وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 6878 - 2021 / 4 / 24 - 17:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قوى تشرين
بين المشاركة والمقاطعة
في البداية , لابد لي من القول أن انتفاضة تشرين كانت تعبيراً حياً عن سخط شعبي واسع على فشل الطبقة السياسية , بكل مسمياتها وإن بدرجات متفاوتة , التي تصدرت المشهد العراقي منذ العام 2003 وإلى حد كتابة هذه السطور , وعلى الرغم من كل المحاولات البائسة للعديد من القوى النافذة شيطنتها من خلال اتهامها بالبعثية تارة وبالجوكيرية تارة أخرى وبالتخريبية تارة ثالثة مستغلين بعض أعمال الشغب التي قامت بها مجموعات مندسة كان على أجهزة الدولة كشف من قام بأعمال الشغب ومن ثم القاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة .
ما لفت نظري , هو احجام الناشطات والناشطين عن القيام بتنسيق مواقفهم لتشكيل تيار سياسي يعبر عن الحد الأدنى لمطالبهم كي يسعى إلى تحقيقها , رغم أني أتفهم أسباب هذا الاحجام وأهمها الموقف الجماهيري السلبي من التحزب بسبب ممارسات الأحزاب السياسية منذ 1968 وإلى الآن , بالإضافة إلى أن الحراك الجماهيري يعبر عن رؤى وتطلعات طيف واسع طبقياً واجتماعياً .
ولابد لي هنا أن أحيي مبادرة بعض قوى الانتفاضة في عقد مؤتمرها التنسيقي كي تكون نواة تيار مدني واسع يسعى إلى تعديل المسار باتجاه بناء الدولة المدنية الساعية لتحقيق العدالة الاجتماعية .
ويبقى قرار المشاركة في الانتخابات القادمة من عدمه , فمن قائل أن المشاركة في الانتخابات في ظل السلاح المنفلت والمال السياسي غير المسلط عليه يعني اعطاء الشرعية للقوى النافذة بتدوير نفسها , فيما يرى البعض الآخر أن المشاركة في الانتخابات سيكشف زيف الانتخابات وبالتالي سيمنح الجماهير الحق بالانتفاض لغرض تغيير النهج التي سارت عليه العملية السياسية منذ تشكلها وحتى هذه اللحظة .
المجد والخلود لشهداء انتفاضة تشرين
الحرية للمعتقلين والمغيبين
الشفاء العاجل للجرحى
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟