أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ليالي رمضان في فاس الجديد قبل كورونا.














المزيد.....

ليالي رمضان في فاس الجديد قبل كورونا.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6879 - 2021 / 4 / 25 - 17:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليالي رمضان في فاس الجديد قبل كورونا..
رغم أن الله حعل الليل للراحة والاسترخاء، وليس للمعاش،مصداقا لقوله سبحانه: "وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا" النبأ فإن الليل يبقى جميلاً ورائعاً ومؤنساً وأخاذاً عند الشعراء والعشاق، وسائر الناس، سواء الذين يقتلونه في النوم والأحلام الجميلة التي تتوالد أثناء تمدد الجسم واسترخائه خلال لحظاته ، أو الذين يحونه بالسهر والتسامر أو الذكر، ويطبقون قول الشاعر: "يا ليل طل أو لا تطل لابد لي أن أسهرك"، واللذان هما في ذلك سيان حسب مقولة الخيام ، والتي غنَّتها أم كلثوم:" فما أطال النوم عمراً ولا قصَّر في الأعمار طول السهر"، المخالفة للعلم الذي يؤكد أن النوم يطيل العمر والسهر يُقصره ، أنه كثيرا ما يكون السهر الليالي موحشا مؤلما مع المرض والعلة، كما صور ذلك الشاعر حال معاناة المحموم مع الحمى التي لا تنشط إلا ليلا:
"وزائرتي كأن بها حياء فليس تزوز إلا في الظلام".
لكنها التقاليد والعادات ، والمغاربة أكثر الناس حفاظا وتمسكا بهما ، ويظهر ذلك جليا خلال شهر رمضان ، وخاصة في لياليه المؤنسة والرائعة والتي ٍتتعدد خلالها طقوس وسلوكيات السهر، وتختلف فيه التقاليد والأعراف عن ليالي الشهور الأخرى، وتنصهر جميعها لتفرز نكهة خاصة تميز المغرب عن غيره من بقية البلدان العربية والإسلامية، وتمنحه فرادة وخصوصية تؤشر على عراقته وتجذره الحضاري والتاريخي في كل مجالات حياة الناس ومعيشهم، فهذه أماكن العبادة التي تصبح لها خلال هذه الليالي مكانة خاصة ، حيث تزداد فضاءاتها جمالاً وقداسة لاستقبال شهر الغفران بما يليق به من تبجيل وتعظيم. وتلك الأسواق والشوارع تختنق بالسلع المتنوعة وتضيق بالمارة والمتسوقين، وهذه البيوت والمنتديات يتسارع أصحابها إلى الاجتماع والالتقاء وتبادل الزيارات للسمر والترفيه وتبادل أطراف الحديث ،والتي تبتدئ حين تزوال كل آثار ضياء الشمس و تنمحي من الكون ويعم الليل البهيم بظلامه الدامس، الذي تلطف من غلوائه أعمدة الإنارة المزروعة في كل الشوارع والميادين و الدروب، وتبدد عتمته المنتشرة في الشوارع التي يهزم سكونها العدد الغفير من الناس والسيارات التي تجوب المدينة في أجواء ليلية ٍمنشرحة عامرة بالحركة، مكتظة بنشاطات اعتاد النهار الإنفراد بها والتي لم يدرك، أو لم يتمكن المرء من إنجازها خلال نهارات رمضان، إلا مع إطلالة ليل جميل ومثير من لياليه الفضيلة التي تتحول عند المغاربة إلى نهارات تتسع لكل ما هو أثير وجميل وأنيس مما يحبه الإنسان ويهواه ويلهو به عن كل ما يشعره بالضيق والانزعاج وعدم الراحة.
حقا إن ليالي الرمضانية، لليال مؤنسة وساحرة يعجز المرء عن مقاومة إغواء سهرها. فبعد أداء صلاة العشاء و التراويح تمتلئ الحياة الليلية بالحركة والنشاط. فالناس يتسامرون لإشباع النفس بما حال العمل دون تحقيقه في النهار، أو شغلهم عنه الصوم وأبعدتهم عنه مشاغل التنسك والتعبد.
فيهربون إلى المقاهي ـ المتنافسة في استقطاب الزبناء بعرض الجرائد والمجلات التي يلتهمها المتعلمين، وفي إقامة الحفلات التي يقضى شطر من الليل الجميل في التمتع بها، على الكراسي الوثيرة المؤثثة لطيراسات وشوارع وأزقة المدينة، بعيداً عن الهم والروتين وما اعتاد عليه الكثير من الصائمين الذين لا يفضلون فنجان القهوة بعد الإفطار وصلاة التراويح إلا بتلك المقاهي العموميةٍ المنتشرة في كل المدينة حيث الهواء النقي العليل المنعش ، والشوارع في كامل زينتها بما يلهم الشعراء وأهل الطرب والعشاق، الذين يستمتعون بنكهة القهوة المعتقة اللذيذ مذاقها المحرضة على الثرثرة والانتباه واليقظة. وسواء كانت ثرثرة حول السياسة أو الدين أو الرياضة. فإني أفضل احتساء فنجان قهوتي الليلية في مقهى الناعورة بفاس الجديد حيث عبق التاريخ ومتعة الحديث إلى الأصدقاء الحومة القدامى المطرب لاسيما إذا كان موضوع الثرثرة كرويا بامتياز، الذي يضفي على فنجان القهوة طعما مميزا لا يوجد في مقهى آخر، وخاصة إذا كان موضوع النقاش يخص الــ"واف"waf فريق الحي الأول؛ فإن الإثارة تبلغ مداها بين رافض لهذا اللاعب ومؤيد لغيره وباحث عن زلة غيرهما، ومتربص بعثرات المدرب أو المسير، وبين مادح ومشيد بما كان ويكون وما سوف يكون، أويجب أن يكون. هذا ديدن شباب هذا الحي الشعبي وحتى شيوخه كلما طرح موضوع الواف، فريق الحي ، والأطرف في ذلك هو حين يطرح دور المجلس الجماعي للحي في الشأن الرياضي واهتماماتهم بمساره، فتتفاقم التهم وتقوم القيامة ضد مستشاريه الذين يعتبر –ظلما- اغلبهم أميين و جهلة، فيتبدعون المستملحات والنكت، للانتقاص من قيمتهم، وأدوارهم في الثقافة والرياضة بالحي لاسيما لعبة كرة القدم المعشوق الأول لغالبية الساكنة، وهكذا ومن غير مقدمات تجدهم يتحسرون على زمن الرئيس الفلاني والمستشار العلاني وما تحقق في زمانه للفريق من إنجازات، مبخسين حتى الأصوات التي حصل عليها غيرهم خلال الاستحقاقات التي يعتبرونها ملتبسة، رغم أن حقيقة الأمر هي عكس ذلك.
ومهما بلغت درجة جدل سمار الحي، واشتدت حرارته، فإنها لا تتجاوز حدود اللباقة المعهودة فيهم، ما يضفي على سهراتهم الرمضانية عذوبة وحميمية بأبهى وأروع صورها.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان وحرفه الموسمية في ظل كورونا!
- مابه رمضاننا هذه السنة صامت خامد !؟
- نوستاجيا رمضان.
- أمة تجيد العبادة ولا تجيد العمل.
- إذا اردت ان تُطاع فسل ما يستطاع.
- تعنيف المعلمين يفتح أبواب التساؤلات الصعبة والملحة!
- منشورات -طنجة- دليل على إفلاس الفكر الإرهابي.
- ماذا لو كان شهر رمضان إجازة فعلية مدفوعة الأجر؟
- رب ضارة نافعة !
- عبثية حربٍ ضروسٍ على رُفات امرأة !
- صمت المرأة على الشماتة أكثر وقعا من الشماتة وأشد إيلاما منها ...
- لا تحيق الشماتة إلا بأصحابها !
- رفض تقنين القنب الهندي لا صلة له بالدليل العلمي .
- في تكريم لاعب كبير في حياته وكبير في مماته.
- ريادة المغرب في عملية التلقيح.
- انتفاضة نيام الأمة ، عفوا، نوابها !
- الكمامة Le baillonوخطورتها على البيئة.
- الأمزيغي رائد في تقديره للمرأة .
- اعادة التدوير ، توفير وليس تقتيرا !
- إظهار المحبة أبقى للمودة والألفة.


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ليالي رمضان في فاس الجديد قبل كورونا.