أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - أردوغان و الإسلام و إمبراطور الصّين العاري














المزيد.....

أردوغان و الإسلام و إمبراطور الصّين العاري


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 6884 - 2021 / 4 / 30 - 11:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تابعوني على تويتر @SoShow11 و اشتركوا في قناتي على يوتيوب https://www.YouTube.com/c/SohelBahjat
قد يتعجب كثيرون من عنوان المقال ، لكن هناك ترابطاً بين هذه الرّموز الثّلاث. بين أردوغان الّذي تسلّق إلى هرم السلطة بالوسائل الدّيمقراطية متحايلاً على دولة عريقة في علمانيّتها و معروفة منذ تأسيسها عام 1920 على يد مصطفى كمال آتاتورك بأنها لا تلقي اهتماما لخرافات رجال الدين و أنها دولة تسعى للسّعي نحو التقدم و التطور ، و هكذا قرّر أردوغان الاستفادة من الإسلام المعروف ببشاعته و كونه الركيزة الأساسية لحكم الفاسدين و المستبدين معيدا تركيا و المنطقة إلى عهود العثمانيين الظلامية و سنرى سرّ شبهه بإمبراطور الصّين العاري.
تناسى أردوغان الاختلاف و التّباين الكبير بين الدولتين العثمانية و الجمهورية التركية الّتي جاءت بعدها و قد بدأ بالفعل ، خصوصا ما بعد سنة 2000 بالترويج لسياسة توسعية شبيهة بسياسة الإمبراطورية العثمانية.
مصطفى كمال آتاتورك و عند إلغائه السلطنة و الخلافة و تأسيسه للنظام الجمهوري و بمعيّة نساء و رجال آمنوا بالحداثة ، كان يريد قطيعة تامّة مع كل ما هو عثماني ، قطيعة مع كل ما هو إسلامي ، و قطيعة مع العقلية الذّكورية التّوسعية ، و لهذا أيضا تبنّى 8 بنات ، و هو الّذي كان محروما من الإنجاب ، بدلاً من تبنّي أطفال ذكور. و الجمهورية لم تسعى لأي توسّع طوال 80 عاما.
الجمهورية التركية اختلفت عن الخلافة العثمانية كليّا ، و كانت الخلافة العثمانية قوية و قادرة على التوسع حينما كانت الجيوش تعتمد على القوة العضلية و العددية و إرعاب الشعوب الّتي يغزونها بالسلب و النهب و الإبادة ، و لم كن السلطات العثمانية تهتم برعايا الدولة – حيث لم يكن مصطلح مواطن موجودا إلا في العقود الأخيرة من حياة الإمبراطورية – و لكن كان الرّعايا هم "أبناء و عبيد" السلطان و حاشيته و السلطان يتفضل عليهم بحمايته – إن أراد – و هذه صفة ملازمة لكل دولة تتبنى نموذج الإسلام الذي يظهر لنا كيف أن محمّدا كان يملك حتى قرار الموت و الحياة بحق أتباعه و من تحت "حمايته".
تناسى أردوغان الأسباب الّتي أدت لانهيار الدولة العثمانية الّتي كان السّياسيون الأوروبيون يسمّونها بـ"الرّجل المريض" ، و الدولة العثمانية كانت مدركة لأسباب تراجعها أمام تطور و تزايد نفوذ دول أوروبية – بعضها أصغر من أن تُقارن بالإمبراطورية العثمانية – و مهما عددنا الأسباب الّتي ساهمت في تخلفها ، كافتقارها لنظام سياسي حديث و افتقارها لمفهوم المواطنة و عدم المساواة بين الرجل و المرأة و المسلم و غير المسلم ، لكننا نستطيع القول باختصار أن "الإسلام" كان هو أساس تخلّف الدولة العثمانية و مرضها المزمن.
رفع الإخوان منذ تأسيسهم لحزبهم في العشرينيات من القرن الماضي شعار "الإسلام هو الحل" و يبدو أنّ أردوغان انخدع بنفس الشعار و يظنّ أن الدولة العثمانية كانت "قوية" بسبب تمسّكها بالإسلام و لكنه لا يدري أنّ الإسلام كان هو مرض الدّولة العثمانية الّذي قضى عليها في النهاية.
أردوغان الآن هو أشبه بإمبراطور الصين العاري ، و إليك قصته: كتب هانس كريستيان سيباستيان (1805-1875) ، و كان هذا كاتب قصص أطفال دنمركي مشهورا ، قصة خيالية عن إمبراطور صيني مغرور لم يكن أحد يجرؤ على إخباره الحقيقة و ذات يوم جاءه محتالان تظاهرا أنهما يعملان على قماش حريري "سحري" نادر و أنه سيعجب الإمبراطور ، و في الحقيقة كانت أيديهم فارغة و يتظاهرون بأنهم يعملون على خياطة هذا الحرير النادر ، و عندما سأل الإمبراطور وزراءه عن رأيهم في هذا الحرير النادر ، أبدوا إعجابهم به رغم أنهم لم يكونوا يرون شيئا في أيدي الخياطين المحتالين ، و انتشر النفاق و الكذب في البلاط فراحوا يمدحون ثياب الإمبراطور رغم أنه كان عاريا! لم ينتهي المديح و الرياء للإمبراطور إلا بعد أن صاح طفل بين الجماهير:
- الإمبراطور عارٍ... إنه عاري! (وضجّ النّاس من الضّحك)
أردوغان الآن هو أشبه بهذا الإمبراطور الّذي يحتاج أحدهم أن يوقظه من وهمه المقدّس و أنّه في الحقيقة عاريٌ لا يلبس شيئا.
الإمبراطورية العثمانية ماتت و لن تعود ، و الإسلام لن يجلب لتركيا إلا التخلف و الدمار! فهل تنجو تركيا من هذا السرطان الذي خرج من الجزيرة العربية قبل 1400 عام؟



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأمّلات في الإِسْلام و القرآن 1 محمّد و دونيّة المرأة في الإ ...
- الإِسْلاَم: كارِثة طَويلة الأَمَدْ!
- (نجاح و كريم و أبو فراس) و مشروع التنين الصّيني في العراق!
- الجذور و الأصول الرافيدينية الفرعونية للإسلام: موسى و عيسى و ...
- تاريخ الدّولة العثمانية من أرطغرل و حتى وفاة محمد الثاني 148 ...
- عبد الباري عطوان و هاني النقشبندي ... نماذج لمحامي الإرهاب ا ...
- تعقيب على مقال حضرة القس فيلوباتير عزيز (الأهرام الجديد لم ت ...
- مصر السيسي... و السقوط المدوّي
- لمصلحة من يتم -صبغ- عملية التحرير بصبغة دينية؟
- هل ينتهي الرئيس السيسي الى مصير -السادات-؟
- الكاريكاتور و جنون اسمه الإسلام
- المسمار الأخير في نعش المسيري... إنهيار المنظومة القومية – ا ...
- القلق السعودي من سقوط -الولي الفقيه-!
- المؤامرة السعودية على الثورة السورية
- مسلسل الحسن و الحسين... إشكالية العقل الطائفي
- المادّية و الميتافيزيقية!!
- التخلف ، الإنسانية المزعومة!
- الجذور الميتافيزيقية للاقتصاد
- في التنظيم الاجتماعي
- البراغماتيّة بين العقل و الدّين


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - أردوغان و الإسلام و إمبراطور الصّين العاري