حميد حران السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6883 - 2021 / 4 / 29 - 22:39
المحور:
المجتمع المدني
بيت عريق من بيوتات أهالي الناصريه الكرام من مشايخ عشيرة (آل زيرج) تحديدا وقد عُرِفَ أهله بالفطنه والذكاء والحكم بين الناس على وفق الأعراف السائده آنذاك , وحين تلتبس الأمور يتم إحالة الخصوم اليهم ليفرزوا الغث من السمين , وقد شهد لهم القاصي والداني بتحديد المدان بقضايا خلافيه بين العشائر والأفراد , لم يكن أهل هذا البيت ممن أكملوا دراسات أكاديميه في مجال القانون كما هو الحال مع قضاتنا الذين يشغلون مواقع مهمه في السلطه القضائيه اليوم , وليس لهم من سند حكومي كما يستند القضاء العراقي الحالي الى تشكيلات أمنيه رادعه كالشرطه الأتحاديه وقوات سوات والطواريء ومكافحة الشغب ومكافحة الأجرام وغيرها من القوات , ولم يتقاضوا من خزينة الدوله رواتب وإمتيازات ملياريه ... ومع هذا قدموا للمجتمع خدمات جليله في مجال إحقاق الحق , كان المرحوم (محسن آل نياز) مضرب مثل بالفطنه وطول الأناة والدقه في التشخيص ومازالت مآثره حديث الركبان تتناقلها الأجيال كشهادة مجتمعيه بحق بيت كريم لطالما إنتصر لمن لاحول ولا قوة له فإستحقوا الذكر الطيب من أبناء جلدتهم لما أبدوه من عدالة الحكم .... في حديث عابر مع رجل مٌسن أثنى عليهم كثيرا حتى قال :
_ (محسن آل نياز ماخله للباطل درب واهل الباطل يخافون منه) .
_ ماهو سر قوته الذي جعل أهل الباطل كما وصفتهم يخشونه ؟
_ (كلمة الحق يقولها متوكلا على الله) ...
هذا الرجل وأمثاله كانوا صمام أمان للمجتمع لأنهم قرروا في سرهم أن يقفوا ضد كل إنحراف ولا تأخذهم في الحق لومة لآئم , وبحكمتهم إزدادت الألفه بين الناس لأنهم إنتصروا للحق وردعوا الباطل .
اليوم نعيش زمن آخر توفرت فيه كل أسباب النجاح لكل مخلص يُريد الحد من الجريمه , لكن مانشهده من جرائم وإنفلات يدل دلالة واضحه على عدم كبح جماح المجرم والمنفلت وساحتنا تشهد على كثر الجرائم ومظاهر التسلح وإنتشار الفوضى والإنفلات .
أعتقد إن قضائنا وقواتنا الأمنيه بحاجه الى إستعارة روحية حكماء العراق في مرحلة ماقبل الدوله لبناء دولة القانون ... وإلا فالقادم لا تُحمد عقباه .
#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟