استمعت الليلة البارحة ، إلى حكاية تقشعر لها الجلود ؛ جلود الآدميين بالطبع ، لا الجلود المدبوغة بالخزي البعثي ، هذه التي ينبري أصحابها يوميا عبر شاشات قنوات أبو ظبي والجزيرة والعربية ، للدفاع عن مجدهم الغابر ، وزعيمهم المسحوق بالقنادر . والحكاية باختصار أن المجرم السادي قصي صدام كان معروفا بشذوذ غريب ، هو ميله الإجرامي للاعتداء على الأطفال الأبرياء من الجنسين . وكان يزور ، بين الفينة والفينة ، مدارس البنات والبنين الابتدائية لاصطياد ضحاياه .
مديرات و مديرو المدارس من فصيلة وميض عمر نظمي وظافر العاني ويوسف حمدان و أمير الحلو و محمد الدوري ، كانوا يحذرون الأطفال من مغبة التغيب عن الدوام يوم مجيء ابن صدام لعنة الله عليهما وعلى حزب البعث الفاشي من عفلق إلى أتفه مدافع عن صدام في زمن الديمقراطية التي لا تستحقها هذه النماذج . وعليه ، فقد كانت هذه الزهور الغضة تضطر إلى المجيء ، فيختار منها المجرم بن المجرم ما يشاء ، ثم تغيب عن أهلها المفجوعين يومين أو ثلاثة ، ليجدوها بعد ذلك إما منتهكة وكسيرة الخاطر ومرتعبة ، أو جثة هامدة تدفن في مكان قد لا يهتدي إليه أحد .
في بعض هذه القبور الصغيرة ، وجد رفات فلذات أكباد العراقيين محتضنا دفاتره المدرسية .
دعوة صادقة إلى الأخ انتفاض قنبر و غيره من أعضاء القوى الوطنية : لا نحبذ لكم التحاور مع المدافعين عن صدام ، فلهؤلاء حساب عسير في أروقة القضاء القادم المستقل ، ولو بقيت الوحيد من بين العراقيين الذين ظلموهم بالكلمة والموقف والتقرير والوشاية والرصاصة في كثير من الأحيان ، لما تنازلت عن حقي ولما أعادوا الاعتبار لحزبهم الهمجي إلا على جثتي ، فكيف بملايين العراقيين !
لا نطمح إلى إزالة وصمة حزب البعث الوحشي من على جبين العراق فحسب ، بل نتمنى على عقلاء الحكم السوري أن يدفنوا هذه الرمة أيضا ، بعد أن زكمت رائحتها الأنوف !
-------------------------------