جلال الصباغ
الحوار المتمدن-العدد: 6896 - 2021 / 5 / 12 - 22:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خرج علينا أحد رجال الدين في مدينة القاسم التابعة لمحافظة الحلة وهو يهدد ويتوعد بشكل علني، في فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، اذ هدد هذا المعمم مجموعة من المنتفضين في المدينة بالأسماء الصريحة، قائلا انه سوف يسحلهم ويعلقهم على أعمدة الكهرباء فيما اذا كرروا بحسب ما يسميه "الإساءة للمعممين" دون أن يحدد شكل هذه الاساءة ودون أي تحرك من القضاء.
ليس رجل الدين هذا هو الوحيد الذي يهدد المتظاهرين بل الكثير من هؤلاء يصرحون بالقتل بشكل علني، أو في مجالسهم الخاصة، والسبب واضح جدا، هو انهم انما يدافعون عن مراكزهم ومناصبهم التي هُددت من قبل المنتفضين الذين يدركون جيدا أن هؤلاء المعممين بدفاعهم عن النظام السياسي وأحزابه انما يدافعون عن مصالحهم فحسب.
ان امبراطورية رجال الدين في العراق تمتلك مليارات الدولارات، ولديهم ممثلين في السلطة والبرلمان بل إن غالبية الأحزاب عدى أقيم كردستان هي الأحزاب الإسلامية التي ترعاها وتروج لها المؤسسة الدينية، كما ان لكل قوة او حزب اسلامي مليشيا تقتل وتنهب وتفرض ما تريده بالقوة، وعندما خرجت الجماهير بالضد من النظام، كان المعممون إحدى الجهات التي خرجت الجماهير بالضد منها.
من يتابع تصريحات هذه الفئة يرى حجم الهستيريا التي يعيشونها، فبعد التبجيل والرفاهية التي حصلوا عليها عقب الاحتلال، صار المواطنون اليوم لا يخشونهم ويتحدثون بصراحة عن سرقاتهم ودفاعهم المفضوح عن القتلة والنهابين الذين خربو كل شيء، ودائما ما نشاهد كم السخط الجماهيري تجاههم.
يحاول بعض من رجال الدين بأسلوب منافق، تصوير أنفسهم المدافعين عن الفقراء والمحرومين والمنتقدين للسياسين، لكن هذا الأسلوب لم يعد ينطلي على احد، لسبب بسيط وهو ان المواطن يرى ويسمع خطب وتصريحات هؤلاء كل يوم وهي تحث على الزهد والقبول بالواقع باعتباره ابتلاء من السماء، بينما هم وأبنائهم وحواشيهم يمتلكون المليارات.
ان زمن بيع الخرافات والأوهام للناس قد ولى، فحجم البؤس والفقر والبطالة وانعدام الخدمات والتناقض الصارخ بين معيشة السياسيين ورجال الدين وما يملكونه من ثروات، ومعيشة المواطنين الذين لا تتجاوز مرتبات بعضهم المئتي الف دينار شهريا، جعل من وصفات رجال الدين مجرد هراء لا يصدقه سوى السذج والمنتفعين.
ان تهديدات هذا الشخص تعبير واضح عن مستوى العجز الذي تعيشه المؤسسة الدينية المرفوضة من قبل الجماهير، كما أنه تعبير عن أساليب هذه المؤسسة الوحشية والارهابية، خصوصا عندما تفقد سطوتها داخل المجتمع.٠ج
#جلال_الصباغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟