|
عيد العمال في زمن كورونا
حسن مدن
الحوار المتمدن-العدد: 6885 - 2021 / 5 / 1 - 10:43
المحور:
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
في مقالة تعود إلى عام 1894، ونُشرت لأول مرة باللغة البولونية، قالت الناشطة الشهيرة روزا لوكسمبورج إن فكرة اختيار يوم عالمي للعمال، وتحويله إلى مناسبة للضغط على أصحاب الأعمال والمشرعين والحكومات من أجل الحصول على يوم عمل بثماني ساعات فقط، انطلقت أول مرة في أستراليا، حين قرر العمال هناك، سنة 1856، تنظيم يوم للتوقف الكامل عن العمل تأييداً لهذا المطلب. ومع أنهم لم يفكروا حينها أن تكون المناسبة سنوية، وإنما تقتصر على العام الذي أقيمت فيه، فإن الأمور تطورت لاحقاً، بطريقة جعلت هذا اليوم عالمياً وسنوياً، أقرّته لاحقاً المنظمات الدولية المعنية. على خطى عمال أستراليا، قرر العمال الأمريكيون، بعد ثلاثين عاماً، وبالتحديد في عام 1886، أن يكون الأول من مايو/ أيار يوم توقُّفٍ كاملٍ عن العمل. وفي ذلك اليوم، ترك 200 ألف منهم عملهم، مطالبين بيوم عمل ذي ثماني ساعات أيضاً. مع الوقت أصبح إحياء هذا اليوم بصورة سنوية تقليداً راسخاً في غالبية بلدان العالم، ويتراوح هذا الإحياء بين بعض المظاهر الكرنفالية في حالات معينة، والتحركات الاحتجاجية على سوء أوضاع العمال، والمطالبة بتحسينها، وصون ما حققوه من مكتسبات تصبح عرضة للمراجعة والتراجع عنها عند نشوء أي صعوبات أو أزمات، فأول ما يفكر فيه الرأسماليون والحكومات المعبرة عنهم هو تحميل العمال وكل العاملين بأجر تبعات هذه الأزمات، هم الذين لا يد لهم فيها، وإنما هي نتاج السياسات الرأسمالية نفسها، ونهج الاستغلال الباشع للكادحين الناجم عنها. نحن اليوم في الأول من مايو، يوم العمال العالمي. إنها السنة الثانية على التوالي التي تحلّ فيها هذه المناسبة في ظروف «كورونا»، ونالت المناسبة ما نال سواها من آثار سلبية، ليس فقط لجهة تعذر تنظيم الاحتفالات والمهرجانات والمؤتمرات المحلية أو الدولية والتحركات المطلبية والاحتجاجية، التي تقام عادة في هذا اليوم، بالنظر إلى تعذر تنظيم الاجتماعات الواسعة بسبب ظروف الجائحة، وإنما لأن الجائحة نالت من جوهر القضية التي كرّس هذا اليوم لتسليط الضوء عليها، وتوحيد الجهود من أجل بلوغ ما يتطلع إليه عمال العالم، بناة اقتصاد البلدان بسواعدهم وأدمغتهم. من التحديات الجديدة التي فرضتها الجائحة تحوّل كثير من العاملين بأجر إلى العمل من منازلهم، وهي ظاهرة لم تغطها التشريعات العمالية في غالبية بلدان العالم، لا بل فيها كلها على الأرجح، فليس كل الشركات والمؤسسات تغطي كلفة الإنترنت والكهرباء وغيرها من خدمات يحتاجها هؤلاء لأداء عملهم وهم في منازلهم، وقد يضطر بعضهم للعمل ساعات أكثر من التي اعتادوها حين كانوا يعملون من مكاتبهم، ناهيك عن الضغوط النفسية الناجمة عن المكوث الطويل في المنازل، والخوف من شبح البطالة مع تقلص الأعمال، بسبب التحول المتنامي نحو الرقمنة والمستجدات والتحولات غير المسبوقة التي يشهدها عالم اليوم.
#حسن_مدن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجولاني في البذلة
-
الكتّاب يقومون من أضرحتهم
-
تخليص الإبريز
-
تحوّلات المدينة الخليجية
-
القرية الكونية: عولمة لم تتعولم
-
مبارزات المثقف النقدي
-
بحثتُ ذلك بنفسي
-
ألبرتو مورافيا في الصين
-
الفلسفة تأتي في الصباح
-
في الفرق بين الحشود والجماعات
-
رفات لوركا
-
عائد إلى القدس
-
لماذا أكتب؟
-
التاريخ الخفي
-
شفافية الدولة الاستبدادية
-
حرب باردة -كورونية-
-
تفاؤل الفكر وتشاؤمه
-
نساء على دروب غير مطروقة
-
حضارات لم تقل كلمتها بعد
-
العرب والغرب .. النقطة الزائدة
المزيد.....
-
بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي
...
-
الجيش الأمريكي يكمل انسحابه من النيجر بعد حوالي سنة من انسحا
...
-
لحظة واحدة أنقذت ترامب.. فوهة البندقية كشفت ريان ويسلي روث
-
الجيش الأميركي يعلن اكتمال انسحابه من النيجر
-
البيت الأبيض يعلق على منشور إيلون ماسك المحذوف عن بايدن وهار
...
-
-ديلي ميل-: بريطانيا غير جاهزة على الإطلاق لتصعيد الصراع مع
...
-
إصابات في حادث انقلاب حافلة سياحية عائدة من موقع -ماتشو بيتش
...
-
الكابينيت الإسرائيلي يعتمد إعادة سكان الشمال لمناطقهم أحد أه
...
-
هل عادت خطة تخفيف الأحمال في الكهرباء بمصر؟ -الإدارة المحلية
...
-
بايدن يجري محادثة هاتفية مع ترامب بعد محاولة الاغتيال
المزيد.....
|