أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منسى موريس - الإنسان شريك لله فى الوجود














المزيد.....

الإنسان شريك لله فى الوجود


منسى موريس

الحوار المتمدن-العدد: 6901 - 2021 / 5 / 17 - 17:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله هو المُسيطر على كل شيء وإرادته المُطلقة هي التي تُحرك الوجود والتاريخ والعالم والإنسان لتحقيق غايته الإلهية فهو المسؤول عن كل مايحدث في الزمان حسب مشيئته الأزلية ، كل هذه الأفكار اللاهوتية التي تتبناها النظرة الدينية التقليدية للإرادة الإلهية والوجود لاتعد نظرة متكاملة الأركان وبها الكثير من الإشكالات الفلسفية التي من الممكن أن تؤثر بالسلب على صورة الله والإرادة الإنسانية معاً في وقت واحد ، لأننا وفق هذه النظرة نرد كل الأشياء لله وننسبها لحكمته وعلمه السابق وهذا يقودنا بشكل مباشر لإهمال عامل الإرادة الإنسانية في الوجود لأن وضع الوجود بالكامل وبالكلية في يد الله معناه أن الإنسان لايُشارك في خطة الوجود ومستقبله ولاحتى في تاريخه وحاضره ولا واقعه الموضوعى والذاتى ، قد يقول قائل نحن نؤمن أن الإنسان لديه حرية وفى نفس الوقت ننسب كل شيء إلى الله أقول هذا تناقض لأن إرجاع كل شيء لله هو نفى ومحو واضح للحرية الإنسانية ولكن يحدث الإنسجام والتناغم بين إرادة الله وإرادة الإنسان في حالة التوافق والإتحاد الكلى بين الإرادتين بمعنى آخر عندما يتبنى الإنسان نفس رؤية الله ، أما التقليل وإلغاء الدور الإنسانى في الوجود يعتبر طعن صريح لمقولة أن الله خلق الإنسان حراً وهذا الموقف ليس بغريب ولكنه حدث في التاريخ المسيحي وتمت صياغته على شكل لاهوت وهو ما يعرف " بعقيدة التعيين السابق " أي أن الله هو الذى يحدد ويعين و يختار من البشر من منهم سيخلص ومن سيهلك والتي جعلتها "الكالفينية" جزءاً من علم اللاهوت ، والغريب واللافت للنظر أن السواد الأعظم من الذين يرفضون عقيدة التعيين السابق لأنها ضد حرية الإنسان وعدل الله نجدهم يؤمنون أن واقع الإنسان " صحياً ، سياسياً ، إجتماعياً ، مادياً ، حضارياً..." هو من صنع الله ويسير وفق رؤيته السرمدية هذا أيضاً يعد نفياً واضحاً للحرية الإنسانية ومجتمعنا الحاضر ووعينا الجمعى يؤمن بهذه النظرية ويطبقها عملياً ، فكل الأشياء تحدث تحت سيادة الله وأمره ولايمكن أن يحدث أي شيء دون سماح الله .

والخطر وكل الخطر في هذه النظرة التقليدية أنها تجعل من الإنسان ليس ذاتاً مستقلة يمكنها خلق واقع جديد يتوافق مع تصوراتها وإحتياجاتها لأنها ستصبح غير مسؤولة عن الوجود بردها لكل الأسباب والعلل إلى الله وهذا يؤدى إلى نتيجة سيئة كل السوء سيؤدى إلى التواكل والإنهزامية وطمس كينونة الإنسان الفاعلة في الزمان وهذا ضد جوهر الإيمان المسيحي الذى يعلمنا أن الإنسان مخلوق على الصورة الإلهية المتشبعة بالعقل والإرادة والوعى فالوجود هو مسؤول من الله والإنسان معاً وهذا يتجلى في الوحى المسيحي برمته فقصة الخلاص تحتوى على العنصر الإلهى والعنصر البشرى كذلك أيضاً يتجلى هذا بوضوح في " التجسد الإلهى"

فالوجود حسب جوهر المسيحية هو مسؤول من كل كائن له عقل ووعى وإرادة لأن كل هذه الملكات والمواهب هي التي تشكله وتخلقه وتؤثر فيه سواء بالسلب أو بالإيجاب ونقطة أخرى مُظلمة في هذه النظرة التقليدية أنها تشوه صورة الله فلو إعتقدنا بصحتها سننسب دون أن ندرى كل ما في الوجود من نقائص وعيوب وشرور وكوارث ومظالم إلى الله ذاته وبهذا نكون قد نفينا عن الإله كل صفات الخير والرحمة والحب والعدل.

فالإنسان هو شريك لله في الوجود ومن هنا يبدأ اللاهوت الإنسانى الذى يجد فيه الإنسان هويته الحقيقية كونه ذات قيمة يستطيع أن يخلق ويبدع ويشعر بمدى تأثيره في هذا العالم ولكوننا مخلوقات روحية دائماً نبحث عن المعنى والمعنى يوجد في القيمة التي نستمدها من الله على أساس أنه " أبونا " ونحن أبنائه فالأبن يمكنه أن يشارك أباه في العمل أو يعمل عمل أباه كما قال "السيد المسيح " "الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا، ويعمل أعظم منها، لأني ماض إلى أبي." (يو 14: 12).وهذا يجعل الأبن في قمة سعادته لكون أباه يؤمن به وبقدراته ويعتمد عليه أما اللاهوت الذى يعتبر الإنسان مجرد مخلوق يعيش فقط كقطعة الشطرنج يتحرك من خارجه أو عليه أن ينفذ خطة لايعلمها ولايشارك فيها فهو لاهوت غير إنسانى ولايمكنه أن يصنع إنساناً حرا واعيا مُدرك لمهماته ودوره في هذا الوجود هذا اللاهوت لايسلب فقط إنسانية الإنسان بكل قدراتها لكنه يسلب من الله جماله ومحبته وأبوته .



#منسى_موريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات فلسفية حول قيامة المسيح
- هل تقدم الغرب بعد أن تخلى عن المسيحية ؟
- تهويد المسيح فى الكنيسة القبطية
- الله والحوذى والحصان
- أمور غريبة عن القديسين فى التراث القبطى
- الكنيسة وهويتها الحقيقية
- المسيحيون السريان وحضارتهم المنسية
- الكنيسة والترجمة
- الغرور المعرفى بين المؤمن والملحد
- صلاة لايصليها رجل الدين
- الله بين يوسف كرم وإيمانويل كانط
- العقل والوجود
- لماذا لم يرفع المسيح السيف ؟
- فلسفة القديس وفلسفة إبليس
- فلاسفة أهملناهم
- المرأة التى قتلناها
- مغالطات العقل القبطى
- نقد نظرية المؤامرة .
- دفاع عن الفلسفة .
- فك الترابط بين الإلحاد والتنوير


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منسى موريس - الإنسان شريك لله فى الوجود