|
الكرد في الذاكرة السورية
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 6896 - 2021 / 5 / 12 - 18:00
المحور:
القضية الكردية
في البداية أرى من الواجب تقديم الشكر الجزيل لادارة تلفزيون سوريا على منح الفرصة لشمول ( الذاكرة السورية الحالة الكردية ) آيضا ، واعتبار تاريخ الحركة الكردية جزء من الحركة الوطنية السورية ، والشكر موصول لمعدي البرنامج ولكافة العاملين فيه . بعد عرض الحلقات الأربعة من مشاركتي في برنامج الذاكرة السورية الذي أداره الصحفي المخضرم اللامع الأستاذ " شعبان عبود " ، وبعد متابعة مختلف الردود ، والتعليقات ، والرسائل التي تلقيتها من أصدقاء ، ومن أخوات واخوة لااعرفهم على الصعيد الشخصي ، توصلت الى جملة من الانطباعات : أولها - الاهتمام المميز من جانب الجيل الكردي الشاب أو الجيل الثالث لمعرفة تاريخ حركته وأحداثها التي لم يعاصرها ، وشغفه للاطلاع على الحقيقة التي تعرضت الى التشويه المتعمد من جانب أصحاب مصالح حزبية ضيقة ، وبالأخص من جانب الماكينة الإعلامية الأمنية التابعة لأجهزة سلطة نظام الاستبداد . وثانيها - الثناء الذي تلقيته من عدد كبير من أصدقائي ومعارفي السياسيين ، والمناضلين القدامى ، والإعلاميين ، والمهتمين بقضايا الحركة الكردية في مختلف أجزاء كردستان ، وبالأخص في إقليم كردستان العراق على سردي الامين والواقعي للاحداث التي كانت ذات صلة بهم . وثالثها - الاقبال الضعيف الخجول لاوساط من الشركاء السوريين ، محسوبة على المعارضة السورية في متابعة أحداث الساحة الكردية السورية ، واعتبار تطورات الحركة الكردية خارج اهتماماتها ، وكأن كرد سوريا في كوكب آخر ، وهو أمر مؤسف يرتبط بعدم استيعاب قطاعات سورية لحقيقة الكرد والقضية الكردية في سوريا . ورابعها - حصول مداخلات متسرعة من جانب أناس قبل انتهاء عرض الحلقات الأربعة بل انطلاقا من مواقف مسبقة ، وبهذه الحالة كان التقييم مبتورا ومتجنيا على الاغلب ، الى درجة ان احدهم نشر ردا – عدوانيا وبكلمات نابية سوقية – قبل إتمام نشر الحلقات .زعموا من دون تدقيق بانني وصمت أفرادا وشخصيات ( بالعمالة ) ، وللتوضيح فانني وفي كل تاريخي السياسي الممتد لاكثر من نصف قرن ، وفي كل كتاباتي ، ومقالاتي ، وفي كتبي العشرين بمافيها الاجزآء الخمسة من مذكراتي ، وفي خضم كل الصراعات والمواجهات بحركتنا ، لم أصف يوما أحدا من خصومي السياسيين با ( العميل و الخائن ) وهذه الالفاظ بعيدة عن ثقافتي ، ومناقضة لمنهجي العلمي الموضوعي في التحليل والتقييم ، وعلى سبيل المثال كان المرحوم الأستاذ عبد الحميد درويش الذي كان يمثل التيار اليميني في الحركة الكردية السورية ومن أبرز الخصوم بالفكر والسياسة ، ولم يخفي يوما قربه من السلطة وتعامله معها ولكننا على الصعيد الشخصي والإنساني على علاقة حسنة ، وصداقة ، واحترام متبادل . المعنييون بالدرجة الأولى في لقاءاتي عن الذاكرة الكردية السورية هناك صفحات منسية من تاريخ الحركة الكردية السوية ، وهناك زوايا يشوبها الغموض بفعل فاعل ، وهناك أيضا أحداث لها علاقة بالبعدين الوطني والكردستاني ، اريد لها ان تبقى في الظلال ، من واجبنا جميعا الكشف عن الحقيقة ، وسبر اغوارها من أجل اطلاع الأجيال الكردية ، وكذلك الحركة الوطنية السورية ، ليتسنى بعد ذلك اتخاذ الموقف السليم ، والاستفادة من دروس الماضي ، ولاشك أن أكثر المعنيين ارتباطا بموضوعنا هو : أولا - النظام الدكتاتوري الموغل بالاجرام واجهزته خصوصا بعد تسلط حزب البعث على مقاليد السلطة في البلاد . ثانيا - مسؤولو أحزاب ومنظمات كردية الذين أساؤوا للحركة وشقوا صفوفها بدعم السلطة ، وتعاونوا مع النظام ضد من ناضل وواجه وضحى في سبيل حل القضية الكردية في سوريا جديدة ، ديموقراطية ، تشاركية ، تعددية . ثالثا - بعض قيادات الأحزاب خصوصا الجماعات التابعة لحزب العمال الكردستاني – ب ك ك حيث سلطت الضوء على مواقفهم وممارساتهم بالجملة والتفصيل خاصة بعد اندلاع الثورة السورية ، وتمنيت ان يتمخض عنها بنهاية الامر تيارا وطنيا كرديا سوريا ، يعود الى الشعب ، ويلتزم بمبادئ العمل الوطني الكردي المشترك ويمارس مراجعة نقدية شاملة . رابعا - جماعة الاخوان المسلمين السورية التي كشفت عن ازدواجية سياساتها في تجربتي معها بجبهة الخلاص ، وكذلك مجمل تقييمي لدورها السلبي في الثورة والمعارضة . خامسا - قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة المرحوم جلال الطالباني ، لانني طرحت دورهم السلبي في الحركة الكردستانية عموما ، وفي الحركة الكردية السورية على وجه الخصوص . سادسا – بعض قيادات أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) التي ابدينا مآخذنا على سلوكها المسيئ وسياساتها الخاطئة ، علما أن في المجلس مجموعات حزبية وأفراد مع الإصلاح وإعادة النظر ، وتصحيح المسار عبر عقد مؤتمر كردي سوري جامع . من الطبيعي أمام هؤلاء الذين نختلف معهم ، وابدينا ملاحظاتنا ونقدنا تجاههم في هذا اللقاء وفي الأجزاء الخمسة من مذكراتي سبيلان : اما الاعتراف بالحقيقة وطلب الاعتذار من الشعب ، أوالدخول في حوار جاد ، وهادئ ، ومسؤول ، وعلني ، ومن جهتي ابدي استعدادي الكامل لذلك ، أقله قد ننجح في تنظيم شكل حضاري للحوار الكردي – الكردي ، أو المضي في الإساءة والتجني ، والانكار ، ومن الواضح أن أصحاب الخيار الأخير ستصدر عنهم ردود فعل قد تكون – هيستيرية – عدوانية ، لامسؤولة . بقي أن أقول أن التاريخ النضالي الماضي – على الصعيد الحزبي والشخصي - الذي أعتز بفصوله ، وصفحاته الناصعة يعود الفضل في ذلك الى رفاق دربي الذين رحلوا عنا والذ ين مازالوا بيننا هنا وهناك ، وفي مسيرتنا تلك ( ٦٠ عاما ) ان أصبنا فكان واجبا ، وان أخطأنا أكرر الاعتذار لشعبنا العظيم الذي يستحق الأفضل والأكثر تضحية وعطاء .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مراجعة نقدية في تشخيص أسباب امتداد مرا
...
-
قراءة لشهادة رياض حجاب حول – ب ك ك –
-
خمسة قضايا استراتيجية في لقاء رئيس إقليم كردستان
-
في أسباب الحرص على سلامة إقليم كردستان
-
في استشراف آفاق النهوض في الحالة الكردية السورية
-
في تسييس نسب آل الأسد
-
القطار السوري المتوقف
-
الشهيد مشعل التمو لم يخرج من جلده يوما
-
ثورات الربيع وقضايا القوميات ..الثورة السورية مثالا
-
سبعة عشر عاما على هبة الربيع الدفاعية في القامشلي
-
مشروع البرنامج الوطني المقدم من حراك – بزاف –
-
كل الدعم للنشطاء الحقوقيين السوريين بالخارج
-
مجلس عسكري سوري : كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟
-
عندما يستنجد الغريق بقشة - المجلس العسكري -
-
عندما تكون مراكز البحث في خدمة الحزب
-
مصير أمازيغ ليبيا خارج مشاريع المتحاربين
-
حوار الشركاء
-
الأسد : مجموعة كردية سورية انفصالية منذ الثمانينات
-
من الذاكرة الثقافية : رابطة كاوا
-
بعد نصف قرن رابطة كاوا تعود الى الوطن الجريح
المزيد.....
-
الجمهوريون يحثون ترامب على معاقبة الجنائية الدولية لإصدارها
...
-
-تصرف وحشي-.. رئيس كوبا يندد بخطة ترامب لاحتجاز مهاجرين في غ
...
-
وفد قيادي من حماس يلتقي أردوغان في أنقرة ويبحث آخر التطورات
...
-
ترامب يوقع مذكرة رسمية تمهد لاحتجاز المهاجرين في غوانتانامو
...
-
الأونـروا: مـا الـعـمـل بـعـد الـقـرار الإسـرائـيـلـي؟
-
إعلان أسماء الأسرى المحررين من سجون الاحتلال ضمن الدفعة الثا
...
-
الأمم المتحدة: أكثر من 423 ألف مهجّر فلسطيني عادوا إلى شمال
...
-
بدعم -البديل-.. البرلمان الألماني يوافق على زيادة عمليات إعا
...
-
ترامب: أسوأ المهاجرين غير الشرعيين سيتم إرسالهم إلى خليج غوا
...
-
عدنان أبو حسنة: لا بديل عن الأونروا وإسرائيل تحتفل بإغلاقها
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|