أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - بين محمد بن سلمان وصدام حسين














المزيد.....


بين محمد بن سلمان وصدام حسين


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6891 - 2021 / 5 / 7 - 17:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مع وصول صدام حسين الى موقع مقرر كنائب لرئيس مجلس قيادة الثورة عام 1969، ثم كرئيس للجمهورية، خطت الدولة العراقية بقيادته خطوات هامة أولها إتفاق حل القضية الكردية على أساس الحكم الذاتي، ثم تعديلات قانون الإصلاح الزراعي التي أنهت بشكل كامل دور طبقة الإقطاع الأقتصادي والسياسي، بعد أن تزعزع ذلك الدور في قانون الإصلاح الزراعي الأول على عهد مؤسس الجمهورية العراقية عبدالكريم قاسم. ثم قانون العمل الذي منح العمال مزيدا من الحقوق، وحسن من شروط عملهم ومستويات معيشتهم. ونظمت حملة وطنية لمكافحة الأمية، مع مجانية التعليم من الإبتدائي حتى الجامعي، ثم أقدم نطام صدام حسين على تأميم انتاج النفط، وتوصل الى تسوية مع شركات النفط التي كانت تحتكر ذلك الأنتاج، كانت في صالح العراق، ومكنت من تنفيد خطة تنمية وصفت بالإنفجارية لضخامتها، وأقر قانونا للأحوال المدنية يقترب من القوانين السارية في البلدان المتقدمة من حيث الحقوق الواسعة للمرأة، وضيّق بل قمع بشدة الحركات والجماعات والأحزاب الدينية والفكر الديني. أمور أدت في النهاية إلى إقناع الشيوعيين العراقيين بالدخول في جبهة تحالفية مع حزب صدام حسين، حزب البعث الحاكم.

نعم تحققت تحت قيادة صدام حسين تحولات أجتماعية وإقتصادية عميقة، خلقت حالة من الإنبهار به وبحكمه عربيا وعالميا. وبنيت لدى عديد من الأوساط توقعات بإنضمام العراق الى مجموعة النمور الأسيوية. لكن لم ينتبه أحد إلى أن التحولات التي تجري بقرار دكتاتور فرد يمكن أن تلغى وتدمر بقرارات منه كذلك. وهذا ما حدث بالفعل، فقد قاد صدام حسين العراق الى مغامرات عسكرية كارثية، بعد أن أنقلب على الأتفاق مع الحركة الكردية، وأنهى التحالف مع الشيوعيين، وأجتث نشاطهم كما أجتث نشاط باقي الأحزاب والتيارات السياسية والفكرية، وأنتهى إلى تلقيب نفسه بلقب عبدالله المؤمن صدام حسين حفظه الله، وكتابة نسخة من القرءان بدمه، بعد أن أعلن أنتسابه الى (( الدوحة المحمدية)) وشرع في ما أسماه بالحملة الأيمانية، الي جرى فيها قطع رؤوس النساء ورمي جثثهن في الشوارع. وحين تمت إزاحته بعد غزو الكويت، لم يكن له من بديل سوى القوى الإسلامية الطائفية التي حاربها، ثم عاد ليلعب دورها.

نذكر بكل هذه الوقائع كل الراقصين على إنغام الجزار محمد بن سلمان آل سعود. لكي يكفوا عن تقريع من يواصلون إنتقاده، ولا يثقون بأية أصلاحات سياسية أو ثقافية أو إقتصادية يقدم عليها.
أن أي أصلاح يجري بإرادة فرد، خاصة إذا كان ذو سجل إجرامي، لا بد أن ينتهي الى الإنهيار. الأصلاح يبدأ بالتصالح مع القوى الحية في المجتمع، وبإرساء شراكة إجتماعية وتحديث موسسات الدولة على أسس دستورية تفصل بين السلطات وتحررها من هيمنة الدين، وليس مواصلة القمع والتفرد بالسلطة، والتأكيد أن القرءان كان وسيبقى دستور البلاد.

كفوا عن الرقص على إيقاع الدكتاتوريات والدكتاتوريين يرحمكم الله وتوقفوا عن التطاول على من يشاركوكم توجهات التنوير وأتهامهم بالجنون لمجرد أنهم لا يثقون بدكتاتور جزار.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المصطفين في طوابير الإنشاد لبن سلمان
- بذور الإرهاب.. خزين تربتنا ام زراعة الأعداء؟
- الكلمة والمعنى والموقف
- عواقب إرهاب التأسلم على مسلمي أوربا
- السياسة المقدسة
- يتامى في شارع يتيم
- نحباني للو !!!
- تأملات في الثورة
- تحية لذكرى شيخ التنوير الأول علي عبدالرازق
- ثقافة الشتيمة
- أنانية الطبقة المتوسطة
- حرية إرتداء الحجاب والنقاب والبرقع
- من نحن؟
- أضلع الأزمة العراقية الثلاث
- ((الأرض أم ))
- الصبيانية الفكرية وبال على حركة نقد الفكر الديني
- الإسلام والعنف
- هل تشكل ثقافتنا السياسية عائقا أمام التغيير؟
- أمي الكردية التي لم تلدني
- دائرة الوعي الجهنمية


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - بين محمد بن سلمان وصدام حسين