راني ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 6900 - 2021 / 5 / 16 - 11:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خرج الشعب الاردني بالآلاف في عدة مدن في المملكة رافضا لاعتداءات وتنكيل الكيان الصهيوني بالشعب الفلسطيني، ولانتهاكاته للمسجد الأقصى، وعدوانه على قطاع غزة ليتصدر بذلك باقي شعوب المنطقة في استرجاع مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان العربي، وليؤكد أن الأمة العربية هي شعب واحد ومصيره واحد، وإن الشعبين الأردني والفلسطيني هما من قبيلة وعشيرة وعائلة ودم واحد.
الشعب الاردني لم يقصّر يوما في تقديم أي دعم سياسي او شعبي لفلسطين؛ فقد قدم الأردنيون أرواح أبناءهم الطاهرة دفاعا عن ثرى فلسطين في حروب 1948 و1967 والاستنزاف، ونستذكر تضحياتهم في معركة الكرامة بقيادة الفريق الركن مشهور حديثة الجازي رحمه الله؛ الذي قاد هجوم مباغت على القوات الإسرائيلية عند دخولهم مدينة الكرامة الأردنية في محاولة للقضاء على المقاومين الفلسطينيين المتواجدين فيها آنذاك، ونجح في إيقاع خسائر بشرية كبيرة في صفوفهم، وواصل قصف تجمعاتهم متجاهلا تلقيه اتصالا من القيادة الأردنية تخبره فيه بان إسرائيل تريد وقف إطلاق النار، مما جعل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المدينة الأردنية تراجعا انهزاميا. ونحيي المتظاهرين الأردنيين الذين زحفوا إلى حدود فلسطين خلال الأيام القليلة الماضية وطالبوا دولتهم بفتح حدودها للمقاومين الأردنيين التواقين لنصرة إخوانهم الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
إن مطالبة الجماهير الأردنية حاليا بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وطرد سفيرها من عمان وفتح الحدود تعكس حجم اتساع الهوة بين الشعب الأردني ونظامه السياسي، وتعبر عن عجز النظام عن اتخاذ أي خطوات عملية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وعن فشله في حماية حدوده وامنه المائي من الاطماع الصهيونية.
كما إن تصدر الشعب الأردني للأمتين العربية والإسلامية حاليا لنصرة المقاومة في غزة وعموم فلسطين أعاد للأمة الشعور بأهمية الوحدة العربية، ويمكن اعتباره بمثابة شريان أمل جديد للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال والقتل والقصف الجوي والبري ومن الخيانة والمؤامرات العربية. ولهذا نأمل ان يصبح الشعب الأردني محركا لكل شعوب المنطقة في الدفاع عن فلسطين وبيت المقدس الذي يحتضن اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وان يساهم في إرغام الأنظمة العربية على دعم المقاومة الفلسطينية بفتح حدودها للمقاومين الفلسطينيين والعرب!
#راني_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟