أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - لا يا سيادة الأمين العام















المزيد.....

لا يا سيادة الأمين العام


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 6886 - 2021 / 5 / 2 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يا سيـــــادة الأمين العــــــام

لا يا سي نورالدين الطبــــوبي...لا ... "ما هكــــذا تــــورد الإبـــل " فتــــونس اليــــوم تمــــر بأشـــد أزمة في تاريخـــها, تونــــس الـــوطن مهــــدده في وجـــودها وكان ضروريا أن يكون صــــوت الاتحاـــاد في عيد العمــــال عالي السقف مهددا متـــوعدا كما ألفناه في المحطــــات المفصليةالكبـــرى وليـــس خطـــابا مستجـــديا باهـــتا بلا لـــون ولا طعـــم.

خطــــاب المغـــالطه:
الاتحـــاد العـــام التـــونسي للشغـــل منظمـــة جمـــاهيريه عـــريقه ساهمت في تحرير الوطن وبنـــاءه وتصـــدت عبر تاريخها لكل انحـــرافات الأنظمه التي تعـــاقبت على حكم الدوله التـــونسيه ودافعت لا فقط عن منظوريها بل عن كل فئات الشعب التونسي وطبقاته واحتضنت كل المعــارضات فكان الاتحاد هو النبراس والجامع رغم الاختراقات وبعض الانحرافات واليوم جاء دوره لإنـــقـاذ الوطن وحانت لحظة التمرد على منظومـــة الفســـاد والخــــراب بإعـــلان حرب مزلزله مهــــدده لأركـــان منظـــومة الاخوان العمــــيله, حــــان وقـــت التعبــــأه وتوحيد الصفوف للمجـــابهه والتصدي واقتـــلاع العصـــابات العميلـــه التي تمكنت من بلادنا ومن الدولة.
للأسف خطـــاب السيد الأمين العـــام بهذه المناسبه العظيمه كان محبـــطا لكل القوى الوطنيــــه والتقـــدميه, خطـــاب تعمــــد توزيع المســـؤوليات وتمييع جوهر الصـــراع الذي هو مع أدوات الخـــراب البــائن الذي أجمع الغالبية العظمى من الشعب بل كل الشعب التونسي بكل فئاته وطبقاته وحتى من الخارج على تحميله لمنظومة الاخوان وتوابعهم ومشغلهم لكن سي الطبوبي غالط وتعمد المغالطه وحصـــر أسباب محنة تونس بتبسيط ساذج في نقطتين :
ــ الأولى غيـــاب الحوار بين الفرقاء السياسيين.
ــ الثانيه حالة الوهن والتفكك التي عليها مؤسسات الدوله.
وهـــذا مجـــانب للحقيقة والواقع إن لم نقـــل شيئا آخر لأن غيـــاب الحـــوار هو نتيــجة وليس سببـــا, هـــو نتيجه حســـم الشعب التـــونسي وقــواه الـــوطنيه الحيـــه بضرورة إسقـــاط منــظومة الاخـــوان المـدمره وليــــس الحوار معها والحوار هنا هو طوق النجاة لإنقاذها من السقوط الذي أصبح شبه حتمي موضوعيا جـــراء الانهيار الشامل اقتصاديا واجتماعيا وافلاس الدوله نتيجة النهب والفساد وحتمي ذاتيا لتطور الوعي الجماهيري و النضالات اليومية التي يخوضها الشعب بمختلف الأشكال والحـــال نفسه ينطبق على النقـــطة الثـــانيه أي أن النـــظـــام الـــذي حـــوصر فبـــدأت أركـــانه تتفـــك لذلك لجـــأت أطـــرافه لتتنـــازع السلــطات لتوظيفها للحمـــايه من المحـــاسبه أي أن الصراع حول النفـــوذ داخل مؤسسات الدوله هو نتيجة وانعكاس للأزمه الخـــانقه التي تعصف بالبلاد جــراء حكمهم الفاسد وليس العكس أن صراع النفوذ سبب الأزمات الاقتصاديه والاجتماعيه كما أورد سي الطبوبي.

الأزمـــه ستتفـــاقم:
لا نعتقـــــد أن سي نورالدين الطبـــوبي لم يسمــــع بالسجـــالات الـــدائره حول المفــاوضات التي تقوم بها الحكومـــة ومن وراءها الاخوان وحزامهم الداعم مع صنـــوق النقـــد الدولي والضغـــوطات التي تمـــارسها الطغمـــه المـــاليه العـــالميه المقرضه لتونس بـــل نعتـــقد أنه غض النظـــر في خطـــابه الأجـــوف كان متعمدا,لأن المنظمــــه الشغيله ومنظـــوريها وعـــامة, الشعب هم الأكثر تضررا والأكثر استهدافا بالشـــروط المجحفـــه والإملاءات الخـــارجيه مثل إلغاء صندوق الدعم والتفويت في المؤسسات الوطنيه, ولا يستساغ أبـــدا في مناسبه كبرى كهذه (عيد العمال) ألا يتطـــرق الأمين العـــام لرفع الـــدعم عن المـــواد الأساسيه التي يعـــاني المـــواطن جـــراء ارتفـــاع أسعـــارها فما بالنا إذأ حررت وأصبح قوت النـــاس بين أيـــدي المحتكرين والمضاربين واللصوص ,أمـــا التصدي للتفـــويت في أمـــلاك الشعب التـــونسي من مؤسسات وطنيه وشركات ودواوين والــــذي كان الشعار المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل في كل مؤتمراته فقد تناساه السيد الطبوبي في خطابه ولا ندري إن كانت بقية هياكل الاتحاد على دراية بما اقتـــرفه الأمين العام أم أنه استعمل نفوذه البيروقراطي الضيق لطمس الحقائق والتعتيم عن الأهــداف الخفية لتدجين دور الاتحاد وتوظيفه لأهداف تآمريه.

خطاب الاستجداء:
لقد محور سي نورالدين الطبوبي خطابه حول ضرورة الحوار بين الفرقاء السياسيين كحل وحيد للخروج بتونس من أزمتها وبتركيز مبالغ فيه لدرجة استهل كلمته بالحديث عن مقترح الحوار ثم عرج عليه وسطا ثم ختم به مداخلته وقد يوحي هذا الإلحاح للقارئ العادي أنه استجداء برئ وخطاب موجه لكل الأطراف معارضة وسلطه لكن لو تأملنا التموقعات على الأرض سنجد الاخوان بلسان الغنوشي يطالبون بالحوار بل حتى يهددون بالحرب إن لم يقبل الجميع بالحوار مستقوين بالحكومه والبرلمان،ونجد الطرف الرئاسي وحزامه المحيط متبنين عموما لمشروع الحوار رغم بعض التحفظات الشكليه مثل اشراك الشباب إذن يطرح السؤال من بقي خارج حلقه القبول والذي يلح سي الطبوبي على مخاطبته؟
هنا مربط الفرس وهنا الجواب بلا مواربه فاستجداء سي الطبوبي موجه أساسا للمعارضه الوطنيه التي تتبنى إسقاط كل منظومة الحكم الاخواني وتوابعها من انتهازيه وسطيه متعايشه مع كذبة الانتقال الديمقراطي.
هـــذه المعارضه الراديكاليه ورغم عدم تمكنها من بناء جبهه وطنيه منظمه لكنها موجوده وفاعله وهي تمثل أغلب الطيف المثقف و الشخصيات الوطنيه والرموز النقابيه المناضله واليساريه العقلانيه وكلها تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار أما الطرف السياسي القوي الذي فرض ذاته شعبيا وسياسيا وقلب المعادله فهو الحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي الذي أصبح صعوده يشكل خطرا على بقاء منظومة ثورة الفوضى المدمره.

في الختام نقول للسيد نورالدين الطبوبي أن "الحيله في ترك الحيله" ليكف عن المخـــاتله مرة باسم الحيــاد ومرة باسم ادعـــاء الحكمة والتعـــقل لأن مكان المنظمه الشغيله الطبيعي في صف المعارضات الوطنيه ولن تكون منظمه محمد علي وحشاد وسيطا بين الخونه العملاء والصف الوطني أو منقذا لزمرة الغنوشي وجواسيسه وارهابييه.
ســــالم المــــرزوقي



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار وعبير موسي وبورقيبه
- المنحى الفاشي في ثقافة اليسار التونسي
- حالة استرخاء زمن الكورونا
- رساله الى رموز اليسار المفلسه
- مقاومة التطبيع معركة تحرير فلسطين
- الراقصه والطبال في حضرة برلمان تونس
- اليسار قبل كورونا وبعدها
- تونس: ثوره أم مؤامره أم شيئ آخر
- المرأه والتقدم اذا أردنا
- هل قتل محمد مرسي ؟
- ملاحظات حول أزمة اليسار التونسي
- هل تخرج معركة طرابلس عن السيطره ؟
- وقعة الاخوان وقعة البرامكه
- رساله مفتوحه:ما هكذا تساس الدوله المدنيه يا سيادة الرئيس
- هل تونس على أبواب الحرب الأهليه ....؟
- قراءه في التحالف النداخواني الحاكم في تونس
- نبيل فياض المثقف المشتبك
- أمريكا رأس امبراطورية الرأسماليه لن تنهار،ربما تنهض
- تونس الفسفاط الغنيمه
- أضلاع التجاره البينيه وصماصرة السياسه والدين


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - لا يا سيادة الأمين العام