أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - مهلهل وجساس وكمال غبريال














المزيد.....

مهلهل وجساس وكمال غبريال


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6892 - 2021 / 5 / 8 - 23:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


((لقد ظُلم المهلهل بن أبي ربيعة ولا شك حين تم قتل أخيه)). يقول الكاتب المحترم كمال غبريال، ويضيف: ((لكن الشرط الذي كان يضعه لإنهاء القتال، وهو إعادة إحياء أخيه الميت، لم يكن الغرض منه رفع الظلم. فهو يعلم كما نعلم نحن أن هذا مستحيل. لكنه كان يقول ذلك كمبرر لاستمرار سفك الدماء إلى أبد الآبدين، تنفيساً لنوازع الحقد والكراهية المختزنة داخل نفسه. سواء بسبب قتل كليب كما كان يعلن للناس، أو بسبب طبيعته الشخصية وتكوينه الفكري، الذي ينزع لاستمراء مشاعر وأفكار الحقد الأسود الذي لا نهاية له، ولا يلطف من لظاه المشتعل بداخله غير سفك الدماء وحرق الأخضر واليابس)).

وبعد هذا التحليل لشخصية المهلهل وما يمتلئ به من (( نوازع الحقد والكراهية وإستمراء مشاعر وأفكار الحقد الأسود الذي لا نهاية له، ولا يلطف من لظاه غير سفك الدماء وحرق الأخضر واليابس)) نكتشف أن المقصود بهذه الصفات ليس مهلهلا الشخصية التأريخية بل هو الشعب الفلسطيني حيث يضيف غبريال:
((هذا فيما أرى هو ذات موقف الكثيرين في قضية فلسطين)). وينتهي صديقي غبريال الى التساؤل: ((متى نخلع عنا ثوب جاهليتنا، ومتى نطل برؤوسنا على القرن الحادي والعشرين؟))

فلسطين الوطن الذي ينتمي اليه شعب بملايين البشر، أصبح وفق منطق غبريال مجرد شخص مات أو قتل، ويتعين على الفلسطينيين ان يكفوا عن السعي إلى أستعادة حقوقهم فيه، ويقبلوا بما يعرض عليهم، وألا فأنهم أسرى ((حقد أسود لا نهاية له، ولا يلطف من لظاه المشتعل بداخلهم غير سفك الدماء وحرق الأخضر واليابس، يرفضون خلع ثوب الجاهلية والإطلال برؤوسهم على القرن الحادي والعشرين)).

مقال غبريال خصص لتحليل شخصية مهلهل ((الفلسطيني)) الذي لا يرتوي من الدماء، لكنه لم يشر بأي شكل الى جساس ((الإسرائيلي)) ولم يكلف نفسه عناء تحليل شخصيته، حتى أننا لا نعرف إن كان قد أكتفى بقتل كليب ((صدفة ودون سبق إصرار وترصد)) أم أنه واصل قتل الباقين من بني ربيعة وأحتلال مرابعهم واحدا بعد آخر؟ وهل قبل بالتدخلات الحميدة للوسطاء ((الأمم المتحدة)) وحلولهم المستمدة من قوانين وأعراف ذلك الزمان ((قرارات مجلس الأمن وقواعد العلاقات الدولية، وقوانين حقوق الأنسان)) أم قابلها بالأحتقار، ولم يكتف بإحتلال مرابع ربيعة بل أحتل مرابع أخرى ((الجولان)) وضمها الى ممتلكاته؟ وكان سيقوم بذات الأمر مع الجنوب اللبناني لولا المقاومة الضارية لقبيلة بني لبنان؟

غبريال لا يشير كذلك ألى أن مهلهلا قبل أتفاق سلام مع قبيلة جساس في أوسلو لكن الجساسيون حاصروه في المقاطعة، وقتلوه بالسم، غير عابئين بجائرة نوبل للسلام التي منحت له لقاء تحرره من نوازع الحقد الأسود، لا بل قتلوا أيضا الجساسي ((إيتسحاق رابين)) الذي أبرم الاتفاق مع المهلهل.
ولا يتطرق غبريال إلى أن قبيلة جساس ترفض أن تعلم العالم بالحدود التي تقترحها ملكا لها، لتبقى قبيلة حرة تختار ما تشتهي من مرابع الآخرين وتضمها الى ملكها كما ضمت الجولان. ولا يشغل غبريال نفسه بما يقوم به الجساسيون من عمليات هدم مستمرة لمضارب ربيعة، وقتل شبابهم، وأحتجازهم سنين طويلة في السجون دون تهمة أو محاكمة وفق ((قانون)) ينتهك كل عرف أوقانون وهو قانون الحبس الإداري غير المحدد زمنيا.

ما يهم غبريال امر واحد فقط هو أن مهلهلا ما زال يطالب بحق أخيه، ويرفض الإطلال على القرن الحادي والعشرين كحمل وديع يخضع لجساس العادل النقي المتمدن أبن القرن الحادي والعشرين.

رابط مقال المهندس كمال غبريال https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717997



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين محمد بن سلمان وصدام حسين
- عن المصطفين في طوابير الإنشاد لبن سلمان
- بذور الإرهاب.. خزين تربتنا ام زراعة الأعداء؟
- الكلمة والمعنى والموقف
- عواقب إرهاب التأسلم على مسلمي أوربا
- السياسة المقدسة
- يتامى في شارع يتيم
- نحباني للو !!!
- تأملات في الثورة
- تحية لذكرى شيخ التنوير الأول علي عبدالرازق
- ثقافة الشتيمة
- أنانية الطبقة المتوسطة
- حرية إرتداء الحجاب والنقاب والبرقع
- من نحن؟
- أضلع الأزمة العراقية الثلاث
- ((الأرض أم ))
- الصبيانية الفكرية وبال على حركة نقد الفكر الديني
- الإسلام والعنف
- هل تشكل ثقافتنا السياسية عائقا أمام التغيير؟
- أمي الكردية التي لم تلدني


المزيد.....




- الشرع يستقبل وفدا من الكونغرس الأمريكي.. وواشنطن تدعو لتجنب ...
- المبعوثة الأمريكية ترد على أمين عام حزب الله بكلمة واحدة.. م ...
- مصادر: خيار مهاجمة نووي إيران ما زال مطروحا في إسرائيل
- طائرات مسيرة روسية تدمر معدات وقوات مشاة للعدو
- الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة في كورسك
- بريطانيا.. الشرطة تحتجز الأكاديمي العربي مكرم خوري مخول وتحق ...
- تظاهرة في مصراته الليبية دعما لغزة
- لندن تسعى لحل أزمة الرسوم الجمركية
- جدل حول انتشار الجيش وسحب سلاح حزب الله
- أبرز مواصفات هاتف -Razr 60 Ultra- القابل للطي من موتورولا


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - مهلهل وجساس وكمال غبريال