حان وقت التدوير الوظيفي

عدلي عبد القوي العبسي

الحوار المتمدن-العدد: 6884 - 2021 / 4 / 30 - 02:24
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

هو احدى تقنيات التجديد الاداري وهو عمليه نقل الموظف سواء كان قياديا او مشرفا او فنيا من موقعه الاداري الى موقع اخر او اداره اخرى
وهو بمثابه عمليه ضخ الدم المؤكسج في شبكه التنظيم الاداري داخل المؤسسه او الهيئه من خلال دماء المديرين والموظفين الجدد الذين سيحملون معهم مهارات ومعارف وافكار جديده تشكل اضافه نوعيه وقيمه الى الموقع الاداري الجديد ومن ثم الى المؤسسه بشكل عام

لا شك في ان تغيير بيئه العمل من خلال تجديد القياده الاداريه وتجديد اصحاب الوظائف من شأنه ان يقضي على الروتين والملل وما ينتج عنهما من انعكاس سلبي على اداء الموظف

ومن شأن التدوير الوظيفي ايضا ان يكسب الموظفين المنقولين مهارات ومعارف جديده ويساعد على تطوير الاداء والارتقاء به في مختلف الوحدات الاداريه بسبب عمليه نقل هذه القدرات والمهارات والافكار الجديده التي يمتلكها الموظفون الجدد الى هذه المواقع .

كما انه يحد من ظاهره الاحتكار الوظيفي والتي تصبح معه الوظيفه اشبه بملكيه او اقطاعيه صغيره وهو ما يؤدي الى تفشي ظواهر اخرى كالفساد والمحسوبيه وغيرها

وايضا تساعد عمليه التدوير الوظيفي المستمره والمتكرره على خلق نمط من الموظفين لديهم القدره على اداء المهام القياديه في المستقبل بما يمتلكونه من المام ومعرفه بمعظم المهارات الوظيفيه التي اكتسبوها اثناء عمليه تدويرهم في مختلف الادارات والوحدات والاقسام

وينصح خبراء الاداره ان تتم عمليه التدوير من اربع الى ثلاث الى سنتين وتختلف المده بحسب نوعيه وطبيعه الوظائف الاداريه ففي الوظائف الاداريه العليا اربع سنوات والمتوسطه ثلاث والادارات الماليه سنتان وهو ما نلمسه في قانون التدوير الوظيفي اليمني الصادر عام ٢٠٠٩ والذي لم يتم تفعيله للأسف حتى الان !!

يساعد التدوير الوظيفي على خلق الحماسه لدى الموظف وازدياد ثقته وولاءه للمؤسسه التي ينتمي اليها
ومن السهوله ان نعرف ان عمليه تبادل الوظائف والنقل من موقع الى اخر هي عمليه تبادل معرفي وتدريب مستمر اكثر فعاليه واقل كلفه من انظمه التدريب المعتاده المتبعه في حياتنا الاداريه .

كما انها تساعد على التخفيف او التنفيس من ضغوطات العمل الرتيب ومشاكله واحباطاته باحاله الاعباء الى موظف اخر جديد بحماسه وطاقه جديده وحلول جديده لمشاكل العمل في الموقع الجديد
ولو امكن لي التشبيه لقلت ان الامر اشبه بحاله استثاره منظومه في الكيمياء ونقل الطاقه بين عناصرها وذراتها والحصيله هي الاشعاع والاستناره
وليكن في علمنا ان من بين اهم اسباب التفوق التنموي لدى بعض الدول المتقدمه اليابان على سبيل المثال هو تطبيقها على نطاق واسع عمليه التدوير الوظيفي في مؤسساتها العامه والخاصه وهيئاتها الحكوميه وفي مختلف المجالات
وطبعا نحن معنيون في بلداننا المتأخره بالاستفاده من هذه التجارب الناجحه للخروج من وضعيه الجمود والفشل الاداري الذي نحن عليه منذ بدايه تأسيس الجهاز الاداري للدوله
يتطلب نجاح هذه العمليه ايجاد مناخ للتهيئه والاقناع عبر تعزيز الثقافه التنظيميه في نفوس الموظفين والقاده الاداريين الذين هم بحكم عوامل معينه يميلون الى اعاقه وعرقله حدوث هذه العمليه والكثيرون منهم لهم في مناصبهم اكثر من اربع او عشر او حتى عشرين عاما !!

ولابد ان يحدث التدوير الوظيفي بمعزل عن اي مقاصد شخصيه او اداريه سيئه كالاقصاء والتهميش والازاحه
او العقاب التأديبي بل يتم في اطار من المصداقيه والرغبه في التطوير الاداري والتخلص من المشكلات الاداريه وفي اطار قيم العداله والنزاهه الاداريه واجواء النقاش والحوار الاداري البناء .

كما انه ينبغي اخذ الحذر كي لا تتسبب هذه العمليه بحدوث تجريف اداري للكوادر نادره التخصص او ذات الخبره التراكميه في مجالات معينه يصعب تعويضها على المدى القريب

بالتأكيد ان تفعيل قانون التدوير الوظيفي يتطلب اراده سياسيه شجاعه وقرارا حازما من القياده الوطنيه العليا وخطه شامله مدروسه واضحه الاهداف والاجراءات والمسار والمراحل الزمنيه

وتجيب على اسئله هامه من قبيل
ماهي المؤسسات التي نبدأ بتطبيق التدوير الوظيفي فيها وماهي الفئات الاداريه او المستويات الاداريه وكم هي مده التدوير لكل فئه وماهي الصعوبات الواقعيه التي تحد من نجاح هذه العمليه
وكيف نكيف عمليه نقل هذا الاسلوب الجديد الى واقع اداري واجتماعي متخلف كواقعنا

وطبعا هذه الخطه ينبعي الا تأخذ حيزا زمنيا طويلا

لأن اي انطلاقه تنمويه اداريه جديده في اطار رؤيه استراتيجيه وطنيه جديده تتطلب الاسراع في عمليه التغيير الاداري وفي المقدمه منها التدوير الوظيفي وضخ الدماء الجديده في الجهاز الاداري للدوله .

#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات