أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - محمد رضا عباس - لماذا تعاني الدول المصدرة للمواد الاولية عدم الاستقرار الاقتصادي؟














المزيد.....

لماذا تعاني الدول المصدرة للمواد الاولية عدم الاستقرار الاقتصادي؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6879 - 2021 / 4 / 25 - 20:49
المحور: الصناعة والزراعة
    


كان الاعتقاد السائد عند الاقتصاديين ان الدول المصدرة للمواد الأولية غير النفطية هي وحدها من تعاني من عدم الاستقرار الاقتصادي , اما الدول المصدرة للنفط فلا , لان سوق النفط لم يعاني من تذبذبات كثيرة مثل سوق المواد الأولية , وثانيا ان الدول المصدرة للنفط أصبح لها خزين كافي من الثروة تستطيع بها تعويض أي تراجع في أسعار النفط او كمية الطلب عليه.
لقد كان هذا الاعتقاد غير موفق , حيث اثبتت التجارب العالمية ان الدول النفطية هي الأخرى أصبحت تعاني من عدم الاستقرار الاقتصادي وخير دليل على ذلك , هو العراق ذو التاريخ الطويل في تصدير نفطه والذي يمتد الى أكثر من سبعين عاما , ومع هذا ما زال يعتمد على إيراداته بنسبة 90%. العراق لم يستطع من تنويع اقتصاده وبقي يعتمد على تصدير بضاعته الوحيدة , النفط. وعند بداية حرب الأسعار بين روسيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية في ربيع عام 2020 وانتشار وباء كورونا حول العالم , تدهور أسعار البرميل الواحد من النفط الخام حتى وصل الى حد 20 دولار للبرميل الواحد , وهو سعر لا يغطي كلفة انتاجه في بعض الدول المصدرة. التجارب التاريخية اثبتت ان الطلب على النفط غير مرن في الأمد القصير , ولكنه يصبح مرنا جدا في الأمد الطويل. وهكذا فان احتكار سوق النفط من قبل منظمة أوبك حفز دول كثيرة للبحث عن بديل لهذه المادة فأصبحت هناك الطاقة الشمسية والهوائية والمائية واخيرا النفط الصخري وإنتاج السيارات الكهربائية.
صادرات المنتجات الزراعية مثل القهوة والكاكاو والشاي هي الأخرى تعاني من عدم استقرار الطلب العالمي عليها , وبذلك فان الدول المنتجة لهذه السلع تعاني من عدم الاستقرار الاقتصادي المستمر منه. على سبيل المثال ارتفاع الطلب على القهوة لا يصاحبه زيادة في الإنتاج في الأمد القصير , بسبب ان شجرة القهوة تحتاج من سنتين الى ثلاث قبل ان تصبح شجرة مثمرة. وعليه فان ليس باستطاعة المزارع من زيادة انتاجه من اجل الاستفادة من ارتفاع الأسعار. بل حتى في مواسم الوفرة لهذا المحصول , فان المزارع سوف لا يستفاد كثيرا من الإنتاج , لان الطلب على القهوة هو طلب غير مرن وان تخفيض أسعارها من اجل التخلص منها سوف لن ينفع, وبذلك تنقلب الوفرة في الإنتاج الى خسارة المزارعين. كما وان انخفاض الطلب على هذه السلع يؤدي الى انخفاض أسعارها في السوق لان المنتجين لهذه السلعة سيقبلون اي سعر بدلا من اتلافها. وهكذا, إذا كانت مرونة الطلب على النفط غير مرن في الأمد القصير ومرن في الأمد البعيد , فان عرض المنتجات الزراعية القابلة للتصدير غير مرن في الأمد القصير والبعيد , وبذلك تعاني الدول المنتجة لها تذبذبات اقتصادية مستمرة. على سبيل المثال , سوء الأحوال الجوية , الفيضانات , الجفاف , الحرائق , والامراض والآفات الزراعية تؤدي الى تقليص الإنتاج السنوي والتصدير وبالتالي انخفاض الدخل الوطني وزيادة العاطلين عن العمل. في مثل هذه الحالة لا يستطع الفلاح التعويض عن خسارة انتاجه , والاقتصاد الوطني يسير نحو التراجع. عرض القهوة غير مرن في الأمد القصير , وقريب من الشكل العمودي على الخط البياني , ليس خط العرض العادي والذي يتجه نحو الشرق. وفي حالة انخفاض سعر القهوة بسبب تغيير في ذوق شاربيها سوف يؤدي الى انخفاض الدخل المتأتي من بيعها. فلو ان مجموع العروض من القهوة العربية (Arabica) هو 1000,000 طن ,وان سعرها قد انخفض من 3,600 الى 3,000 دولار للطن الواحد, فان مجموع خسارة البلدان المصدرة لهذه السلعة سيكون هو 600 مليون دولار , وهو مبلغ كبير لدولة فقيرة مثل اثيوبيا وكولومبيا واليمن.
هذا وبسبب عدم استطاعة المزارع بزيادة انتاجه في فترة قصيرة , فان زيادة الطلب على انتاجه سوف يرفع أسعارها ويزيد دخل الفلاح , ولكن هذه الزيادة سوف لن تستمر طويلا , لان إضافة مساحات جديدة لزيادة إنتاج القهوة يؤدي الى انخفاض اسعارها وانخفاض الدخل منها. حظ العراق أحسن من حظ الدول المصدرة للمنتوجات الزراعية , لان العراق يستطع زيادة انتاج نفطه في ظرف ساعات في حالة زيادة الطلب عليه وارتفاع اسعاره, بعكس اثيوبيا مثلا التي لا تستطع زيادة انتاج القهوة الا بعد سنوات الى حين تعطي الأشجار ثمارها. الا ان المشكلة الاقتصادية للدول المنتجة للنفط , كما كشفتها حرب الأسعار بين الملكة السعودية وروسيا الاتحادية هي قدرة كبار المنتجين التحكم بحجم صادرات المنتجين الصغار مثل إيران والعراق وبقية الدول المصدرة للنفط. هذه الحادثة كشفت ان اقتصاديات الدول المصدرة للمواد الأولية النفطية والغير نفطية ما زالت معرضة الى الهزات السوقية. وان الطريق الاسلم لبناء اقتصاد مستقر هو التنوع في الإنتاج وعدم الاعتماد على سلعة او سلعتين. وبالنسبة الى الدول النفطية , وان كان الطلب على النفط غير مرن في الأمد القصير , الا انه ينقلب الى طلب مرن في الأمد الطويل. بمعنى , إذا كانت بعض الدول لا تستطيع الاستغناء عن استيرادات النفط في الأمد القصير , فأنها تستطيع في الأمد الطويل التحول الى مصادر أخرى للطاقة او اكتشاف طرق أخرى حديثة لإنتاج النفط , كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية والتي بفضل استخدام التكنلوجيا الجديدة انقلب هذا البلد من مستورد للطاقة الى مصدرا لها. فاعتبروا يا الو الالباب.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ماذا يعاني الاقتصاد التركي ؟
- التراث العربي و اخبار انقلاب الاردن
- الحالة الاقتصادية لدول الشرق الاوسط النفطية في ظل وباء كورون ...
- صناعة الفقر
- ضرورة تشر الثقافة القانونية في العراق
- الاتهامات و تزوير الحقائق في خدمة النظم الديكتاتورية
- المعاهد المهنية في خدمة التنمية الاقتصاد
- مبادرة - المشرق الجديد - ..أداة انفراج او خراب للشرق الاوسط؟
- كيف يفسر قانون العرض والطلب الرواتب المليونية لبعض مدراء الش ...
- تاثير السياسة النقدية على الاقتصاد العراقي
- نحو استثمار امثل للفائض المالي المتوقع للعراق
- مع مبادرة - الشرق الاوسط الاخضر- للامير محمد بن سلمان
- V او ب ؟ ربما K!
- تاثيرات الفائض المالي السالبة على الاقتصاد الوطني
- الشاب الذي سخر من معاهد التنبؤ الامريكية
- هل ان الموازنة بين الايرادات والمصاريف الحكومية امرا ضروريا؟
- ما هو اقتصاد الظل ؟
- الله و كورونا
- الاثار الاقتصادية للعجز المالي المستمر
- نبذة تاريخية عن مقاومة ابناء الكاظمية ضد انقلاب 8 شباط 1963


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - محمد رضا عباس - لماذا تعاني الدول المصدرة للمواد الاولية عدم الاستقرار الاقتصادي؟