أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - عبد الله عنتار :ذلك الباحث السوسيولوجي الذي تشرب حب الإنسان والطبيعة / :قراءة في كتاب (رحلات في المغرب ما بين 2012 2019 دراسة وصفية وإثنوغرافية لمسالك بنسليمان، والدار البيضاء، بني ملال والشمال ودرعة وسوس والجنوب والشرق ) للباحث عبد الله عنتار















المزيد.....

عبد الله عنتار :ذلك الباحث السوسيولوجي الذي تشرب حب الإنسان والطبيعة / :قراءة في كتاب (رحلات في المغرب ما بين 2012 2019 دراسة وصفية وإثنوغرافية لمسالك بنسليمان، والدار البيضاء، بني ملال والشمال ودرعة وسوس والجنوب والشرق ) للباحث عبد الله عنتار


حكيمة لعلا
دكتورة باحثة في علم الاجتماع جامعة الحسن الثاني الدار البضاء المغرب

(Hakima Laala)


الحوار المتمدن-العدد: 6880 - 2021 / 4 / 26 - 14:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن كتابة الأستاذ عبد الله عنتار المتخصص في السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا تتحول في هذا المكتوب إلى حاك لقصص أو مشاهد أو وقائع متناثرة في تواجدها قد تبدو في وهلتها الأولى متباعدة وليس هناك رابط بينها. قد يبدو أن الحكي عنده يكتسبه تعرية الواقع المستور وأن اللغة المستعملة في بعض نصوص هذا المكتوب قد تصنف بالوقحة أو" لغة الوقاحة". إلا أن كتابته في الواقع هي رصد جولة كبيرة في وسطه الاجتماعي وكذلك في كينونته الفكرية و الإنسانية. إن النصوص في مجملها تساؤل عن كينونة الإنسان في مواجهته لنفسه وفي مواجهته لشبيهه وفي نفس الوقت لنقيضه. إن النصوص هي عبارة عن كتابة صمت يدوم مع رصد العين لكل تفاصيل اللحظة. فهي تداخل بين ما يجول بخاطره في لحظات زمنية متباعدة أو متقاربة. فهو في تفاعل مستمر مع الإنسان ومع الطبيعة . فهو ابن البادية الذي تربى على حب الأرض المعطاءة والذي يواجه المدينة في زحمتها. إنه أيضا ابن الجامعة الذي اكتسب علما ويواجه مجموعة من الأفكار والأفعال الذي يرفضها أو حتى يزدريها عقليا. إن القرية هي في حد ذاتها بناء مفكر فيه يتواجد في لحظة البحث عن لحظات استراحة والأمان في الفضاء الواسع الذي يسمح له بالنظر إلي الأفق بدون حواجز وهي أيضا الفاصل بين المدينة الفضاء الصخب الذي يحجب الفكر بذاك الازدحام الرهيب الذي يزعج كيانه.
إن النصوص بأكملها تعبر عن لحظات تفاعل كينونته مع الأخر كما تبوح لنا بما يجول بخاطره في كل توقف أمام كينونة الآخر . إنه في حالة دائمة من المد والجزر. إنه كما يمر بلحظات واقعة يظهر فيها واقع الإنسان المغربي في بعده الثقافي "الشعبوي" بمعتقداته القابعة في كيانه يجادل كذلك نفسه اتجاه هذه الأحداث. إنه يعيش بداخله صخبا وضجيجا فكريا في حاجة مستمرة للتعبير عنه أثناء الحكي. إن الكاتب في دور الراوي يبتعد عن "المخلق" في اللغة . ففي عملية السرد يوظف اللغة المستعملة الوقحة في نظر الكثير كما يقوم بالتفسير للتقريب من هذا اللغو اللغوي الذي يعبر بقوة عن معتقد جنسي أو ديني عند المغربي في تصوره اليومي للحياة.
إن تموقع الكاتب في حكيه لا يختزل ذاته، فتفاعله قائم الوجود وكأن له رغبة ملحة للمواجهة الصامتة التي لا تعلن وجودها في لحظات الحدث المروي ولكن تدفع به دائما للتفكير في كينونة الآخر في تضاده بتواجده الواقعي في مجتمع قد يكون مرفوضا في الحقيقة من طرفه.
إنه ابن البادية الذي يهاجر للبحث عن المعرفة ، تلك المعرفة القائمة في كيانه ليواجه في بلده أجناسا وأصنافا بشرية قد تبدو متباعدة مشتتة الأطراف. فهي أحيانا لا تحكي في لغته العربية أو "العامية" وإذ تعلن بذلك عن هوية لسانية مختلفة، ففي أطراف كثيرة من بلده لا تصبح لغته فقط الغريبة عن الآخر بل هو أيضا يصبح غريبا بلغته. إلا أن هذا الآخر يشاركه لغته للبوح له بالبعد المشترك ليس بين لغته العربية واللغة الأمازيغية ولكن بالمشترك الثقافي . إن الراوي في حكيه وفي تجادله مع الواقع بوعي أو في غيابه يعبر عن قوة الانتماء لمعاش أو لتصور اجتماعي لا يبتعد كثيرا عن هويته الثقافية الأولية، تلك المرتبطة بالقرية وقيمها.
إن الرحلة أو السفر عن طريق ركوب " الطاكسي" الذي عدد ركابه ستة أشخاص لمدة معينة تسمح بتجاذب الحديث، تجعل الراوي في حالة توافق أو تصادم مع الآخرين . و خلال هذه الرحلات يدرك الراوي في حكيه الداخلي والمعلن، ولكن في كتاباته، في تدويناته حكي آخر و يعلن عن تفاعله مع الأقوال والمعتقد لكي يبوح عن "تباعده الثقافي" أو تقاربه مع المجموعة كيف ما كان انتماؤها.
إن الحكي يجعل كذلك الراوي يعبر عن أحاسيس اتجاه أوضاع معينة وأشخاص هي قريبة منه أو بعيدة التقاها صدفة ولكنها جزء من محيطه. إن تعبيره عن دواخله في حالة تفاعله معا تجعله دائما في تضارب مع أفكاره ومعتقداته وكأنه يتساءل باستمرار عن سبب هده الهوة الفكرية بينهما. وكأنه يضع من خلال تفاعله قوة تضارب الفعل المفكر فيه والفعل المكتسب الذي تؤدي إلى امتداد هذه الأحاسيس العشوائية التي تدفع بصاحبها لكل الاتجاهات. إن الحكي للراوي الملاحظ ليست فقط تواجد "لحظوي" أو عابر ، بل هي عملية تجاذب مستمر لمساءلة كيانه في مجتمع يعيش فيه لحظة الاغتراب ، فهو المغترب في فكر يكون جزءا من واقعه، هدا لا يعني أن النصوص المدونة في لحظات مختلفة في الزمان والمكان لا تعبر عن الانتماء، بل إن السفر الدائم والانتباه المركز على الآخر هو محاولة رصد التباعد والتقارب بين كينونته وكينونة الآخر الذي يمثل امتدادا لفكره الشعبوي الذي أصبح موضوعا ودراسة لديه . إن الراوي في تجاذبه الفكري يستعمل الوصف الإثنوغرافي الدقيق الذي يعرف بالمناطق والجهات التي كانت محل ترحاله. كان من الممكن الاكتفاء بها وتغييب كينونته إلا أن الكائن المفكر فيه هو في حاجة دائما للتواجد ، هده الحاجة الملحة تظهر في أجزاء كثيرة من كتابته من خلال تأويل أو تعبير عن نظرة متبادلة مع الآخر المعروف أو المجهول . إن هذه الحاجة في التموضع كفكر تتواجد كذلك لنقل تفاعل مع الأماكن ، أنها تتواجد كذلك في التعبير عن السياسي والاجتماعي يبقى مطبوعا في أغلب الأحيان بالغضب أو السخط . في خضم هذا التفاعل يبدو أحيانا ذلك التفاعل الحسي والعاطفي مع أوضاع أو أناس أو حتى مع جرو صغير. إنه من خلال فقرات كثيرة تبدو تلك العاطفة الرافضة لكل ما يمس إنسانية الإنسان في بلده. ان خاصية الرفض عند الراوي ليس فيه ازدراء للأشخاص أو المواقف أو حتى للبلد، بل فيه نوع من الفوضى العاطفية التي تنفلت فترة من فكر ينحو منحى العقلنة ليعود بسرعة إلى موضوع مفكر فيه .
إن النصوص في حد ذاتها فيها نوع من "البعثرة" الفكرية، لأن الراوي في صمته الصاخب يترك في كثير من اللحظات انفلات الأحاسيس تقوده في تدوينة معينة ليطفو الإنسان في تواجده الساكن و تفاعله الحسي مع محيطه . إن البعثرة الفكرية عند الراوي تكون شبه متعمدة أو محبكة ، فعند التمعن نكتشف أن الكتابة تنقسم إلى هنيهة تفاعل مع الوضع لتنزلق بقوة إلى لحظة فكر أو تفاعل فكري قد يكون تحليلا أو وصفا أو انتقادا .
إن الحكي رغم عدم استرساله في موضوع واحد إلا انه من الممكن تركيبه فكريا لمعرفة تأثير التنقل والفعل في شخص الراوي الذي ينتقل من طفل ابن القرية المنحصر في عالمه الضيق إلى حاك عن أطراف وأشخاص آخرين من بلده . إن النصوص المتناثرة تظهر كذلك تطوره الفكري وانتمائه التكويني في العلوم الإنسانية . إن كتاباته في رحلته الطويلة تنتهي بالعودة إلى القرية. إن العودة ليست في حد ذاتها للقرية بل لسكون القرية ، إنها عودة للقرية هي بحث عن السكينة لإعادة ترتيب فكري بعد رحلة إنسانية وفكرية لازالت مستمرة....



#حكيمة_لعلا (هاشتاغ)       Hakima__Laala#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبقرية محمد الأحمد صانع السقف الجديد للإبداع السينمائي
- يوميات الحجر (16) وجها لوجه
- يوميات الحجر (15) وجها لوجه- الجزء 4
- يوميات الحجر (15 ) وجها لوجه- الجزء 3
- يوميات الحجر (15) وجها لوجه - الجزء 2
- يوميات الحجر (15) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 4
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 3
- يوميات الحجر (14 ) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 2
- يوميات الحجر (13) وجها لوجه
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 3
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 2
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر الصحي (11) وجها لوجه
- يوميات الحجر (10) وجها لوجه
- يوميات الحجر (9) وجها لوجه
- يوميات الحجر (8) وجها لوجه
- يوميات الحجر (7) وجها لوجه
- يوميات الحجر (5- 6) وجها لوجه


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - عبد الله عنتار :ذلك الباحث السوسيولوجي الذي تشرب حب الإنسان والطبيعة / :قراءة في كتاب (رحلات في المغرب ما بين 2012 2019 دراسة وصفية وإثنوغرافية لمسالك بنسليمان، والدار البيضاء، بني ملال والشمال ودرعة وسوس والجنوب والشرق ) للباحث عبد الله عنتار