقارير المنظمة الى احتلال العراق المراتب الأخيرة في مؤشر الدولة الفاشلة اذ احتل المرتبة الرابعة من بين الدول الفاشلة في عام 2005 , وفي عام 2006 احتل ايضا المرتبة الرابعة , بينما احتل المرتبة الثانية بعد السودان في عام 2007. في حين احتل المرتبة الخامسة في عام 2008 .والسادسة في عام 2009. وحسب مؤشر عام 2019 احتل العراق المرتبة الخامسة عربيا والمرتبة ( 13 ) عالميا بدرجة تحذير قصوى .
وحتى يكون العراق من الدول القوية الناجحة وغير الفاشلة عليه الاهتمام بالمؤشرات الاجتماعية وتوفير الاحتياجات الأساسية من مواد غذائية ومياه صالحة وكهرباء وغيرها من الخدمات العامة تعليمية وصحية مجانية وغيرها.. الى جانب معالجة المؤشرات السياسية والأمنية ومكافحة الفساد وتزايد الهجمات المسلحة للميليشيات المسلحة المنفلتة وارتفاع نسبة مقاطعة الانتخابات والتشكيك في نتائجها والتظاهرات والاعتصامات وزيادة قدرة الدولة على تقديم الخدمات العامة . واعتماد مبدأ المواطنة في سلوك الدولة وفرض القانون والحفاظ على استقلالية القرار السياسي وعدم السماح بالتدخل في الشأن العراقي . والعمل على تنويع مصادر الدخل القومي والتخلص من الاقتصاد الريعي وتفعيل القطاعات الانتاجية المختلفة ومعالجة ظاهرة الفقر ووضع حد لارتفاع الأسعار والسوق السوداء ,اضافة الى مكافحة الفساد وتقديم كبار الفاسدين مهما كانت مناصبهم مع صغار الفاسدين للمحاكمة العادلة واسترجاع الأموال المنهوبة .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أسباب ارتفاع نسب البطالة في العراق وتفاقمها المستمر ؟
- هل من الضروري تنويع مصادر الدخل في العراق ؟
- تفشي الفساد المالي والاداري في العراق من وجهة نظر الحزب الشي ...
- أزمة الحكم في العراق من وجهة نظر الحزب الشيوعي العراقي
- لم يبق لنا شيئا من هيبة الدولة في العراق
- هل اصبح العراق اسوء دولة في العالم في مستوى التعليم ومن السب ...
- بمناسبة اليوم الدولي للعيش معا في سلام في 16 أيار / مايو .
- موقف الحزب الشيوعي العراقي من الالتزام بحقوق الانسان في العر ...
- هل من أمل في حصر السلاح بيد الدولة في العراق ؟
- بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من اجل الحوار والتنمية ...
- هل من أمل في الخلاص من الفساد الكبير في العراق ؟
- تنمية الثقافة القانونية الإستثمارية , أحد الأهداف القانونية ...
- إعادة الدور الريادي والاقتصادي للقطاع الخاص العراقي , أحد ال ...
- منتدى دافوس الاقتصادي العالمي والتحديات
- الاصلاح والتغيير الذي نريده في العراق وفقا لبرنامج الحزب الش ...
- هل يمكن مكافحة الفساد الكبير في العراق ؟
- الصعوبات التي تواجه الاستثمار الأجنبي في العراق
- مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية جدير بالمتابعة والد ...
- الاقتصاد الريعي وضعف الدولة العراقية
- هل يلبي الاقتصاد العراقي حاجات المواطنين الأساسية ؟


المزيد.....




- من المنتصر بين ترامب وبايدن؟ تفاعل وسجال بعد مناظرة CNN
- بعد مناظرة CNN.. حملة ترامب تعلن -النصر-.. وديمقراطيون يشعرو ...
- -لقد كان ذلك مؤلمًا-.. محلل CNN يعلق على أداء بايدن في المنا ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 25 مسيرة في عدة مقاطعات روسية خلال ...
- أمطار وغزيرة وطقس سيئ في أجزاء كبيرة من شمال ووسط إيطاليا
- حرب غزة: قصف متواصل على القطاع وإدارة بايدن ستفرج عن قنابل ب ...
- إيران تنتخب رئيسا جديدا خلفا للراحل إبراهيم رئيسي
- بايدن أم ترامب؟.. من انتصر في المناظرة التاريخية وفق استطلاع ...
- ترامب: بايدن سيجر الولايات المتحدة إلى حرب عالمية ثالثة
- بيلاوسوف يوجه الأركان العامة للتعامل مع استفزازات المسيرات ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - هل العراق دولة فاشلة؟