أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حاتم عبد الواحد - عن الثرى والثريا














المزيد.....

عن الثرى والثريا


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 6880 - 2021 / 4 / 26 - 10:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انها لمن مهازل هذا الزمان السيئ، رسالة وزير الثقافة العراقي الى جمهور المثقفين العراقيين الذين طالبوا برعاية من كان وسيبقى أحد أعمدة الشعر العراقي خلال النصف قرن الماضي.
لم تكن تلك الرسالة بغريبة على أسلوب ذاك الصبي الكوفي المشحون بحمولة طائفية لا يمكن وصفها الا بدمّلة ملآى بقيح لا ينضب، حيث ابتدأ فترة استيزاره برسالة تشتم كل من كتب او غنى او مدح صدام حسين ونظامه، ثم فاجأ الجميع بتعيين شعراء معروفين بمدحهم لصدام في مناصب ثقافية يستحقونها متغافلا الوصمة الصدامية التي يبرر بها النظام الثيوقراطي الحاكم في العراق منذ الاحتلال الأمريكي لمهد البشرية، نبذه وكرهه ومعاداته لشعراء وادباء وفناني تلك الفترة من تاريخ العراق. ولم يكن ذلك التغافل هفوة او كبوة، انما كان منهجا طائفيا يتسامح مع أبناء الطائفة الحاكمة ويتسافح مع أبناء الطوائف الأخرى.
ومن المفيد ان اذكر ان تاريخ حسن ناظم لا يصلح ان يكون غرزة في نعال سعدي يوسف، فهذا الكوفي الطائفي ذو تاريخ غفل، وتاريخ البصري سعدي يشهد له بالخروج ثائرا على مسلخ صدام حسين، فهل يستطيع المناضل الولائي حسن ناظم اخبارنا عن (نضاله) و(جهاده) ضد دولة صدام حسين البوليسية؟
لقد ذكر الوزير الطائفي في معرض رسالته التي اعتذر فيها عن رعاية سعدي يوسف بانه كان يدعو الى الوقوف مع سعدي يوسف في أزمته الصحية لبعد انساني يؤمن هو به، رغم وصفه لكتابات سعدي يوسف المناوئة لمرجعية النجف الساعية الى تدمير العراق وبنيته التاريخية والديمغرافية والسوسيولوجية باسم الدين بـ(التخاريف).
ثم علل انسحابه من دعوته لمساندة سعدي في صراعه مع سرطان الرئة بـالقول (إيماني بقيمي الدينية المقدّسة واحترامي وتقديري لمشاعرِ الكثرةِ الكاثرةِ من الناسِ أهمُّ من تعاطفي ذاك لإيماني كمسؤولٍ في الدولةِ بأنّ القيمَ المقدّسةَ ومشاعرَ الناسِ أولى بالمراعاةِ دائماً من أيِّ اعتبارٍ آخرَ، لذلك أقدّمُ اعتذاري لكلِّ من شعرَ بألمٍ في ضميرِهِ الوطنيّ والدينيّ والإنسانيّ). وبتعليله هذا يكون قد كشف عن قبح العقيدة التي يحكم بها نظام بغداد في هذه المرحلة من هذا الزمن القبيح، فقيم الصبي الكوفي المشبع بالطائفية (مقدسة) في رأيهِ. وهذا يحيل بالضرورة الى (عدم قداسة) معتقدات الاخرين. او بالأقل عدم أهميتها.
ومشاعر الكثرة الكاثرة كما اسماها هذا المتثاقف هي اهم بكثير من مشاعره، ولكنه نسي ان الكثرة الكاثرة في العراق هي كثرة جائعة ومقموعة واميّة، وان ملايين العراقيين لا يعرفون من هو سعدي يوسف ومن هو بدر شاكر السياب، لان الجوع والمرض والموت المبرمج التي تديره المليشيات التي استوزرته جعلهم في دوامة البحث عن الخبز والصحة والأمان.
ان موقف حسن ناظم لم يكن غريبا قط، فهو ابن المليشيات وان كان قد روج لنفسه بانه (وزير خارج المحاصصة الطائفية)، ايعقل ان يستوزر أحد في ظل حكم المليشيات الموالية لإيران ان لم هذا الاحد من الباصمين على فرمانات وليه الفقيه، ومتابعة بسيطة لمقابلات الصبي الكوفي المثقل بدمامل الكراهية لمن يخالفه الفكرة والمعتقد تكشف عن ولعه باجترار عبارات روزوخونية بالية، ولعل تبريره للتنصل عن الوقوف مع سعدي يوسف يكشف المخبوء مما لايقال،( الكثرة الكاثرة) هي إشارة الى طائفة الصبي الكوفي، ولكن ما لم يعلمه خادم مولاه ان العراق بلد متنوع الأديان والطوائف والقوميات، وعندما تقرر ( كثرته الكاثرة) شيئا فانه سيكون غير ملزم للآخرين الذين لا يشاركونه رايه وعقيدته، وتصريحه هذا هو دليل كامل على قتل حرية الرأي والمعتقد اللتين ينص عليهما الدستور العراقي، ولكن ابن المليشيات الإيرانية تاخذه العزة بالإثم فيعمم أفكاره على كل العراقيين زيفا وبهتانا.
ان عقيدة الحاكمين في بغداد تحمل أسباب زوالهم القريب، لانها عقيدة ترتكز على التهميش والتهشيم ومنطق الثأر، ورغم معرفتنا بأزمة سعدي يوسف الصحية الا انني واثق تماما بان هذا المحارب السومري المؤثل والذي اضطر الى ان يحمل جنسية بريطانيا العظمى لن يطاطيء راسه محنيا لصدقة يقدمها مرابو بغداد، سعدي يوسف شتم الاحتلال بشطريه، الغربي والإيراني، وشتم تجار الدين متعددي ألوان العمائم، وشتم لاحسي مداساتهم، وشتم ذيول المحتلين وشتم اللصوص والغرباء والذباحين والمرتشين والمتاجرين بفروج بناتهم واخواتهم وامهاتهم. وشتم الصنم الإيراني المركون في حي من احياء مقبرة النجف، وانه لمن الحيف والاجحاف والاستهانة بقيم الانسان وتاريخه وحضاراته ان يحكم العراق من النجف المقبرة، وليس من النجف عاصمة الامام علي عليه السلام.
واغلب الظن ان زوجة سعدي او حبيبته العراقية هي التي اعتقدت بانها تستطيع ان تساعده في شيء ما لو كتبت للحكومة العراقية مناشدة إياها في طلب المساعدة.
ولكيلا تتلوث دماء سعدي يوسف وصفحات تاريخه الطاهرة بالسحت الحرام المداف بدم الشهداء الأبرياء من أبناء العراق، ندعو عائلة سعدي يوسف لفتح حساب دولي للتبرع مباشرة من اجل كسب كلمة اخرى من كلمات سعدي التي يبتدئ منها نسغ المستقبل العراقي الخالي من العبودية والظلامية والتبعية والصنمية التي يراد لها ان تشيع في ارض النبوات. ففي البدء كانت الكلمة، ومن له اذنان فليسمعْ.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوكب الاخطر
- فتوى الثور المعمم
- ووترغيت سعودية
- انها جثة ال سعود
- خادم الحرمين القادم مجرم
- الاموات يصوتون في الانتخابات المكسيكية
- الفخ الصدري
- انتخابات ام انتكاسات عراقية
- فرية الاصلاح السعودي
- الجلدة النتنة وحدت اليهود والمسلمين
- الجثة الخليجية
- عن القدس وما يزعمون !
- لا تزعجوا اولاد الله !!
- رفقا يا طويل العمر
- الثقافة السعادية
- قدس سره الشريف
- النفاق الاسلامي
- بابا نوريئيل
- لا تصدقوا اصحاب اللحى
- التحليق تحت سماء واطئة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حاتم عبد الواحد - عن الثرى والثريا