سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 10:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دخلوا قانا على أجسادنا
يرفعون العلم النازى فى أرض الجنوب
ويعيدون فصول المحرقة
وجه قانا..
شاحب كما وجه يسوع
وهواء البحر فى نيسان
أمطار ودماء .. ودموع
***
دخلوا قانا
كافواج ذئاب جائعة..
يشعلون النار فى بيت المسيح
ويدوسون على ثوب الحسين
وعلى أرض الجنوب الغالية..
***
ما الذى تخشاه اسرائيل من ابن المقفع
وجرير .. والفرزدق؟
ومن الخنساء تلقى شعرها عند باب المقبرة
ما الذى تخشاه من حرق الاطارات..؟
وتوقيع البيانات؟ وتحطيم المتاجر
وهى تدرى أننا لم نكن يوما ملوك الحرب
بل كنا ملوك الثرثرة
***
كيف اسرائيل لا تذبحنا
كيف لا تلغى هشاما وزيادا، والرشيدا؟
وبنو تغلب مشغولون فى نسوانهم.
وبنو مازن مشغولون فى غلمانهم..
وبنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..
ويبيحون شفاها ونهودا؟!
***
ما الذى تخشاه إسرائيل من بعض العرب
بعدما صاروا يهودا؟
***
هذا ما كتبه الشاعر العبقرى نزار قبانى عقب مذبحة قانا الأولى التى ارتكبتها إسرائيل عام 1996، أى منذ عشر سنوات لم يتغير خلالها شىء لدى النظام العربى الرسمى.. إلا إلى الأسوأ.
فالى متى سنظل نجلد أنفسنا ونلطم خدودنا ونبكى على الاطلال؟
و ألا يعطى صمود وبطولة المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله
بارقة أمل .. أم أنها كربلاء جديدة؟!
.... أغلب الظن أن قانا الثانية ستكون لعنة على الجميع.. ستكون لعنة على الإسرائيليين الذين اقترفوا الجريمة النكراء، وستكون لعنة على الإدارة الأمريكية التى تواطأت معهم، وستكون لعنة على النظام العربى الرسمى الذى أعطى الضوء الأخضر للسفاح أولمرت لشن عدوانه على لبنان، وستكون لعنة على الأمم المتحدة التى ذرفت دموع التماسيح وأعربت عن "حزنها" دون أن تتجاسر على إدانة القتلة.
لعنة قانا ستطارد الجميع .. وجريمتها لن تسقط بالتقادم
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟