أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - قالها الرئيسُ/ السيسي: تصويبُ الخطاب الديني














المزيد.....

قالها الرئيسُ/ السيسي: تصويبُ الخطاب الديني


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6893 - 2021 / 5 / 9 - 12:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أخيرًا أعلنها فضيلةُ الإمام الأكبر شيخ الأزهر، د. أحمد الطيب، مؤكدًا حاجتنا الماسّة إلى "تجديد الخطاب الديني"؛ الذي نادى به الرئيسُ السيسي منذ توليه حكم مصر قبل سبع سنوات، والذي أعلنه وليُّ العهد السعودي الأميرُ/ محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي حين صرّح بعدم تقديس الفقهاء مثل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، عرّاب "الوهابية"، وعدم الأخذ بأية فتاوى تُجافي العلم ولا تواكب اللحظة الراهنه. خلال الحلقة الحلقة 21 من برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، انتقد د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، صمتَ الساحة الإسلامية عن تَفشِّي ظاهِرةِ "التعصُّب الدِّيني" سواءً في التعليم أو في الدعوةِ والإرشاد، وانتقد في المقابل كتائبَ التغريب والحداثة، التي تسخرُ من تراثنا الإسلامي في مجمله، لأن هذا وذاك يضعان الشبابَ المسلم في صراع: إمّا الانغلاق والتعصُّب والكراهية والعُنف ورفض الآخر، وإمّا الفراغ والتِّيه والانتحار الحضاري. واعترف فضيلتُه بإخفاق "تيار الانغلاق" في الرهان على قُدرة المسلمين على الحياةِ وقد أوصدُوا أبوابَهم في وجه حضارة الغرب وتدفق ثقافتِه، بل خلَّفَ وَراءَه شبابًا أعزَلَ لا يستطيعُ مواجهةَ الوافدِ المُكتسِح؛ وكذلك إخفاق تيار المُتغرِّبين والحداثيين الذي أدار ظهرَه للتراث؛ فازداد المشهدُ اضطرابًا على اضطراب. ثم أعلن فضيلتُه أنَّ التيارَ "الأوحد" الجديرَ بمُهمة التجديد هو "الإصلاحيّ الوسطيّ"، الذي لا يُشوِّه الدِّينَ ولا يُلغيه، وإنَّما يستضيءُ بهديه، ويتركُ ما لا يُناسبُ من أحكامه الفقهيَّة إلى فتراتها التاريخيَّة التي قِيلَت فيها، وكانت تمثِّلُ آنئـذٍ تجـديدًا استدعاهُ تغيُّر الظُّروف والأحوال. شكرًا فضيلة الإمام الأكبر؛ فهذا عينُ ما جفّت حلوقُنا بالمناداة به منذ دهور، وهو عينُ ما طالب به الرئيسُ عبد الفتاح السيسي من أجل النجاة من جحيم الإرهاب والتطرف الذي ينحرُ في جسد مصر والعالم. وهو كذلك ما تفعله المملكة العربية السعودية في عهدها الراهن منذ بدأت تنفضُ عنها ثوبَ الرجعية لتلحق بركب الحضارة والتنوير، كما تأكد فيما نراه من مظاهر المدنية التي دثّرتِ المملكةَ منذ سنوات قليلة، وما أكده ولي العهد في حواره على “قناة السعودية” الأسبوع الماضي.
وكنتُ أتمنى أن تنطلقَ شرارةُ التنوير ومكافحة الوهابية النقلية من مصر، قبل انطلاقها من السعودية التي صدّرتِ الوهابيةَ لمصر مع نهاية السبعينيات. وعلّ هذا ما حدث بالفعل؛ إذ يُحسب لمصرَ أن رئيسها قد أقرنَ القولَ بالعمل في شأن "مدنية مصر" وعدالتها الاجتماعية وسماحتها الدينية منذ توليه الحكم عام 2014، بعدما أنقذ مصرَ من براثن جماعة الإخوان التي كانت تُجهِّزُ مصرَ للتكفين في نعش داعش الأسود.
"مصرُ تحاربُ الإرهاب نيابةً عن العالم"، هذه العبارة "المخيفة" قالها الرئيسُ عبد الفتاح السيسي صادقًا، قاصدًا بها المواجهة الاستخباراتية والعسكرية في منطقة شمال سيناء وغيرها من جنبات مصر، لكنه إضافةً إلى المواجهة الأمنية، ظل يطالبُ الأزهرَ الشريف بضرورة "تجديد"، بل "إصلاح وتصويب" الخطاب الديني، لأن الخطاب الراهن برجعيته يُعدُّ "المفرخةَ"التي تُفرخ لنا عشرات الإرهابيين الجدد على مدار اليوم والساعة. ولذلك فمواجهةُ الإرهاب الحقيقية لا يمكن أن تُنجز "أمنيًّا"، ما لم تواكبُها مواجهةٌ "فكرية" لتصويب الفكر المتطرف وإعادته إلى جادّة الاعتدال والإنسانية والتحضر والرحمة والسماحة، كما تنادي جميعُ الأديان.
قال شيخُ الأزهر: "إن الدعوة لتقديس التراث الفقهي تُؤدِّى إلى جُمود الفقه الإسلامي المعاصر، كما حدث بالفعلِ فى عصرِنا الحديثِ؛ نتيجةَ تمسُّك البعضِ بالتقيُّدِ الحرفيّ بما وَرَدَ من فتاوى أو أحكام فقهيَّة قديمة، كانت تُمثِّلُ تجديدًا ومواكبةً لقضاياها فى عصرها الذى قِيلَتْ فيه، لكنَّها لم تَعُدْ تُفيد فى حلّ مشكلاتِ اليوم.” هرِمنا انتظارًا لهذه المقولة التاريخية من صرح الأزهر الشريف الراهن؛ وهو عينُ ما نادى به المفكرُ وأستاذُ فلسفة الأديان د. "محمد عثمان الخشت" رئيس جامعة القاهرة في مناظرته الشهيرة مع شيخ الأزهر، حتى يعودَ الأزهرُ الشريفُ منارةً للتنوير والوسطية والاعتدال، كما كان في عصور سابقة منيرة. تغليبُ "العقل" على "النقل" هو عينُ ما نرجوه من رجال الدين الإسلامي، كما تعلّمنا من "الوليد ابن رشد" الذي أضاء العالمَ بشروحاته وتنويره في القرن 12 ميلادي. “الدينُ لله، والوطن لمن يُنيرُ دروبَ الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقصُ ... بجناح مكسور
- نصومُ رمضانَ … ونجدلُ السعفَ ... لأننا نحبُّ
- أعطني هذا الدواء!
- ثكنة -رابعة- الإرهابية… لكي لا ننسى!
- شريهان ... فراشةُ البهجة ووهجُ الحياة
- المحبةُ المنثورةُ على وجه رمضان
- ماذا يقول المسيحيون عن رمضان؟
- ملكاتُ وملوكُ السَّلف الجميل ... يجوبون العالم!
- كمال الجنزوري …. وداعًا فارسَ البسطاء!
- هل أنتَ متسامحٌ دينيًّا؟ لستُ متسامحة!
- نوال السعداوي … عيناها في وهج الشمس
- هدايانا لأمهاتنا في عيد الأم… وهداياهن لنا!
- المصريون في وداع قداسة البابا شنودة
- مقتل سيدة السلام … والتطهُّر الأرسطي
- براءةُ أطفالنا … في رقبة من؟
- بيتٌ لا يعرفُ الحَزَن!
- الانفجارُ السكّاني … والضفدعُ المغلي
- في انتظار … كوكو!
- القليلُ كثيرٌ … في الطعام والعيال والفرح!
- ثروت عكاشة … أسطورةٌ مصريةٌ خالدة


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - قالها الرئيسُ/ السيسي: تصويبُ الخطاب الديني