أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - فشل في تدبير أزمة Covid-19














المزيد.....

فشل في تدبير أزمة Covid-19


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6890 - 2021 / 5 / 6 - 10:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ومن تصلّب مواقف الرئيس ومن يحومون حوله، من جهة أخرى ممّا يجعل عسر إدارة الأزمة أو الفشل في تجاوزها مبرّرا. وبعيدا عن أشكال التنصّل من المسؤولية وعدم الاعتراف بأوجه التقصير والتغافل والاستمرار في سياسات التعامي عن خرق الدستور والقانون وعدم الاكتراث بهدم الأسس التي قام عليها مسار «البناء الديمقراطي» يحقّ لنا اليوم أن نتساءل: هل يعتبر رئيس الحكومة أنّه قادر بالفعل على إدارة الأزمات المتفاقمة؟ وكيف تدار الجائحة على المستوى السياسيّ والصحّي والاقتصادي والاجتماعي والنفسيّ؟ وهل أمكن لنا اختبار نجاعة السياسات التي صيغت في هذا السياق، وقوّة الحوكمة؟
تسمح لنا متابعة قرارات الحكومة التونسيّة وإدارتها للأزمة ومقارنتها بما يجري في المغرب على سبيل المثال الوقوف عند علامات التدبير الحسن أو العكس. فبينما تعاملت الحكومة المغربية بكلّ جديّة مع الوضع واستعدت لمواجهة الأزمة، وإنجاز الحملات التوعوية للتلقيح وفرضت ضبط سلوك الناس في الشارع، وفي أماكن العمل وسائر المؤسسات بقوّة القانون، وراقبت مدى امتثال المسؤولين للتراتيب الصحيّة وأشادت بتحوّلهم إلى قدوة، وفرض المسؤولون احترام الاجراءات الصارمة وطبّقوا القوانين، ورسموا سياسة دعم تخصّ من هم في وضع هشّ، ونجحوا في عمليات التلقيح... كان الارتباك واضحا في المثال التونسيّ وتجلّى الانقسام بين إرادة خدمة المجموعة وإرادة إنقاذ مصالح بعض القوى السياسيّة وأصحاب الأموال وغيرهم فبرزت الهنات على أكثر من مستوى.

فقد كان عدد من الوزراء والنوّاب وغيرهم من المسؤولين مثالا واضحا على عدم الانضباط والاستهتار، وعدم التقيّد بالإجراءات الصحيّة بل وصل الاستخفاف بالقوم حدّ تنظيم مسيرة لدعم الحكومة اختلط فيها الحابل بالنابل، ولا غرابة في ذلك إذ لازال البعض ينظر إلى الجائحة على أنّها عقاب من الله بسبب خروج النساء في الجنائز ، وتطاولهنّ على الرجال أو بسبب انتشار الانحراف الأخلاقي والبعد عن الدين، ولذا فإنّ الحلّ يكمن في الرجوع إلى الإسلام إذ «لا للتساهل مع الوباء، والرجوع الحقيقي إلى الله هو المناعة الكبرى... قال تعالى: «ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين». (نور الدين الخادمي)
ولئن كان ردّ فعل شرائح واسعة من المجتمع على التوصيات والتعليمات والإجراءات متوقعا فهو شكل من أشكال «العقاب» المسلّط على الحكومة التي خذلتهم أو هو «انتحار جماعي» عملا بقاعدة «عليّ وعلى أعدائي» أو «أحرق نيرون روما» فإنّ اللامقبول هو إهدار المسؤولين في أعلى هرم السلطة، للوقت والجهد في التناحر حول التموقع والسلطة والامتيازات والمصالح وعدم الانكباب على معالجة الجرائم المرتكبة في حقّ التونسيين. والواقع أنّ عدم الثقة في المسؤولين وفي قدرة الدولة على الخروج من الأزمات يجعل الدعوات إلى التعويل على الذات ، وعلى التضامن الجماعي والتنظم ضمن دوائر المجتمع المدنيّ تتضاعف بل إنّ الدعوة إلى التحرّر من سياسات الحظر والمنع صارت تلاقي تجاوبا مع من اعتبروا أنّ المستفيد الوحيد من السياق هو أهل السياسة الذين يرغبون في فرض الهيمنة وإرساء علاقات تسلطية توظف القانون لتحقيق المصالح وخدمة اللوبيات الفاسدة .
لا نخال رئيس الحكومة غير مدرك لما ستؤول إليه الأمور فعندما تشتدّ الأزمات يضيق الخناق على الأفراد وتكثر علامات القلق والتوتر والخوف والاضطراب النفسي ويصبح البحث عن الملجإ والمخلّص وحبل النجاة الشغل الشاغل لعامّة الناس، ويصبح البحث عن الخلاص الفرديّ أولويّة الأولويات. ولئن كانت مواقف التونسيين من الحياة/الموت/المرض وردود أفعالهم إزاء سياسات التجويع والتفقير، وسلوكهم في هذه الأزمنة الصعبة تختلف باختلاف السنّ والجنس والطبقة والفقر وغيرها من المحددات فإنّ الجامع هو تحقّق القطيعة على المستوى السياسي والشعور بالإحباط والمرارة لأنّ هذه الحكومة فشلت على أكثر من مستوى ولم تستطع أن تبني الثقة و أن تؤسس ثقافة إدارة الأزمات وتمنح التونسيين بصيصا من الأمل.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»
- تدمير الفعل السياسيّ
- التدافع
- تمثّل الثامن من آذار ومحدداته
- ألا هبوّا وانزلوا إلى الشوارع
- البون الشاسع بين اهتمامات السياسيين ومشاغل الناس
- من يحمي الأمنيين من أنفسهم؟
- أزمة الرجولة
- المشيشي يعتصم بالحزام والقوى الاحتجاجيّة تطالبه بالبرهنة على ...
- مجلس الهياط والمهايطة
- الإعلام والتطبيع مع العنف
- انتهت الفرص وعيل الصبر
- قراءة في الانتخابات الأمريكية من منظور سياسات الهويات
- جمهور تقوده الأهواء
- المجلس بعيون نوّابه: «وشهد شاهد من أهلها »
- مجتمع يتحوّل.. وقوم لا يبصرون
- مسؤوليّة الإعلام في الحدّ من ظاهرة العنف


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - فشل في تدبير أزمة Covid-19