جمال الهنداوي
الحوار المتمدن-العدد: 6897 - 2021 / 5 / 13 - 15:07
المحور:
القضية الفلسطينية
تشير ردود الافعال المتواترة على الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على قطاع غزة الى ان العرب قد فقدوا الكثير من مهاراتهم اللافتة في دبج نوادر الكلم والدرر اليتيمة من عبارات الشجب والاستنكار التي تترافق وتعقب أي من الحوادث الامنية التي تطرأ في المنطقة ومن الممكن ان يسمع منها ما يقض مضاجع الدوائر السياسية العربية العليا ويقلق قيلولة الحكم ما بين قمع وقمع..
كاستلال الروح من الجسد انتزعت عبارات الادانة والشجب والاستنكار هذه المرة ,وعلى مضض –وتضجر واضح-كان وضع اخبار القطاع في مقدمة نشرات الاخبار المتعجلة للتحول الى المواضيع الاخرى الاقرب الى اولويات واهتمامات واشتراطات ضبط الاوضاع ضمن مسار ربيع الممالك العربية الطويل.
غابة من الارقام تتساقط علينا على وقع فرقعة الرصاص الذي يئز في سماء واجساد اهالي غزة ..ارقام تصدر عن جيش الاحتلال عن آلاف من الجند والاحتياط مقابل جهد لاهث ومريب من قبل الاعلام الرسمي العربي للتهوين من ارقام الضحايا الذين استلت ارواحهم من خلال آلة الحرب المدمرة التي صبت على شوارع وازقة المدينة المستباحة..ولحساب الساعات التي تحتاجها اسرائيل لتحديد موعد انعقاد الجلسة "الفائضة" لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين..وتذكير مستمر -ووقح- بأن تلك الخسائر لا تعد شيئا امام ما القتل الاشد مضاضة المزروع في زوايا اليمن ودروب الشام ,وقبلها بغداد..دون ان يسأل احدا ولماذا يموت هؤلاء مع هؤلاء..ولماذا نحن من نقتل في كل مرة..ولماذا نحن من تنتهك أحلامنا, ولماذا في بلداننا فقط دمٌ يسفك وارواح تزهق ووحشة تلف المكان وتنتهك الروح ..
هذا الاعتداء، ربما يحتوي على بعض الفائدة، من حيث نفض الشعوب العربية أياديها من النظام الرسمي العربي برمته، وفضح هشاشة الشعارات الثورية التوريطية التي تنتهجها كايدولوجيا وخارطة طريق بعض الكيانات التي لم تحسن الدفاع عن شعوبها. وإسدال الستار على مرحلة متطاولة من الحروب الافتراضية ومن الجهاد الالكتروني ومن التصريحات الحماسية التي امتلأت بها الفضائيات ومواقع ومنتديات الإنترنيت.
يا أهل غزة الكرام,لا تنتظروا منا شيئا ,فشهداءنا وشهداءكم هم الأحياء ونحن وحكامنا الأموات..فاننا لم نعد نجيد إلا اجترار السخط والمزيد من السخط وننتفض في تجمعات عقيمة وهتافات مكرورة لا تقوى على رد الموت المتساقط على أطفال غزة.فنحن لا نملك لك إلا الدعاء,وحتى دعائنا تحبسه عن السماء ذنوب حكامنا.فلا تنتظري منا شيئاً نحن لا نملكه أصلا.صوتنا لن يحقن دمك .فقرار موتك وقع من قبل الزعماء الذين ينتظرون أن يحل لهم الشقيق الإسرائيلي الأكبر مشاكله معك. ليأخذوا بك العزاء ..
#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟