أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالاله سطي - استراتيجية التنمية البشرية في المغرب8















المزيد.....


استراتيجية التنمية البشرية في المغرب8


عبدالاله سطي

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 04:28
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


نموذج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

تتمة
المبحث الثالث : التعبئة العامة و إشراك الفاعلين الوطنيين في التفعيل.


إن الكلام عن "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" كما وضحناها سابق يعني في الواقع الكلام عن استراتيجية تنموية ديمقراطية تتخذ من المواطن الأساس المركزي و الرأسمال الأساسي لانطلاق أي عملية تنموية، وهي بهذا الشكل تشكل إجتماع كل المتتبعين الأفق التاريخي لحركية المجتمع المغربي، و هي النمط الذي سيشكل محور تطوره. ذلك أن المبادرة بخلاف > تعتمد مقاربة جديدة و مهمة تتمثل في إشراك جميع القوى الحية في المجتمع باعتبارها فاعلا أساسيا في إنجاحها.فما هي الآليات التي اعتمدتها المبادرة من أج التعبئة الشعبية؟ و ما هو دور المجتمع المدني ومعظم فعاليات قوى المجتمع الحية في تفعيل هذه الأخيرة؟.


المطلب الأول : آليات التعبئة.

إن البعد الوطني التي تزخر به مبادرة التنمية البشرية يجعلها ذي صبغة دينامية تضامنية شاملة، و دعوة حقيقية للشعب المغربي كافة لكي يبرهن عن مدى إحساسه بالواجب و تجسيد العمل، كما أنها دعوة إلى السلطات العمومية لمزيد من العمل،كما أنها دعوة لكافة القوى الحية في الأمة ـ حسب التعبير الملكي ـ بكل تنوعها من أجل المساهمة في وضع هذا الصرح، فالأمر يتعلق إذن بتعبئة وطنية شاملة، فالشعب قاطبة مدعو إلى استنهاض الهمم ومضاعفة الجهد علما بأن هذه الإصلاحات التي تتعاقب و هذه المبادرات التي تتوالى تعد تعبيرا جليا عن مدى نضج مجتمعنا. هذا المجتمع الذي لا يمكنه أن يظل بعيدا عن ركب التقدم هذا، و قد اشاد جلالة الملك بذلك في خطابه بمناسبة ثورة الملك والشعب
في 20 غشت 2005 عندما قال بالحرف الواحد " إن المواطنة التي نريدها، لا ينبغي أن تختزل في مجرد التوفر الشكلي على بطاقة تعريف أو جواز سفر، و إنما يجب أن تجسد في الغيرة على الوطن، و الاعتزاز بالانتماء إليه، و المشاركة الفاعلة في مختلف أوراش التنمية، التي فتحناها، وطنية كانت أو جهوية أو محلية، و توسيع إشعاعه العالمي".
إذن هناك دعوة صريحة من أجل تعبئة شاملة و تحرير الطاقات لمكافحة المعضلات الصعبة، الأمية والفقر و الآفات الاجتماعية الأخرى بكافة أشكالها، من بطالة الشباب، و اتساع التفاوتات الاجتماعية و المجالية، و كسب رهانات التحديث الديمقراطي، و الرفع من مستوى التنمية البشرية، و الإنتاج الاقتصادي، والنهوض بالاجتهاد الفكري، و الإبداع الفني كما يضيف الخطاب الملكي.
و قد أفرزت الدولة العديد من الآليات الوسائل الكفيلة لإحداث تعبئة شاملة و عامة لكافة شرائح المجتمع، تمثلت على المستوى المركزي في إحداث ما سمي ب"لجنة قيادة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" و التي عقدت العديد من اللقاءات و الندوات و الأيام الإخبارية، من أجل تقديم وتعريف مختلف محاور المبادرة ورهاناتها و الأسس المتحكمة فيها و ذلك من أجل خلق نوع من الشفافية و الوضوح الذي سيؤدي إلى تعبئة الشرائح المجتمعية و إدماجها في الركب، أما على المستوى المحلي فقد أنشئت لجن محلية للتنمية البشرية على مستوى الأقاليم والعمالات و التي بدورها أيضا عملت على عقد العديد من اللقاءات مع المواطنين و ممثلي وسائل الإعلام المحلية من أجل إيصال فلسفة واستراتيجية المبادرة إلى الجميع الذي سيمكن لا محالة من خلق نوع من النقاش الاجتماعي مع القوى المجتمعية المحلية. على أمل بلورة ذلك إلى إنجازات من سمتها الأساسية الإنصات والثقة و إشراك المستفيدين و الفاعلين في التنمية المحلية بتناغم وتشارك في إطار تعاقدي شفاف يرشح المبادرة لتصبح مرجعا للحكامة الجيدة خاصة و أنها مبادرة تتسم بالنفس الطويل و الاستمرارية في الأمد، فإن جعلها تتمحور حول الإنسان كما يفهم من الخطوط العريضة التي وضعناها في امحاور السابقة يستدعي نهج مقاربة ترابية جهوية مركزية، خصوصا أن التجارب العالمية في التنمية قد أثبتت عن نجاعة مقاربة التنمية الجهوية ذات البعد التشاركي المندمج.

المطلب الثاني : مشاركة جميع القوى الحية للمجتمع.

تبرز التجارب التنموية العالمية اليوم أن التنمية المحلية المندمجة والتشاركية تشكل الإطار الأمثل لبلورة السياسات الاجتماعية و الاقتصادية الوطنية بصفة عامة. ولعل ذلك عائد بالأساس إلى العديد من الاعتبارات أولها عجز التدبير المركزي و عدم تمكنه من مقاربة مختلف العمليات التنموية طبقا للخصوصيات الجهوية المحلية، و الثانية يتجلى في الميزات والنتائج الناجحة التي توفر اللامركزية في الاستغلال وترشيد الثروات. بالإضافة لما يوفره هذا الأسلوب من إطار ديمقراطي يسمح لجميع أطراف المجتمع المساهمة في العملية التنموية.
و هذا ما "توفره المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" عندما وعت أنه لا نجاح ولا تفعيل لفلسفتها و بنودها إلا بالانطلاق من منطلق ما يمكن تسميته > و قد بدا ذلك واضحا في الخطاب الملكي ل 18 ماي 2005 عندما دعا " إلى اعتماد مقاربة تقوم على الإصغاء و التشاور مع كل القوى الحية للأمة، من أحزاب سياسية، و منظمات نقابية، وجماعات محلية، و هيآت المجتمع المدني، و قطاع خاص، و حتى مع المواطنين الذين لهم خبرة وغيرة في مجال التنمية". إذن "فالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية" هي مبادرة الجميع لأنها تتضمن أهدافا مشتركة بين طموحات الحكومة وبرامج الأحزاب السياسية و فعاليات المجتمع المدني، و تقترح أوراشا متعددة هدفها الأساسي الانخراط في النهضة التنموية الشاملة، عبر مساهمات الهيآت السياسية و النقابية والجمعيات التنموية عمليا في البرامج المسطرة، باقتراح برامج محلية ملموسة تساهم في إنجاح هذه المسيرة الوطنية التي هي في البداية والنهاية مسيرة وطن ومسيرة رقيه وازدهاره.
فهناك إذن محكا حقيقيا أمام الطبقة السياسية المدعوة وهي مقبلة على استحقاقات 2007 أن تجعل في صلب اهتماماتها بلورة مشاريع ملموسة لتجسيد هذه المبادرة، خصوصا وأن هاجس تحسين ترتيب المغرب في مؤشر التنمية البشرية يظل تحقيقه رهينا بانخراط جميع مكونات المجتمع من أجل ربح معركة التنمية البشرية المستدامة.
ومادمت المبادرة جاءت من أجل الإنسان، ومن أجل كرامته، في عملية مبنية على التشاور والثقة في المستقبل. فقد جعلت من ركائزها الأساسية إشراك كل المستفيذين والفاعلين الجمعويين في التنمية المحلية، مشكلة مرجعا و استراتيجية للحكامة الجيدة و الاستمرارية.
و لذلك أفرزت للنسيج الجمعوي في عملية التفعيل دورا أساسيا يقوم على ثلاث مستويات تتجلى: خلال عملية تحديد المستفيدين من برامج لمبادرة، ثم خلال تحديد العمليات التي ستتم برمجتها، بالإضافة إلى حضوره البارز في عميات التنفيذ.
فعلى مستوى تحديد المستفيدين والعمليات التي سيتم برمجتها "تمثل الجمعيات المحلية في اللجنة الإقليمية المكلفة بالتحديد الدقيق للمستهدفين للمستهدفين من برامج لمبادرة الوطنية للتنمية البشرية و كذا في اللجنة المحلية، حيث يتم تحديد الأهداف و العمليات التي ستبرمج في إطار التخطيط الاسترتيجي للمبادرة".
أما على مستوى التنفيذ فالجمعيات تكون حاضرة إلى جانب المصالح اللامركزية و الجماعات المحلية،في إخراج برامج المبادرة إلى حيز الوجود خصوصا و أن الإشراف على التنفيذ يتم على مستوى لجنة المبادرة المحلية التي يمثل فيها النسيج الجمعوي،، هذا الأخير الذي يشرف أيضا على عمليات الخبر و التأطير وتوفير التعبئة اللازمة و دعم الساكنة المستهدفة، و يعني هذا الأسلوب الجديد من جملة ما يعنيه اعتماد المبادرة على منهج الحوار في إطار تعددي مسؤول، وجعل قضايا التنمية من اختصاص كل الفعاليات المحلية.
و لعل ما يبرر ذلك هو "العجز النسبي للسياسات العمومية و للبوادر الخاصة عن الاستجابة لطلب اجتماعي متزايد، مما يظهر الحاجة الماسة للكشف، داخل وبواسطة المجتمع المدني، عن أشكال مؤسسية جديدة لخلق و تنظيم أنشطة ذات نفع عام للأفراد و الجماعات التي تدير شؤونها سواء على صعيد محلي محلي أو مركزي". فاليوم أصبحت تتواجد إلى جانب الدولة و القطاعات العمومية، هياكل أصيلة وغير ممركزة لإنتاج وتدبير مجالات عمومية في ميادين متعددة كالبيئة والسكن، و التكوين والصحة و التشغيل على صعيد عدة مستويات محلية وطنية و دولية، و من أبرز أشكال هذه التنظيمات الاستراتيجية الجديدة المؤلفة للنسيج الجمعوي في ( جمعيات غير حكومية، تعاونيات، و داديات، فدراليات،...) و مادامت "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" عملية تهم كل مكونات المجتع المغربي، بمن فيهم أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، فقد تم فتح قنوات نقاش واسعة بين القطاعات العمومية المعنية و ممثلين عن المهاجرين، الذين سيكون لهم دور فعال في عمليات المبادرة، خصوصا أن إذا أحسن تدبير عمليات التعبئة المخصصة لهم.


ونافلة القول ، هو أن معالجة الفاقة و الحرمان و جميع أشكال التهميش و توفير مستلزمات التنمية البشرية، يستوجب أولا وقبل كل شيء، التصدي للتحدي المتمثل في بناء مجتمعات اندماجية و متنوعة، قائمة على سياسات تشاورية و تشاركية و محلية، الشيء الذي لا يمكن أن يتحقق إلا عبر توفير الدولة للإنسان حقوقه الطبيعية و المدنية والسياسية و الاجتماعية و الاقتصادية ليشعر بإنسانسيته كفرد أولا وكفاعل في المجتمع دائما.



#عبدالاله_سطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب7
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب6
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب5
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب4
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب3
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب2
- استراتيجية التنمية البشرية في المغرب1
- الفاكانس ياحبيبي...والله الله
- المغرب من استراتيجية الخوف إلى استراتيجية الأمل
- في البدء كانت التنمية البشرية في المغرب؟
- هيأة الانصاف والمصالحة وقانون ساكسونيا
- المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و إشكالية الديمقراطية في ال ...
- قصة قضية الصحراء المغربية الغربية من المسيرة الخضراء إلى خ ...
- بؤس المثقف المغربي/ في نقد الانتلجانسيا المغربية
- *في نقد الحداثويون
- قراءة في كتاب (الصراع الطبقي و التحولات الاقتصادية والسياسية ...
- قراءة في كتاب( الصراع الطبقي والتحولات الاقتصادية والسياسية ...
- توابع التبعية دراسة في ميكانزمات أزمة تخلف المجتمعات العالم ...


المزيد.....




- الإعلان عن إجراءات جديدة في المصارف والجمارك السورية
- موردو قطاع السيارات في أوروبا يعانون.. مأساة تاريخية لصانعي ...
- ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما
- استقرار كميات الغاز المتدفق من أوكرانيا إلى سلوفاكيا
- الكويت.. التضخم السنوي يرتفع خلال نوفمبر الماضي
- حظر تطبيق -تيك توك- لمدة عام.. في هذه الدولة الأوروبية
- كيف تمكن السيطرة على التضخم في سوريا الفترة المقبلة؟
- الإنتخابات الألمانية - الاقتصاد ثم الاقتصاد وقليل من الهجرة ...
- قطر: سنوقف إمدادات الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي إن فرضت ...
- “الحلقة الأولى” مواعيد عرض برنامج توب شيف الموسم الثامن Top ...


المزيد.....

- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالاله سطي - استراتيجية التنمية البشرية في المغرب8