أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد الكريم يوسف - عن الشيخوخة للمشرع شيشرون














المزيد.....

عن الشيخوخة للمشرع شيشرون


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6891 - 2021 / 5 / 7 - 11:17
المحور: المجتمع المدني
    


ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

لقد استأثر شيشرون بإعجاب القادة والمفكرين في أكثر من مكان من العالم ، و ربما كانت حياته السياسية ومبادئه وطريقة تفكيره ومقاربته للمشكلات بطريقة عقلانية ، وربما أعجبوا به لنقاء لغته اللاتينية واستمتعوا بخطبه إلى حد كبير.

بعد أن أنفقنا شبابنا وارتكبنا أخطاء منتصف العمر ، كيف نتعامل مع الشيخوخة؟ للإجابة على هذا السؤال ، ننظر إلى ماركوس توليوس شيشرون(43-106 ق م) ومقاله "عن الشيخوخة". يستحق شيشرون ، جنبا إلى جنب مع أفلاطون ، أن يكونا منهجا بحثيا مستقلا.

يعد شيشرون المعادل الروماني لأفلاطون: رجل ذو تعلم فلسفي عظيم ، ومصمم لاتيني لامع ، ووطني حقيقي . ولد شيشرون في بلدة صغيرة في إيطاليا لأسرة أصلها سوري. كان والده رجل أعمال ناجح شرع في منح شيشرون الفرصة الحقيقية للتعليم. أمضى شيشرون عدة سنوات في اليونان ، حيث غمر نفسه في التعلم والفلسفة والبلاغة اليونانية. شرع في مهنة ناجحة في القانون ، وحصّل سمعة طيبة كرجل أمين.

وصل شيشرون إلى ذروة حياته السياسية وهو صغير السن نوعا ما في الدولة الرومانية القديمة. فقد شغل موقع المستشار لمدة سنة عندما كانت روما تمر بتمرد وحرب أهلية. وعلى الرغم من سمعته الجذابة ، فقد قام أعداء شيشرون السياسيون بنفيه خارج البلاد بتهم ملفقة.

لقد تحمل منفاه بكرامة قبل أن يعود إلى روما مرة ثانية. نحن نعرف الكثير عن شيشرون لأنه ترك عددًا كبيرًا من الرسائل الفلسفية والأعمال الفكرية. اعتقد شيشرون أن روما يمكن أن تحافظ على دستورها ، على الرغم من مناورات مثل هؤلاء الرجال مثل يوليوس قيصر، إذا وضعت جميع الأطراف الخير العام وابتعدت عن خلافاتها، وعملت معًا من أجل الصالح العام.

وعندما ظهر يوليوس قيصر كديكتاتور روما ، عرض على شيشرون المركز الرائد بين مستشاريه. لكن شيشرون ، الذي شعر أن قيصر خذل الشعب الروماني و هو لا يريد أن يخدم طاغية ، رفض المنصب وتقاعد عن العمل السياسي وعاد إلى بلده.

كانت حياة شيشرون في ذلك الوقت في حالة خراب ودمار مؤكد فقد طلق زوجته وتوفيت ابنته ، في حين كان ابنه في اليونان ، يبدد أموال والده . وبدلاً من الاستسلام لوضعه القاهر ، حوّل شيشرون محنته إلى مرحلة غنية مليئة بالإبداع.

وعندما صار شيشرون في سن الحادي والستين ،وكان قيصر في أوج قوته وشيشرون فيما اعتبره منفى اختياريًا ، كتب شيشرون عمله الرائع "عن الشيخوخة". وهو عمل مكتوب باللغة اللاتينية على شكل حوار. كان المشاركون الرئيسيون في الحوار هم ماركوس بورسيوس كاتو ، وبوبليوس كورنيليوس سكيبيو ، ولايليوس ، الملقب بالحكيم. وخالف أفلاطون، عندما استخدم شيشرون الشخوص التاريخية بدلا الشخوص المجردة لدحض المفاهيم الخاطئة الشائعة حول الشيخوخة. اعتقد الرومان دائمًا ، كما فعل الأسبرطيون ، أن التقدم في العمر يجلب الحكمة. وأصر شيشرون أن كل مرحلة من مراحل الحياة لديها قدرات والتزامات وملذات وأشياء جوهرية خاصة بها .
عاد شيشرون إلى مجلس الشيوخ عضوا بعد اغتيال قيصر. و كان مصمما على معارضة مارك أنتوني ، واعادة الحرية والديمقراطية إلى روما.

ومن فوق منصة البرلمان الروماني ألقى شيشرون الكثير من المواعظ والخطب السياسية الأكثر روعة وتأثيرا في تاريخ الخطابة السياسية، وشجب مارك أنتوني على اعتباره مغتصبا للسلطة وطاغية محتمل ، ثم طرد أنطوني للخارج وتم بعد ذلك التوصل لاتفاق مع أوكتافيا يقضي بمحاكمة بروتوس وكاسيوس نتيجة تأمرهما على قيصر. ولكن قبل أن ينضم مارك أنتوني لأوكتافيا صمم أنتوني على قتل شيشرون. وافقت أوكتافيا على قرار قتل شيشرون على مضض. لقد فضل شيشرون الموت على فقدان الحرية فقبل بقرار مارك أنتوني و أوكتافيا وقدم نفسه لجلاديه .

كم نحن بحاجة لأمثال شيشرون في حياتنا السياسية المعاصرة في عصر تغيب فيه حكمة الشيوخ وروعتهم في إدارة شؤون البلاد والعباد؟



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة السعيدة في فكر أرسطو
- روسيا والغرب والقضايا الخلافية
- أقسى الطلقات
- تاريخ الحب
- القبلة
- قراءة في قصيدة الوداع للشاعر الأمريكي إدوارد فيلد
- قضايا فيليب أدامز
- الحرب الاهلية من روما إلى رواندا بقلم ميشيل نيكولاسين
- قصة غريبة للكاتب او هنري
- السماء جحيم - للكاتبة فاي فلام
- صوت الطبيعة والضبط على التردد 432 هرتز
- المياه الذكية و مدينة المستقبل
- التطور التاريخي والفني لإدارة الجودة الشاملة
- شوبان عاشقا
- معجزة الحياة
- تربية أطفال يحبون القراءة -الفصل الأول
- الأسلحة الكهرومغناطيسية في دائرة الضوء
- قناة السويس والظهور الثاني للبدائل
- انواع المعاني
- حقائق حول المياه في المستقبل


المزيد.....




- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد الكريم يوسف - عن الشيخوخة للمشرع شيشرون