|
الإنتخابات الفلسطينية في ميزان السياسة
محمد إبراهيم حجازي
الحوار المتمدن-العدد: 6877 - 2021 / 4 / 23 - 17:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الانتخابات الفلسطينية في ميزان السياسة
كتب محمد حجازي بدون أدنى شك أن بيان القاهرة الصادر عن اجتماع الفصائل الفلسطينية ترك جدلا واسعا لدى الفلسطينيين ، أن يكتفي بيان الفصائل لمناقشة ملف الانتخابات التشريعية هذا وحده مشكلة كبيرة ، خاصة أن هناك عشرات الملفات الشائكة التي خلفها الانقسام الفلسطيني أهمها البرنامج السياسي التوافقي و مستقبل قطاع غزة . إن إجراء الانتخابات مسألة غاية في الاهمية خاصة في الحالة الفلسطينية، ولكن على قاعدة وحدة المؤسسات الوطنية، و وحدة الشعب، من خلال إنهاء الانقسام الأمر الذي لم يحدث ، و أكثر من ذلك الانقسام الفلسطيني منذ 14 حزيران 2007 ولد واقعا مريرا على البنية السياسية الفلسطينية وتمثيلها السياسي وحياة الناس ، قطاع غزة الذي عاش ظروفا قاسية ، حيث الفقر و البطالة التي وصلت إلى 54 بالمئة حسب هيئة الاحصاء الفلسطينية ، يوجد 240 ألف عاطل عن العمل من فئة الشباب معظمهم من حملة الشهادات العليا و المعاهد المتوسطة ، هذا الرقم كبير جدا في منطقة عدد سكانها يزيد قليلا عن 2 مليون نسمة أي ربع السكان ، يكفي قراءة هذه الفئة لنخرج باستنتاجات عن حجم المتغيرات الاجتماعية و الاقتصادية التي حدثت طيلة فترة الانقسام , حاولت الحركة التقليل من حدة الفقر من خلال اعتماد توزيع المئة دولار القطرية وتوزيع السلات الغذائية ، ولكن هذه الطريقة و إن خففت على الناس ولكنها لا تحل مشكلات الفقر، و أكثر من ذلك ولدت مجتمعا يعتاش على المساعدات " سلات غذائية " وغيرها ، هذا الشكل قد يضفي متغيرات مشوهة تنعكس على بنية المجتمع و التي هي بالأصل ضعيفة. الفلسطينيون في قطاع غزة يحتاجون إلى أكثر من الانتخابات يحتاجون إنهاء الانقسام و إتمام المصالحة و أن يكون قطاع غزة جزءا من السلطة الفلسطينية وجزءا كاملا من الموازنة العامة للسلطة ، و إلى تنمية اقتصادية اجتماعية مستدامة ، لذك يوجد خشية لدى الكثير من الفلسطينيين أن يكون التوافق على الانتخابات فقط بدون حل وفكفكة عقد سنوات الانقسام السياسية و الاقتصادية و الادارية، ما هو إلا وصفة أخرى للفشل، لأن انتخابات عان 2006 أجريت بدون تهيئة الحالة الفلسطينية ، لم تجري حوارات جدية تقود إلى برنامج سياسي موحد يشكل حدا أدنى للجميع ، ولم تضفي إلى التفاهم و القبول الجدي بمبدأ الشراكة السياسية و مبدأ التداول السلمي للسلطات ، دخلنا الانتخابات ونحن مختلفون على كل شيء و بالتالي حدث ما حدث ، يبدو أننا نعيد الكره مرة ثانية بدون الاستفادة من سنوات الضياع و التشتت . التوافق بين حركتي فتح وحماس أعطى كل طرف ما يريد , حماس أخذت قطاع غزة بدون أن تدفع شيء من جيبها بالرغم من قبولها بمبدأ التمثيل النسبي الكامل ، مع بقاء هيمنتها وسيطرتها على المال و على السلاح وفق رؤيتها وسعيها للوصول إلى تهدئة طويلة الاجل مع العدو الاسرائيلي ، رغم اهتزاز هذه الفكرة إلا أنها مازالت تراهن عليها ، وكان هناك مزيد من التطمينات من قيادة حركة فتح للدخول معها في قائمة مشتركة ، التوافق على قائمة مشتركة كشف عنه الاخ د ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عبر تقنية " زووم " في إحدى الورش حيث قال أن هذه الفكرة لقيت معارضة قوية داخل الحركة ، القائمة المشتركة بين فتح و حماس أن حدثت، فهي مصيبة لأنها غير ديمقراطية وتضفي إلى نظام برأسين وفق مبدأ التقاسم الاداري و الوظيفي، إلى جانب أن القائمة ستحبط الفلسطينيين لأنها ستضفي الى انتخابات بالتزكية تعيدنا الى نقطة الصفر ، حركة فتح تدرك جيدا أن صورة الفلسطينيين أصبحت باهتة جدا و أن القضية الفلسطينية لم تعد ملفا ملحا على الاجندة الدولية ، العالم لم يعد يحترم الفلسطينيين للصورة الباهتة التي قدموها في صراعهم الداخلي، و بالتالي رأت قيادة السلطة أنه لابد من تجهيز الحالة الفلسطينية ، من خلال ترتيب انتخابات توافقية مع حماس معلومة النتائج و بالشكل أمام العالم ، و على حساب الوضع الداخلي ، خاصة ان قطار التطبيع سار سريعا و أن إدارة ترامب سقطت و أتى الرئيس بايدن وبالتالي علينا تقديم أوراق اعتمادنا ضمن شرعية الانتخابات وحتى لو كانت عرجاء . ولكن يختلف حصاد الحقل عن حصاد البيدرالذي لن يعطي للقيادة الفلسطينية ما تريد ، صدر تصريح لوزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن يقول بشأن المسألة الفلسطينية حل القضة الفلسطينية بعيد المنال , واضح أن إدارة الرئيس بايدن لن تعطي أولوية لحل القضية الفلسطينية ، الملف الايراني له الاولوية من خلال إعادة الاتفاق النووي الذي وقعت عليه إدارة الرئيس أوباما مع بعض التحسينات ، العرب الذين سعوا لإنشاء تحالف سني اسرائيلي ضد إيران و التمدد الشيعي بات يفقد بريقه و اهميته، أي أن العرب الخليجيين باستثناء الكويت دفعوا من جيوبهم بدون مقابل تطبيع مجاني مئة بالمئة , لذلك لن تتفرغ إدارة الرئيس بايدن للقضية الفلسطينية ممكن أن تقدم بعض المساعدات وتعيد جزء من دعم الاونروا ، تجهيز الحالة الفلسطينية لمفاوضات مع إسرائيل وهم ذلك لان التركيبة الحالية في الدولة العبرية التي تنحاز باتجاه اليمين و اليمين المتطرف حيث الصراع بينهما في انتخابات الكنيست القادمة ، يوجد اعتقاد لدى البعض من الكتاب ان هذه الانتخابات تأتي لتجهيز الحالة الفلسطينية للمفاوضات مع الاحتلال ولكن أي مفاوضات في ظل المتغيرات التي حدثت سواء في الاقليم أو لدى العرب ولن تكون إلا مفاوضات استنساخ للتجربة الماضية و لكن بصورة أشد بشاعة . الضغوط التي مورست على حركتي فتح وحماس بشأن إجراء الانتخابات كانت تهدف إلى تجهيز الفلسطينيين للوصول الى مفاوضات مع اسرائيل ، ذلك بهدف إلى إدخال الفلسطينيين إلى مفاوضات مع اسرائيل حتى ولو النتائج غير مضمونه لصالح التحالف السني مع اسرائيل لمواجهة ايران وتمددها في المنطقة ومنها فلسطين باحتواء فصائل المقاومة في فلسطين ، ولكن كما أسلفنا حسابات العرب أتت مثل حسابات البيدر ، إعادة الاتفاق النووي مع إيران مع بعض التحسينات جعل العرب خارج الحسابات الاقليمية . تبقى الأسئلة مطروحة بقوة عن الانتخابات الفلسطينية القادمة هل سيقبل الطرفان بنتائج الانتخابات وهل ستقبل دول الاتحاد الاوروبي حكومة وحدة وطنية تضم حركة حماس وهي متهمة " بالإرهاب " وهل هناك اشتراطات جديدة على شاكلة اشتراطات الرباعية الدولية سيئة الذكر، وهل ستستكمل الحالة الفلسطينية تجديد وعقد مجلس وطني جديد يضم الجميع ، و هل سيتم التوافق على برنامج وطني موحد يشكل أرضية نضالية جديدة ،وهل سنصل الى نظام تشاركي سياسي بامتياز ، كل هذه الأسالة تبقى برسم الاجابة رغم أن المقدمات لا تبشر بالخير .
#محمد_إبراهيم_حجازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قطاع غزة بين خياري الإدارة الذاتية و فوضى المليشيات المسلحة
-
الكارثة في غزة تلقي بثقلها على الجميع
-
غزة في منظور المستقبل
-
أسئلة حرجة في القدرة على تطبيق إتفاق المصالحة
-
السلطة و الدولة لدى الإسلاميين ... تجارب و إتجاهات
-
لماذا فشل الفلسطينيون في إنهاء الإنقسام
-
نقاش في الحالة الفلسطينية
-
مخيم اليرموك ... وجع الذاكرة و المكان
-
حماس و المراجعات السياسية قراءه يسارية
المزيد.....
-
هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي
...
-
هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
-
ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
-
محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح
...
-
إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
-
سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
-
الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
-
تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف
...
-
هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
-
نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|