حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية
(Hanan Hikal)
الحوار المتمدن-العدد: 6880 - 2021 / 4 / 26 - 19:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
آثارت استقالة وزير الإعلام في زومبيستان حديثًا ذو شجون عن أحد أهم المحرمات في هذا البلد الذي أصبح محرمًا على أهله وحلالًا لكل أفّاك وفاجر.
فمجرد ترديد الرجل لعبارة يمكنك أن تسمعها في كل يوم من مختلف البشر في زومبيستان على تنوع ثقافاتهم ومستوياتهم التعليمية والمادية حيث قال: "لم يعد أحد يتابع شاشات التلفزيون المحلي أو يقرأ الصحف الورقية" .. وهنا فتحت عليه أبواب الجحيم التي تكفي لفتحها إيماءة من رأس أحد ألهة زومبيستان أو إشارة من إصبعهم، وحتى وجد نفسه مضطرًا لحزم البقية الباقية له من كرامة والرحيل عن المنصب.
إن هذا العمل يتكرر يوميًا في زومبيستان حيث يمكن أن ينتهي مستقبل أي شخص لمجرد أن قال عبارة عابرة في صميم تخصصه، وعلى سبيل المثال أستاذ جامعي في كلية الهندسة ومهندس عالمي معروف يمكن أن يزج به في غيابات السجون ويجد نفسه على قوائم الإرهاب لمجرد أنه تحدث في صميم تخصصه عن السد الذي سيدمر موارد زومبيستان المائية.
وأستاذ جامعي آخر يرأس قسم الراديو والتلفزيون قد يجد نفسه متهمًا بالجنون وموقوفًا عن العمل لمجرد أن انتقد بعض البرامج ومقدميها نقدًا موضوعيًا.
أو رئيس أكبر جهة رقابية في زومبيستان قد تنتهي حياته ويصبح في عداد المغضوب عليهم من آلهة زومبيستان إذا ما أصدر تصريحًا يقيم فيه حجم الفساد.
فأنت في زومبيستان مهدد في حياتك ووجودك لمجرد النطق بكلمة صدق أو إظهار أي بادرة نخوة أو شرف أو تمتعك بأي قدر من الكرامة أو النخوة، فكل هذه المعاني محرمة على مواطني زومبيستان، وكل من يمثلونها هم أعداء زومبيستان.
#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)
Hanan_Hikal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟