أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (3من 7) خطأ الشيوعي ومخطط اجهاض الثورة!















المزيد.....

هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (3من 7) خطأ الشيوعي ومخطط اجهاض الثورة!


تيسير حسن ادريس

الحوار المتمدن-العدد: 6882 - 2021 / 4 / 28 - 17:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(21)
المتأمل لمسار احداث المشهد السياسي السوداني؛ بعد تخطي عتبة اسقاط النظام البائد؛ وكيف انفض سامر الحاضنة الرئيسية للثورة (تحالف قوى الحرية والتغيير "قحت")؛ لا شك سيجد فيما ذكرنا انفا الكثير من المنطق؛ ويلحظ أن (قحت) لم تعد تمثل في الحقيقة أحداً؛ غير قياداتها؛ وبعض النخب الانتهازية؛ ولم تعد حاضنة سوى لطموحات؛ بعض الأفراد اللاهثون خلف مصالحهم، والساعون لعقد تحالفات؛ خارج إطارها؛ مع قوى معروف عنها العداء للثورة؛ يرون فيها عاملا مساعدا؛ على تحقيق طموحاتهم في الاستفراد بالسلطة؛ واقصاء قوى الثورة الحية.
(22)
تناقضات نخب الهبوط الناعم؛ تتجلى دون لبس؛ في ادوارها التخريبية التي ظلت تلعبها؛ لإجهاض ثورة 19 ديسمبر المجيدة؛ منذ مطلع الحراك وحتى اليوم؛ فهي لم تنسى لقوى اليسار اسهامه؛ في هزيمة برنامجها القائم على مساومة النظام البائد؛ ولم تغفر لقوى الثورة الشبابية أمر تجاوزها لها؛ – كما أشار لذلك الدكتور حيدر إبراهيم في احدى مقالاته – فقد ظل أمر دحض فكر المساومة؛ ورفض مشروع الهبوط الناعم من قبل الجماهير جرح دامي في خاصرتها؛ يغض مضجعها ويحرجها؛ بعد أن جزم قادتها ومفكريها؛ في مقالاتهم المكتوبة؛ وتصريحاتهم قبيل اندلاع الثورة بقليل؛ باستحالة قيام ثورة شعبية ثالثة؛ على قرار الثورتين الشعبيتين الماضيتين؛ في أكتوبر 1964م؛ وأبريل 1985م.
(23)
مخطط اجهاض ثورة 19 ديسمبر المجيدة؛ قد دُشن في الاجتماع الذي تم خلف ظهر القوى الثورية؛ وشرعن أمر شراكة المكون العسكري؛ ووضعت ترتيباته اللاحقة؛ في اجتماعين؛ عقد احدهما خارجيا؛ في دولة الامارات العربية المتحدة تلاه آخر داخليا؛ عقد في بيت أحد اقطاب المال والاعمال بالخرطوم؛ ولم يعد الأمر سراً فقد تناقل المجتمع السوداني؛ ادق تفاصيل ما نوقش واتفق عليه فيهما - فالخرطوم مدنية لا تعرف الأسرار -؛ أما توصيات الاجتماعين؛ فقد نفذ العاجل منها؛ وعلى رأسها تهميش دور الحزب الشيوعي؛ ولجأن المقاومة باعتبارهما ممثلا القوى الثورية؛ وما الحملة الاعلامية المسعورة المفتعلة؛ التي بدأت منذ ذاك الحين ولا تزال مستعرة؛ لشيطنة الحزب الشيوعي؛ ونسف وحدة لجأن المقاومة الثورية؛ إلا تجليا لتنفيذ تلك المقررات والتوصيات.
(24)
لقد دُفع الحزب الشيوعي دفعا غير رحيم؛ من قبل قوى الهبوط الناعم؛ لمغادرة تحالف قوى الحرية والتغيير (قحت)؛ تنفيذا لتوصيات ومقررات الاجتماعين الملعونين؛ تمهيدا لقفل كافة المنافذ امام قوى الثورة الحية؛ بتعطيل قيام المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية؛ حتى يتم التفرغ دون أي عراقيل؛ لطرح وتنفيذ مشروع الإصلاح (الليبرالي)؛ الهادف لربط الدولة السودانية؛ بالنظام العالمي الجديد وخنقها بروشتة ادواته المالية - صندوق النقد والبنك دولي –؛ لصرف نظر شعب السودان نهائيا؛ عن التفكير في أي مشروع نهضوي تنموي وطني؛ والتحول لدولة داجنة؛ تبيع ثرواتها الطبيعية بابخس الأثمان؛ شعبها مستهلك خامل.
(25)
وهنا يبرز سؤال مُلِحّ لا مناص من الإجابة عليه بوضوح: هل اخطاء الشيوعي بخروجه من "قحت"؟؟؛ تبدو الإجابة على هذا السؤال للوهلة الاولى بديهية وسهلة ولكن في الحقيقة أنها شائكة ومعقدة؛ تعقيد الوضع السياسي القائم فانسحاب الحزب الشيوعي يبدو مبدئيا ونظريا صحيح؛ بعد أن وجد نفسه؛ على طرفي نقيض؛ مع المسار السياسي والاقتصادي؛ الذي اختارت "قحت" السير فيه وقد وقعت غالب مكوناتها في فخ المساومات؛ وإندغامت في مشروع (الهبوط الناعم)؛ وتبنت المشروع الليبرالي؛ هذا المسار لا شك يتناقض كليا مع مشروع وبرنامج الحزب الشيوعي؛ والقوى الثورية الحريصة على التغيير الجذري.
(26)
لقد نبه البيان الجماهيري للحزب الشيوعي الصادر بتاريخ 13 أبريل 2019م الى خطورة محاولات قوى الهبوط الناعم لسرقة الثورة وأوضح باكرا تناقض مواقفها مع برنامج تحالف قوى الحرية والتغيير المتفق عليه والموقعة عليه قياداتها وكشف في ذلك البيان (ان الحزب الشيوعي لم يكن جزءا من الوفد الذي قابل ممثلي المجلس العسكري بالسبت الموافق 13 ابريل وقد تم تغييب عضوي تحالف قوى الاجماع الوطني قصدا وعمدا من حضور ذلك الاجتماع رغم تواجدهم في ذات المكان). وأوضح البيان ايضا (ان ما خرج من تصريحات متعجلة متهافتة من ممثلي بعض القوى السياسية – ممثلي حزب الأمة والمؤتمر السوداني -التي حضرت الاجتماع لا يعبر عن موقف الحزب الثابت؛ الرافض لأي انقلاب عسكري ولأي محاولة لسرقة الثورة او اجهاضها او ابقاء اي من رموز النظام البائد على سدة الحكم الانتقالي سواء كان المجلس العسكري او خلافة والذي سيعمل على اعادة انتاج النظام المندحر البغيض).
(27)
ولكن من جهة نظر أخرى؛ يبدو قرار الانسحاب عمليا وواقعيا؛ وحسب شروط اللحظة التاريخية التي اتخذ فيها؛ جاء متأخرا ويعتبر خطأ فادحا؛ أدى لكشف ظهر الجماهير؛ واتاحت الفرصة امام قوى الهبوط الناعم؛ لتعمل بارتياح وحرية لحرف الحراك الثوري عن مساره وأهدافه؛ مما قاد لإنتاج سلطة انتقالية معلولة؛ فخسر بذلك سياسيا؛ في حين كسبت قوى الهبوط الناعم؛ ارضية ما كانت تحلم بها في بداية الحراك الثوري؛ الذي خلفها خلف ظهره؛ تلهث للحاق به.
(28)
انسحاب الحزب الشيوعي؛ أحدث ارباكا عظيما؛ وسط القوى الثورية التي شعرت باليتم والخذلان؛ في لحظة تاريخية حرجة؛ تكالبت فيها القوى الليبرالية؛ بإسناد اقليمي ودولي واضح؛ لإجهاض الثورة ونسف شعاراتها واهدافها. لقد استشكل على المجتمع السوداني؛ فهم كنه خطوة انسحاب الشيوعي في هذه المرحلة الفارقة؛ خاصة وقد سبقتها محطات حاسمة؛ لو اتخذها الشيوعي كمبرر للانسحاب في حينها؛ ومضى لخلق اصطفاف ثوري جديد؛ لضرب عصفورين بحجر واحد؛ فقد كان بإمكانه حشد كافة الجماهير وبمختلف انتماءاتها خلف برنامجه من ناحية؛ واحباط مخطط قوى الهبوط الناعم وعزلها من ناحية أخرى.
(29)
لكن الحزب الشيوعي اختار الاستمرار؛ رغم السوانح التي لاحت منطقيا؛ للخروج من تحالف "قحت"؛ فكيف يمكن ان يستسيغ المجتمع؛ بعد ذلك أمر انسحابه؛ خاصة والشارع الثائر؛ في أمس الحاجة لمن يقوده؛ للتصدي لمخططات القوى الاقليمية والدولية؛ ومؤامرات أذنابهما في الداخل. من الصعب نفسيا؛ على من احتشد خلف شعارك الداعي للتغيير؛ وسار في ركاب مشروعك الثوري؛ ودفع من أجله المهج والدماء؛ أن يراك تنسحب من الساحة فجأة؛ تاركا الجمل بما حمل؛ فالمواطن السوداني غير المسيس؛ خاصة من فئة الشباب؛ الذين دغدغ مشروع الخلاص الثوري مشاعرهم؛ لا علاقة لهم بالتعقيدات والتحفظات المبدئية؛ ولا بالفذلكات النظرية.
(30)
اضاع الحزب الشيوعي وهو يصر على ضرورة وحدة قوى تحالف "قحت"؛ فرصتين ثمينتين للانسحاب بكسب سياسي عظيم؛ كان سينسف تماما مخططات قوى الهبوط الناعم؛ الساعية لفرض مشروع الليبرالية على شعبنا؛ أول هذه الفرص الثمينة لاحت عشية إقرار "قحت" بشراكة العسكر في الاجتماع الذي عقد داخل القيادة العامة؛ وغيب عنه ممثل الشيوعي بخدعة سمجة؛ فلو تمسك الحزب الشيوعي في تلك اللحظة برفضه لشراكة العسكر؛ لأحرج قوى الهبوط الناعم وحشرها في ركن ضيق؛ ولرفع اسهمه السياسية التي كانت في الاصل مرتفعة في الشارع؛ ولوضع كذلك حدا لطموحات العسكر؛ وقد كان الشارع وشباب المقاومة مهيئين لمثل هذا التحدي؛ خاصة وترمومتر المد الثوري كان في اعلى درجاته؛ أما الفرصة المواتية الثانية؛ فقد لاحت لحظة فض اعتصام الثوار؛ من امام القيادة العامة بالقوة المفرطة؛ الذي استشهد فيه خيرة شباب الوطن؛ ولكن في كلتا السانحتين؛ اهتز موقف قيادة الحزب الشيوعي؛ ووقعت في فخ المخاوف؛ التي روجت لها بخبث قوى الهبوط الناعم؛ عن ضرورة الحفاظ على الأمن؛ وأهمية حقن الدماء؛ كأنما دماء الشهداء التي سألت لم تكن دماء.
يتبع



#تيسير_حسن_ادريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (2من 7) هل ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (1من 7) مفا ...
- الفترة الانتقالية بين الثورية والرَّكُوسيّة النخبوية
- إستبهام الثورة السودانية وارتكاس التحالفات المرحلية
- الْمُرُوقُ قولا ومقالا
- ثورة 19 ديسمبر اكْتِناز الوعي الجماهيري وضُمُور الزيف النخبو ...
- في الاستراتيجية والتكتيك وما بينهما!!
- أم الفضائح .. الحركة الاسلامية تستكمل فصول سقوطها
- الحركة الاسلامية السودانية أكل النفس ونحر الذات
- في طريق كسر الحلقة الشريرة (2) ... تسقط بس!!
- في طريق كسر الحلقة الشريرة (1) عفارم.. عفارم.. يا شعباً مسال ...
- من دفتر يوميات الثورة .... الحركة الاسلامية السودانية الرهان ...
- حيرة مقتفي الأثر عند حافة الفكر اسقاط النظام أم الامبريالية! ...
- مبادرات رفع العتب وآليات تجريف الوعي من يأمر ومن ينفذ؟
- لب المقاومة السلمية وقشورها
- تفرّيغ النظريات السياسية من مضامينها وتدجينها
- لَعَلَّ الْدَافِعُ خَيْرًا!!
- التَّنُّور والفُلْكُ
- من هنا نبدأ!
- عفوا سادتي لن نمضي معكم في هذا الطريق!


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (3من 7) خطأ الشيوعي ومخطط اجهاض الثورة!