|
الموقف الشعبي الأردني تجاه ما يحدث في القدس
دانييلا القرعان
الحوار المتمدن-العدد: 6883 - 2021 / 4 / 29 - 19:36
المحور:
القضية الفلسطينية
د. دانييلا القرعان* أن موقف الاردن وشعبه تجاه القضية الفلسطينية وشعبها ثابت وراسخ لا يتغير مهما كانت الظروف والأسباب، وهذا ما أكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني أبن الحسين وأثنى عليه في العديد من لقاءاته ومشاركاته في المحافل الاقليمية والدولية. الاردن يشكل شريان حياه للشعب الفلسطيني، وسيبقى المسجد الاقصى المبارك والقدس في أعماق وجداننا، رافضين كقيادة وحكومة وشعب كل الخطوات الأحادية الجانب التي أعلنتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي أخلّت ببوصلة السلام والأمن الدوليين، وبكل المعاهدات والمواثيق الدولية فضلا عن متطلبات عملية السلام والاستقرار ومقاييس العدالة. إننا كشعب أردني نرتبط دائما مع أشقائنا الفلسطينيين في كل المحن والانتفاضات، وإننا نقف خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة بمواقفها الحازمة تجاه تلك المستجدات، ومواقف جلالة الملك حول القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وحماية الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها تتطلب المساندة والتأييد والدعم الموصول. موقف القيادة الهاشمية والموقف الشعبي الأردني تجاه القضية الفلسطينية والقدس تحديدا وما يجري فيها من انتهاكات عدوانية، ومنع المصلين من الصلاة في باحة المسجد الاقصى، والاحداث التي تجري الان في رحاب القدس، ودعوات الشعب الاردني من اجل تحقيق إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف عطلت الكثير من المخططات الاسرائيلية في التغول على حق الشعب الفلسطيني، وإعادة البوصلة العالمية لقضية الشعب الفلسطيني، وهذا الدعم الملكي والشعبي ساهم بتعزيز نضال الشعب الفلسطيني وصمود المقدسيين في ظل الاحداث الاخيرة بالحفاظ على وجودهم ونيل هويتهم المطموسة رغم الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية بحقهم. ليس من دم يمتزج تاريخيا كدم الأردنيين والفلسطينيين، إنها علاقة موقعة بالدم في الأرض والسماء، موقعة على أسوار القدس وأراضي اللطرون وباب الواد، في سهول جنين وأغوار أريحا وطوباس وجبال نابلس والخليل علاقة وحدها نهر الأردن ودم الشهداء لن يفرقها بشر، لقد علمنا أجدادنا بإن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن وفلسطين، جزء منا ومن عقيدة الأردنيين الدينية والسياسية والاجتماعية الى يوم الدين. على الرغم من جائحة كورونا وتداعياتها على الشعب الاردني، وعلى الاقتصاد الاردني، وتأثير الجائحة على حياتهم اليومية وممارسة اعمالهم وفقدان أحبة عليهم، وانشغالهم بالإجراءات الحكومية وإعلان الحظر او فك الحظر أو التمديد، إلا أن القضية الفلسطينية وتحديدا ما يجري بالقدس الشريف حاضرا في قلوب وعقول الاردنيين، ورغم الاحداث الاخيرة التي عاشها الاردن إلا أن موقفنا كشعب اردني واحد هو موقف ثابت لا تغيره الأمكنة ولا الأزمنة ولا الظروف، وسنبقى دائما الملاذ الآمن لأشقائنا الفلسطينيين، ودعواتنا تتجه دائما اليهم بنيل استقلالهم وحريتهم المسلوبة، ولا بد من الإشارة هنا إلى تطابق الموقف الشعبي مع الدور الحكومي الاردني بثوابته ومبادئه الراسخة، ومنها استنكاره ورفضه الدائمين لإجراءات الاحتلال، ومعارضة سياسة نتنياهو تجاه فلسطين والقدس تحديدا، فعلى الرغم من صفقة القرن وخطة تهويد القدس وسياسات الضم الاخيرة واسلوب الضغط على الحكومة الاردنية والشعب الاردني الا ان موقفنا ثابت كقيادة وحكومة وشعب لا يتغير بأساليب الصفقات والضغط وهذا ما علمنا اياه قائد المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين. لا يكاد أن يخلو بيت أردني من أصل فلسطيني، فهذا التلاحم والتأصل والتعاضد والتعاطف هو إننا كشعب أردني وشعب فلسطيني ضفة واحدة فرقها التقسيم والمشاريع الاستعمارية، ومع ذلك سنبقى شعبا واحدا بهدفنا وإصرارنا وطموحنا وإرادتنا الحرة العربية المستقلة، وبنضالنا وصمودنا وإيصال صوتنا في كل المحافل الوطنية والإقليمية والدولية بإقامة دولة فلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، فنحن كشعبين بروح واحدة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. فلو كانت فلسطين في أقصى أرجاء المعمورة ولم تكن قريبة كل القرب من الحدود الاردنية، لكان الموقف هو ذاته، فعلاقتنا كشعب اردني بفلسطين لا تحكمها الحدود ولا الموقع ولا القرب وإنما تحكمها رابطة الدم الممزوجة بعبق التاريخ، إنها علاقة موقعة بالدم في الارض والسماء، أنها فلسطين القلب النابض في جسد كل أردني. *كاتبة ومحاضرة جامعية أردنية
#دانييلا_القرعان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القدس الريحانة العربية في قلب كل عربي
-
شهداء أردنيون على أسوار القدس
-
هل تصبح المرأة الأردنية رئيسة للحكومة أو البرلمان؟
-
أزمة أوكرانيا وتاثيرها على صفقات تركيا مع روسيا في سوريا
-
بايدن والشرق الأوسط... هل يستطيع الرئيس الأمريكي الانقلاب عل
...
المزيد.....
-
اصطدمت بحافلة وانفجرت.. فيديو يظهر لحظة تحطم طائرة على شارع
...
-
ماذا دار بذهن ترامب بطرح خطة غزة؟.. مرشح سابق بإدارة الرئيس
...
-
شولتس يدعو الناتو إلى حماية غرينلاند
-
تعرف على أبرز قرارات واقتراحات الرئيس ترامب وفريقه في أسبوع
...
-
موجة برد قاسية تضرب اليابان وارتفاع الثلوج يصل إلى 3 أمتار ف
...
-
السفير الروسي: فرنسا لا ترد على استفساراتنا حول قانونية تجني
...
-
ترودو: حديث ترامب عن تحويل كندا للولاية الأمريكية الـ51 أمر
...
-
الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات في الضفة ويطبق الحصار على طمون وا
...
-
ما مخاطر النشاط الزلزالي في بحر إيجه غربي تركيا؟
-
السعودية.. فيديو ما حدث لـ-مفحطين- يثير تفاعلا والأمن يرد
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|