أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - شرق أوسط جديد بفوضاه !!















المزيد.....

شرق أوسط جديد بفوضاه !!


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 11:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تبارت أمريكا والاتحاد السوفياتي السابق فيما بينهما من اجل قيادة العالم على ملعب الديمقراطية , وقد لعب الاتحاد السوفياتي السابق بورقة الديمقراطية الاجتماعية على حساب الديمقراطية السياسية , ولعبت امريكا بورقة الحريات الفردية وحقوق الإنسان على حساب الديمقراطية الاجتماعية , ربحت امريكا الحرب بالنهاية وأصبحت زعيمة العالم بلا منازع , وقد استخلص أحرار العالم درسا من تلك المباراة هو اعتبار - الديمقراطية السياسية ممر إجباري للديمقراطية الاجتماعية - لكن ذلك الانتصار السهل ذاد قيادة أمريكا الحالية غرورا وغطرسة في صراعها مع عدو جديد حل محل الشيوعية هو الإسلام , ان منظري ومفكري البيت الأبيض الحاليين يناقشون الأمر على الشكل التالي , الإسلاميون أيضا يعزفون على وتر الديمقراطية الاجتماعية مثل الشيوعين بشقيهم الشيعي والسني ,فالأيديولجيا الشيعية تعتبر بداية الخلق مع آدم مرورا بالأنبياء وخاتمهم محمد رسول الله ومن بعده الأئمة ألاثني عشرية وولاية الفقيه التي ستملأ الأرض عدلا بعدما امتلأت جورا وتقضي على الاستكبار العالمي وتمهد لعودة المهدي المنتظر الذي يختم دورة الحياة على هذه الأرض ويشفع للبشرية عند ملكوت السماء لحظة قيام القيامة . اما الأيديولجيا السنية فهي تريد العودة الى دولة النبي محمد ومن بعده خليفته عمر الذي ملأ الأرض عدلا , أي انها تريد ان تعيد البشرية الى عصر الجمل والقُرَب المحمولة على ظهره في الصحراء العربية ؟ سادة امريكا الجدد مطمئنون الى الانتصار في المباراة الجديدة كون الأيديولوجيا الشيوعية اكثر تماسكا بكثير وقد هزمت أمامهم وبالتالي فهزيمة الأيدلوجيا الاسلامية ستحصل بزمن اقل بكثير , وبهذا يرتكبون الحماقة تلو الأخرى في الشرق الأوسط وهم مطمئنون , بدأت حماقاتهم باحتلال العراق حيث شاهد العالم دباباتهم تحرس وزارة النفط فور دخولهم مدينة بغداد , في حين تركت متاحف وآثار وثقافة العراق تنهب من قبل اللصوص وتباع فيما بعد ضمن الأسواق العالمية . الأخطر من ذلك هو سياستهم الحمقاء تجاه الشعب الفلسطيني , بوقاحة أيضا يخرج علينا سادتها ليكيلوا المدائح لقيادة اسرائيل , وشارون , وبيريز , وأولمر أبطال سلام , واحمد ياسين ومروان البرغوتي وخالد مشعل ارهابيين يجب القبض عليهم !! ومن أجل جندي واحد يحق لاسرائيل ان تقصف بكل انواع الأسلحة غزة فهو ليس أسيرا بل مخطوف من قبل جماعات ارهابية !! و أما الأطفال والشيوخ والنساء في سجون اسرائيل فهم أسرى حرب ! وهي تسخر العالم بما فيه قادة العرب من أجل تخليص الجندي الاسرائيلي من بين أيدي الارهابيين ,
بنفس الطريقة تدار الحرب في لبنان برعاية أمريكية , تُهدم الجسور والبيوت على رؤوس ساكنيها وتقطع المياه والكهرباء, وعندما تطالب هيئة الأمم المتحدة على لسان أمينها العام ومن ورائه العالم بوقف غير مشروط لإطلاق النار رحمة بالمدنيين العزل , ترفض أمريكا وتستعمل الفيتو كما هي العادة ضد أي قرار لاتوافق عليه اسرائيل , وبعد ذلك تريد منا كوندليزا رايس أن نصدقها بأنها تعمل من أجل شرق أوسط جديد وما علينا الا ان ننتظر أياما معدودة لتقضي اسرائيل على إرهاب حزب الله بالقوة ؟ من ثم تبدأ بتخطيط الشرق الأوسط الجديد .
هذه الطريقة في ادارة الحرب ستنتهي في لبنان الى حكومة ضعيفة الى جانب مليشيا إسلامية مسلحة قوية كما هو الحال في العراق وفلسطين , وستسمح للغرائز والقنابل البشرية الانتحارية كي تسيطر ليس في العراق بل وفي المنطقة بأكملها .
ان بوابة شرق أوسط جديد ومستقر وآمن ومزدهر وديمقراطي هو إنصاف الشعب الفلسطيني وغزو قلوب المسلمين بجعل مقدساتهم تحت اشراف الفلسطينن وليس اليهود , حينذاك نكون في الطريق الى تجفيف منابع الارهاب في الشرق الأوسط .
مالم تغير امريكا من سياسة الكيل بمكيالين وتحاول إدارة العالم وفي مقدمته الشرق الأوسط بتفهم مشاكل كل منطقة وحلها حلا عقلانيا , فان حضارة البشرية كلها مهددة بالارهاب .
بكل أسف نقول : ان سياسة أمريكا الحالية في منطقتنا تضعف أي صوت اسلامي متنور وقومي معتدل ولبرالي متحضر , وتساهم في توسيع الهوة بينهم وبين الشارع العربي لمصلحة الأصوليين المتطرفين سواء كانوا إسلاميين او قوميين أو شيوعيين .
سأحاول أن أدعم وجهة نظري بمثال من واقعنا السوري .
بدأ هذا القرن في سوريا بما عرف بربيع دمشق فازدهرت المنتديات وطالب المثقفون السوريون فيها بانتقال هادئ وسلمي وتدريجي من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية استنادا الى مناخ عام عالمي يرفع راية الانسان وحقوقه الفردية . وعندما قرر من بيده الحل والربط في سوريا وأد ربيع دمشق وجدوا صعوبة في ذلك لايستهان بها .
جاء الأمريكان بعد ذلك الى المنطقة ومعهم دباباتهم لتنشر الديمقراطية في العراق أولا وتدافع عن حقوق الانسان هناك وأصبحوا على حدودنا . وجاء ربيع آخر في دمشق عام 2006 كان من بين وروده تعاونا لمثقفيه مع زملائهم في لبنان ليكون للمثقفين صوتهم الخاص المستقل عن السلطة , ولكن هذه المرة لم تجد السلطة صعوبة تذكر في سوق عشرة مثقفين جدد الى السجن . ولن تجد صعوبة أيضا في اتهامهم بارتباطهم الخارجي كون المناخ العام أصبح مشحونا بالكره لأمريكا وسياستها الحالية في المنطقة . الصورة تتضح من خلال تعليق للمهندس أيمن عبد النور على مقال في نشرته (كلنا شركاء ) يستهجن غياب صوت المثقفين السوريين المستقل عما يجري في لبنان وكان فحوى التعليق على الشكل التالي ( اذا كان جزء من المثقفين داخل السجن ينتظر الحكم عليه عدة سنوات فهناك سيارة تحت بيت كل مثقف خارج السجن تذكره بالتقيد بالخطوط الحمر والا لقي مصيرا مشابها ).
كان الله بعون العقلانيين في سوريا خصوصا والعالم العربي عموما . تم تحطيم العقل في القرن الماضي بحجة الحفاظ على دول عربية قوية تستطيع مقارعة الأمبريالية والصهيونية . ويتم تحطيم العقل في القرن الحالي بحجة نشر الديمقراطية
...........................................................................
ما لم تغير أمريكا من سياستها الحالية في الشرق الأوسط فلن يكون هناك حزبا لله في لبنان فقط بل أحزابا لله ( وحدها الفاعلة ) في شرقها الأوسط الجديد بأكمله .
كامل عباس - اللاذقية – أواخر تموز 2006



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريف برابطة العمل الشيوعي في سوريا
- اليسار السوري والتحرر الجنسي
- الطريقة السورية في تكريم المثقفين عند بلوغهم سن الستين
- الخف الوطني
- إذا كان بيتك من زجاج فلا ترجم بيوت الناس بالحجارة
- متى يصبح مناضلونا موضوعيين تجاه المفكرين الأمريكيين أمثال هن ...
- احتراف ثوري على طريقة ما العمل في مدينة حماه عام 1977
- اليسار السوري وتحرر المرأة
- أين تكمن مصلحتنا ؟
- علاقة الداخل بالخارج الراهن والآفاق
- المرأة في التاريخ السوري
- الماركسية وتحرر المرأة
- مؤشر جديد على اتجاه الخصخصة في سوريا
- الاخوة الأعداء داخل إعلان دمشق
- إنها تمطر في سانتياغو- بطاقة حب لليسار التشيلي
- مكر التاريخ عبد الحليم خدام نموذجا
- جلطة شارون واللغة الفارغة والمعاني الخادعة
- مأزق العولمة اللبرالية أم مأزق مناهضي هذه العولمة ؟
- الاحتلال الخارجي للعراق أرحم من كل الاحتلالات الداخلية العرب ...
- لكلٍ منطقه في الدفاع عن قناعاته


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - شرق أوسط جديد بفوضاه !!