أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - لا شيوعية و لا ماركسية بدون الديمقراطية الحقيقة 3-5















المزيد.....

لا شيوعية و لا ماركسية بدون الديمقراطية الحقيقة 3-5


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 6889 - 2021 / 5 / 5 - 16:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تتواصل المعارضة بين ماركس و هيجل حول دور المجتمع المدني و مؤسسات الديمقراطية و دور المواطن كأحد أفراد الرعية (كينونة سياسية) و كفرد (وجود مادي) لتوضح التعامل الماركسي الموضوعي بصدد العلاقة المتشابكة بين الدولة و المواطن . بالنسبة لماركس فإن الذات – الإنسان – هي التي توجِد الدولة باسمها سياسيًا و اقتصاديًا ، و ذلك على العكس من التعريف الهيجلي الأساسي للدولة التي تنتج مواطناً معينًا . و لما كانت النظم السياسية البرجوازية قائمة أساساً على اختزال كل الشعب بممثليه المعدودين المنتخبين لمختلف المجالس التشريعية لكي يمارسوا وظيفتهم فيها كموظفين ، لذا فإن هؤلاء الممثلين – مثل المزاولين لأي وظيفة أخرى – لا يمثلون غير أنفسهم فقط عند اقتراعهم على التشريعات و ليس الشعب بأجمعه مثلما تزيف الدعاية البرجوازية .
يقول هيجل :
§ 308
"يشتمل قسم ... من العقارات على العنصر المتقلب في المجتمع المدني (و) لا يمكنه الدخول في السياسة إلا من خلال نوابه ؛ و تعدد أعضائها هو سبب خارجي لذلك ، ولكن السبب الأساسي هو الطابع الخاص لهذا العنصر ونشاطه . وبما أن هؤلاء النواب هم نواب المجتمع المدني ، فإن ذلك يترتب على نتيجة مباشرة هي أن يتم تعيينهم من قبل المجتمع كمجتمع . وهذا يعني ، عند إجراء التعيين ، أن المجتمع لا يتشتت إلى وحدات ذرية يتم جمعها لأداء عمل واحد ومؤقت فقط ، ويتم الاحتفاظ بها معًا للحظة وليس بعد الآن . على العكس من ذلك ، فإنه يجعل التعيين كمجتمع ، يتم التعبير عنه في الجمعيات والمجتمعات والشركات ، والتي على الرغم من أنها تتشكل بالفعل لأغراض أخرى ، فإنها تكتسب بهذه الطريقة صلة بالسياسة . "
يجيب ماركس :
"هناك احتمالان هنا : إما أن يتم الفصل بين الدولة السياسية و بين المجتمع المدني ، أو أن المجتمع المدني هو المجتمع السياسي الفعلي. في الحالة الأولى ، من المستحيل أن يشارك الجميع كأفراد في المجلس التشريعي ، لأن الدولة السياسية موجودة ومنفصلة عن المجتمع المدني . فمن ناحية ، سيتخلى المجتمع المدني عن نفسه إذا كان جميع [أعضائه] مشرعين . و من ناحية أخرى ، فإن الدولة السياسية الواقفة ضده لا يمكن أن تتسامح معه إلا إذا اتخذ الشكل المناسب لمعايير الدولة . بعبارة أخرى ، فإن مشاركة المجتمع المدني في الدولة السياسية من خلال النواب هي بالتحديد التعبير عن انفصالهم عن بعضيهما البعض و عن وحدتهما الثنائية فحسب . في الحالة الثانية ، أي الحالة التي يكون فيها المجتمع المدني هو المجتمع السياسي الفعلي ، فإن من غير المنطقي اعتبار ان الناتج بالتحديد عن مفهوم الدولة السياسية ككيان موجود على نحو منفصل عن المجتمع إنما يتأتى من المفهوم اللاهوتي للدولة السياسية. في هذه الحالة ، تفقد السلطة التشريعية تمامًا معنى السلطة التمثيلية . هنا ، الهيئة التشريعية تصبح هي تمثيل بنفس المعنى الذي تكون فيه كل وظيفة تمثيلية . على سبيل المثال ، صانع الأحذية هو ممثلي بقدر ما يلبي حاجة اجتماعية ، تمامًا مثل كل نشاط اجتماعي محدد ، لأنه نشاط نوعي لا يمثل إلا النوع فقط ؛ وهذا يعني أنه يمثل تحديدًا لجوهري الخاص بالطريقة التي يمثل بها كل إنسان الآخر . إنه هنا ممثل ليس بحكم شيء آخر غيره يمثله ، بل بحكم ما هو عليه وما يفعله ."
انتهى نص ماركس .
في نقده لفلسفة الحق لهيجل المعروض الجزء الأكبر منه في الحلقة السابقة ، يطور ماركس للبشرية جمعاء مفهوم "الديمقراطية الحقيقية" لإماطة اللثام عن اللغز الرئيسي المميز لكل النظم السياسية الرأسمالية و المتمثل بالتناقض البنيوي القائم بين الدولة و المجتمع المدني المنقسم إلى طبقات و مصالح متناحرة ؛ و هذا اللغز لا يمكن حله إلا ببناء الفضاء الشيوعي الجديد للسياسة : المجتمع الحقيقي القائم على الارتباط الحر لرجال أحرار متساويين بلا أي تمايز طبقي . و هو يظهر التحرير العام كشرط سياسي ضروري مسبق للتغلب على "الدولة السياسية المجردة" نفسها كمجال منفصل عن الحياة المدنية من أجل استعادة المجتمع شكله البشري الحقيقي كمجتمع موحد للجميع .
من المعروف عند الماركسيين و الشيوعيين الواعين أن كل أنسان - بصفته الممثل لنوع البشر - له الحق في أن يحيا حياة كريمة في مجتمع يحكمه دستور يمكِّنه من تطوير كل قدراته و تحقيق ذاته بممارسة العمل الابداعي الذي يحب بكل الحرية لتحقيق سعادته كإنسان طبيعي له وجود مادي ، و يكفل له حق المشاركة المباشرة في تقرير مصيره كإنسان سياسي . و لما كانت هذه الحقوق هي ذات طابع كوني لخير كل البشر كنوع حي ، لذا فإن من الطبيعي و الإنساني أن تكون شاملة سياسياً لكل البشر على كوكبنا هذا . هنا تتطابق مصلحة الفرد مع مصلحة المجتمع البشري ككل . غير أن حق الملكية البرجوازي لوسائل الانتاج المقدس قانونياً في عصر الرأسمالية يحتم تقسيم المجتمع البشري إلى طبقات و يديم استغلال الانسان لأخيه الانسان محولاً المجتمع إلى نخبة فاحشة الثراء تستطيع امتلاك كل شيء باستغلالها الظالم لغالبية افراد المجتمع لحسابها ، فتصبح مصالحها الطبقية فوق مصلحة كل بقية المجتمع . لذا فقد جعل كارل ماركس وفريدريك إنجلز من القضاء على هذا الاستغلال بتشريك ملكية وسائل الانتاج الحق الإنساني الأسمى لكونه يفضي في النهاية إلى تحرر البشرية كلها ، و وضعا القضاء عليه على رأس أهداف الطبقة العاملة في إعادة التنظيم الجذري للعلاقات الاقتصادية .
من المهم جداً التوكيد هنا أن هذا المسعى لماركس و انجلز هو ديمقراطي بامتياز و على طول الخط . أولاً ، لكونه ينهي استغلال الأقلية الرأسمالية للغالبية العظمى من شغيلة البلد تحقيقاً للعدالة الاجتماعية عبر تحرير العمل المأجور ، و ثانياً لكونه يستبدل حقوق الإنسان البرجوازية الفردية السلبية من شكلها كحقوق رسمية وإجرائية للحرية الفردية - و التي لا تقدم الكثير لأولئك الذين يفتقرون إلى وسائل التصرف تحت حمايتها - إلى اعتناق الحقوق الاجتماعية و الثقافية و الوطنية الإيجابية في السكن ، والإعالة ، والتوظيف ، والحصول على الرعاية الصحية ، و تقرير المصير و ما إلى ذلك في قانون حقوق الإنسان الايجابية المتحققة على الأرض و ليست السلبية التي لا يمكن أن تتحقق إلا بعد شكوى المظلوم ضد التجاوز عليها . و ثالثاً لكونه يحرر كل المجتمع من سيادة سلطة رأس المال اقتصادياً و اجتماعياً و سياسياً و دستورياً .
ماذا يعني هذ الكلام ؟ إنه يعني أولاً أن الماركسية و الشيوعية هي حركة ديمقراطية في المقام الأول فكراً و تطبيقاً لكونها تناضل لتحرير كل المجتمع من سلطة رأس المال على الصعد كافة بإقامة الديمقراطية البروليتارية ذات الدستور الذي يخدم مصالح الغالبية العظمى للمجتمع . كما يعني ثانياً حيوية وعي الترابط الوثيق و الضروري القائم بين ركني الحرية و الديمقراطية في كل النضال الشيوعي الحقيقي و ليس المزيف . لا حرية حقيقية بدون الديمقراطية الحقيقية . لذا فقد ربط ماركس و إنجلز بين تحرير العمل المأجور بإلغاء الملكية الخاصة لوسائل الانتاج حصرا بتحقيق حرية الإنسان و المجتمع ككل عبر انشاء النظام الديمقراطي البروليتاري . في "المخطوطات الاقتصادية والفلسفية" ، يصف لنا ماركس الشيوعية كحل نهائي للغز التاريخ :

"الشيوعية هي الاستبدال الإيجابي للملكية الخاصة باعتبارها اغترابًا لذات الإنسان عبر التملك الحقيقي للجوهر البشري من خلال الإنسان و من أجله . إنها الاسترداد الإنسان الكامل لنفسه باعتباره كائنًا اجتماعيًا - أي كائنًا بشريًا ؛ الاسترداد الذي يصبح واعياً ، و الحاصل ضمن ثروة فترات التطور السابقة بأكملها . هذه الشيوعية ، باعتبارها الطبيعية المتطورة تمامًا ، تساوي النزعة الإنسانية ، لكون النزعة الإنسانية المتطورة بالكامل تساوي الطبيعية ؛ إنها الحل الحقيقي للصراع بين الإنسان و الطبيعة ، وبين الإنسان و الإنسان ، الحل الحقيقي للصراع بين الوجود و الكينونة ، بين الموضوعية و تأكيد الذات ، بين الحرية و الضرورة ، بين الفرد و النوع . إنها الحل للغز التاريخ و هي تَعْرف نفسها أنها الحل . "
يتبع ، لطفاً .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا شيوعية و لا ماركسية بدون الديمقراطية الحقيقة 2-5
- لا شيوعية و لا ماركسية بدون الديمقراطية الحقيقة 1-5
- التَكْيَة و الخيمة و الخيزرانة
- قصيدة -طوبى للصِدّيقين- لعمّار العراقي
- دريّة شفيق و نوال السعداوي : مجد البطولة الفريدة لنساء مصر ا ...
- -الرسالة الأخيرة من الثور المجنح- للشاعر الثائر منتظر هادي ا ...
- نيني المهووس بكريّات الشموس
- تشويهات عبد الحسين سلمان (3-3)
- تشويهات عبد الحسين سلمان (2-3)
- تشويهات عبد الحسين سلمان (1-3)
- إبن خلدون الصائغ الأول لقانوني القيمة وفائض القيمة 5-5
- إبن خلدون الصائغ الأول لقانوني القيمة وفائض القيمة 4-5
- إبن خلدون الصائغ الأول لقانوني القيمة وفائض القيمة 3-5
- إبن خلدون الصائغ الأول لقانوني القيمة وفائض القيمة 2-5
- إبن خلدون الصائغ الأول لقانوني القيمة وفائض القيمة 1-5
- جميلة و جميل
- نظريات طبيعة نظام الاتحاد السوفياتي في ضوء انهياره (نحو نفي ...
- ضرورة رأسمالية العصابات (نحو نفي نظرية -رأسمالية الدولة- الس ...
- قصيدة -المُهلوسون- للشاعر الثائر منتظر هادي العقابي
- الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 16- ...


المزيد.....




- م.م.ن.ص// في ذكرى يوم الأرض: المقاومة وجرح الكون النابض
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ضي ...
- في ذكرى يوم الأرض: شعب يستشهد محتضنا أرضه لن يُهزم
- مسيرات بإسبانيا تضامنا مع فلسطين بذكرى يوم الأرض
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بإتمام تبادل ...
- إعادة إعمار السيادة بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني
- 49 عاما على ذكرى -يوم الأرض- الخالد
- في يوم الأرض الفلسطيني (30 آذار) آن الأوان ليتمتع الشعب الفل ...
- صربيا: بالرغم من الحراك الشعبي الرئيس فوسيتش يحظى بثقة حلفائ ...
- في يوم الأرض: فلسطين أرض لها شعب… لن يفرّط فيها


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - لا شيوعية و لا ماركسية بدون الديمقراطية الحقيقة 3-5