أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصعب قاسم عزاوي - تحولات الرأسمالية بين آدم سميث واقتصاد السوق المتوحش














المزيد.....

تحولات الرأسمالية بين آدم سميث واقتصاد السوق المتوحش


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6877 - 2021 / 4 / 23 - 17:32
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: كيف تنظر إلى خطاب مدراء الشركات الذي يقدمون أنفسهم بأنهم المتفانون في اجتهادهم لتحسين مستوى حياة البشر وتيسير الاستحصال على كل أنواع المنافع والتسهيلات ورغد الحياة وتقديمها لأولئك البشر بأقل التكاليف، بينما هم نفسهم يقودون كوكب الأرض عبر ممارسات شركاتهم إلى حافة الهاوية والكارثة البيئية التي لا عودة منها؟

مصعب قاسم عزاوي: من الناحية المبدئية فإن كل خطاب يصدر عن مؤسسة قائمة ومبنية على أساس أن ضالتها الحصرية تعظيم حصتها في اقتصاد السوق الوحشي عبر آليات السعي وراء الربح السريع بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى لأي أضرار جانبية يمكن أن تنتج عن الممارسات التي سوف تفضي إلى تدفق ذلك النمط من الربح السريع، هو في جوهره أداة للدعاية السوداء «البروباغندا» لأجل تعزيز قدرات تلك المؤسسة التنافسية في اقتصاد السوق البربري، وإيهام المستهلك بأي وهم يمكن أن يؤدي إلى زيادة تصريف نتاج تلك الشركة، و تسريع عملية إدراك ذاك الربح السريع المنشود؛ وهو ما يعني ضرورة إخضاع أي خطاب صادر عن أي شركة منخرطة في اقتصاد السوق الوحشي إلى غربال معرفي دقيق يتفحص الأهداف الكامنة ما بين السطور لأي خطاب صادر عنها قبل التفكر في التفاعل معه سلباً أو إيجاباً.
ومن ناحية أخرى فإن مدراء الشركات بشر يخضعون إلى قانونية نفسية تتقارب في آلياتها الداخلية ونتائجها مع تلك التي أشرت إليها سالفاً في كيفية صناعة عقل الجلادين، وأعني هنا بالخصوص آليتي «العقلنة السلبية والاستبطان المعرفي» لأطروحات تلفيقية لغرض التبرير العقلي لسلوك يدرك و يوقن صاحبه بخطئه وخطله أخلاقياً، ولكن تطابقه مع المصالح الشخصية الآنية الضيقة التي يسعى إليها ذلك الفرد تدفعه للقفز فوق كل مبادئ التعقل و الرشاد للاتكاء على تلك الآليات السلبية النكوصية لأجل تبرير سلوكه وتعزيزه و دفعه ليتقولب بعد حين على شكل منظومة متكاملة يقينية تكاد تَنْظُمُ كل حركات وسكنات صاحبه.
وهناك جانب آخر يتعلق بالتعضي المتعملق والسرطاني للشركات في نسق الاقتصاد الرأسمالي الليبرالي المتوحش، بشكل لم يتوقعه آدم سميث المفكر المؤسس والذي يتكئ عليه كل المنافحون عن الرأسمالية في الغرب، إذ أن سميث كان يكتب في وقت كانت فيه الرأسمالية مدارة من قبل أفراد وشخوص من لحم ودم هم الرأسماليون، و هم الذين كان يظن سميث نفسه بأنهم لا بد أن يكونوا مصدراً لطوفان من العقابيل الكارثية لأنشطتهم الرأسمالية على مجتمعاتهم عبر سعيهم لنقل أنشطتهم الاقتصادية إلى مجتمعات أخرى تنخفض فيها تكاليف الإنتاج لتعظيم أرباحهم، لولا الميل الفطري الغريزي لدى الرأسماليين لكونهم بشر ذي مشاعر وغرائز فطرية للبقاء والاستثمار في مجتمعاتهم التي لا يرغبون بهجرانها والابتعاد عنها، و هو ما سوف يبقيها على قيد الحياة في شبكة الرأسمالية التقليدية كما تصورها منظروها الأوائل.
أما في حالة الشركات الأخطبوطية العابرة للقارات، فإن التعضي الأفعواني لتلك المؤسسات ألغى كل عنصر بشري إنساني من معادلة توجيه دفة الاستثمار والإنتاج في أي من تلك الشركات، وتركه محصوراً بمقياس شبه أوحد هو مستوى الأرباح الذي حققته أي من تلك الشركات خلال الفترة المنصرمة، وتوقعات تزايد معدلات أرباحها خلال الفترة القصيرة القادمة في ظل قيادة مدراء متخصصين وظيفتهم الوحيدة تحقيق أعلى مستوى من الربحية في أقصر الآجال، وإلا تم استبدالهم بمدراء آخرين قادرين على القيام بتلك المهمة بكفاءة أكثر وفق قوانين اقتصاد السوق الرأسمالي المتوحش، ودون أي اعتبار لأي خسائر جانبية قد تحدث في سياق تحقيق تلك الأرباح، سواء على المستوى المجتمعي أو البيئي أو حتى حيوات العمال المشتغلين في تلك الشركات، بغض النظر عن رتبتهم في سلم التدرج الوظيفي، حيث أن تلك جميعها معطيات لا قيمة لها في صيرورة تخليق الأرقام التي تعبر عن قيمة ومستوى الربح السريع الذي تم تحقيقه، ويراد الحفاظ على ديمومته بأي شكل كان و فق قوانين الرأسمالية الوحشية المنفلتة من كل عقال كما هو حالها البائس في عصرنا الراهن.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب وأعراض الورم النخاعي (النقوي) المتعدد
- صيرورة التكوين العقلي لشخصية الجلاد
- صحة الإنسان في عصر علوم الجينوم (طب المورثات)
- أس التعايش الوجودي بين عنف الإسلام السياسي والفئات المهيمنة ...
- أسباب وأعراض سرطانات التجويف الفموي
- ما هو نموذج الطب التكاملي الشخصي؟
- بهلوانيات تورية الخطاب السياسي العالمي
- في رثاء الراحلة نوال السعداوي
- أسباب وأعراض سرطان الدم النخاعي المزمن
- إصلاح الاستبداد من الداخل
- الفيتامينات والمكملات الغذائية
- أسباب وأعراض سرطان الدم الليمفاوي المزمن
- تصحر الثقافة السياسية
- الإكسير السري للصحة والعافية والعمر المديد
- أسباب وأعراض سرطان الثدي عند الرجال
- دفاعاً عن نهج الاستنارة والتنوير
- العلاقة بين البيئة وصحة الإنسان من منظور الطب الشمولي
- الموات النخري للصحافة والإعلام العربيين: عود على بدء
- العلاقة المتبادلة بين البيئة وصحة الإنسان
- أسباب وأعراض سرطان الرئة


المزيد.....




- السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت ...
- وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا ...
- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
- السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب ...
- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصعب قاسم عزاوي - تحولات الرأسمالية بين آدم سميث واقتصاد السوق المتوحش