أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مسافير - الدواعش والموسيقى!














المزيد.....

الدواعش والموسيقى!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 6876 - 2021 / 4 / 22 - 08:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ic
قصدت أحد النوادي الرياضية القريبة من محل سكناي، راغبا في استعادة بعض اللياقة وإذابة شحوم أعوام من الخمول، أديت الواجب الشهري والسنوي، ثم دلفت مباشرة إلى الداخل لأتمم القصد...
بدأت في التسخينات الأولية، وبعد دقيقة أو اثنيتن، أشعل المدرب آيات من الذكر الحكيم، ذهلت أول الأمر، ودون انتظار، توقفت عما بدأته، ثم توجهت إليه قائلا:
- يا صديقي، ما هذا الذي أسمعه، نحن في ناد رياضي، نتمرن من أجل الدنيا، وليس لنتواجه مع عزرائيل، أطلق لنا بعض الأغاني الغربية لتلقي في نفوس الزبناء ما يكفيهم من الحماس كي يبقوا في النادي !
رماني بنظرة وكأنه يسمع هذا لأول مرة، شخص يطلب منه استبدال كلام الله بالكلام الفاحش:
- لكنه كلام الله، ويجب أن نذكرك به في كل شيء تفعله، ثم إن ما تطلبه حرام دنيا وآخرة، الموسيقى كلها حرام، فماذا نقول عن الأغاني الغربية؟
- ومن قال إن الموسيقى حرام؟ ما دليلك على ذلك؟
- الكل يعرف ذلك (ثم بدأ يكتب شيئا على اليوتوب ليريه لي، يكتب ويمسح، لكنه لم يستطع إيجاد شيء، كان ذا مستوى ضعيف، لكنه ملتح ويلبس التقصير)، اسأل أيا كان سوف يجيبك بنفس السؤال، ثم إن الشيوخ جميعهم لا يختلفون في ذلك..
كان يحدثني وعيناه تستنجدان بشخص ما، فإذا به ينادي باسم شخص ويسأله بصوت عال، ربما كي يشرك الجميع في النقاش:
- سي حسن، هل الموسيقى حلال أم حرام؟
التفتُّ نحو ذاك الشخص، فإذا به على نفس هيئة ذاك الذي أحدثته، بلحية وشارب مقصوص، ثم قلبت ذات اليمين وذات الشمال فإذا بأغلب زبناء المحل يتشابهون، ارتعدت أطرافي، ما هذا الحظ التعس، كيف لم ألحظ هذا قبل الآن، الموسيقى شيء ضروري، والرياضة في أجواء كهذه أمر غير ممكن..
- الموسيقى حرام بالطبع، ومن يقول غير ذلك؟
وبدأ باقي المستمعين في المشاركة بالرأي، وتحقق فعلا الإجماع في قضية التحريم. ثم التفت مخاطبي إلي قائلا بنشوة انتصار:
- أرأيت، لن تجد أحدا يقول غير ذلك.
نظرت إلى الآخر سائلا:
- وما دليلك:
- يقول عز وجل: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ"
- لكن هذه لا تحرم الإنصات للموسيقى، بل تنهى عن شراء شيء ما بغاية الضلالة، لكنك أولا لن تشتري شيئا، يكفي تنزيل المئات من الأغاني من الأنترنيت، والغاية ليست هي الضلالة، بل الحماسة!
- لكنك تفسر القرآن على هواك، ما هكذا فسره الأولون، يجب اتباع هداهم، وما نحن إلا جهلة أمامهم، لقد قالوا إن الموسيقى حرام، وكفى... والآن دعني أتمم تماريني..
انسحب من المحادثة، ثم نظرت إلى مخاطبي الأول قائلا:
- أرأيت، حججه ضعيفة لذلك انسحب، يا صديقي خذ الأمر على هذه البساطة، كل ما يؤذي الناس فهو حرام، وكل ما ينفعهم حلال، الموسيقى تهذب النفوس، تدخل البهجة والسرور في القلوب، فلماذا يعذبنا الله لمجرد الإنصات لها.
بدأ في الانزعاج، ثم أخذ هاتفه بعد استئذان، واتصل بشخص ما قال إنه من حملة كتاب الله، ويهدي النصارى والمشركين إلى سبيل الله، وقد أسلم على يده الكثيرون.
قدم أستاذه فورا، ربما كان عاشقا لمثل هذه النقاشات، فقال:
- ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير.
أجبت:
- وقال أبو حامد الغزالي: “من لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج”
- ماذا تقول؟ أنا أعطيك دليلا من البخاري وتناقشه؟ ثم ما الغزالي أمام البخاري؟
- لا أفضل أحدا على سواه، ولا أكذب أيا منهما، لكني أحكم العقل، فإذا اختلف الأولون في أمر، سبقنا العقل على النقل، ولا قداسة للبخاري، ولو كان قديسا لبطل القرآن حين نقل عن ابن مسعود قوله: "إن المعوذتين ليستا من القرآن الكريم"، ولأحللنا نكاح الصغير ولو كان ذكرا بعد نقله: "من يلعب بالصبي إن أدخله فيه ـ يعني لاط به ـ فلا يتزوجن أمه!".
نظر إليه عابس الوجه محمر العينين:
- من أين جئت يا هذا، أغرب عن وجهي، لا أريد أن أراك مرة أخرى هنا...
استنتجت فورا أنه صاحب النادي، طلبت منه استعادة ما دفعته، فقال صارخا واللعاب يتطاير من فاهه:
- دماؤك حلال علينا فماذا عن مالك، لعنة الله عليك إلى يوم الدين !
هرولت خارجا لأنجو ببدني، ناسيا حقيبة الظهر بما فيها داخل النادي !



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد... والمقاطعة!
- نزيف لا ينقطع!
- الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد... والمديونية المغربية!
- ماساة طالبة!
- يكفي الشيطان فخرا، أن جعله الله ندا
- قبل العاصفة بقليل!
- السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما!
- رأي في إدراج مصطلحات عامية في المقررات الدراسية المغربية
- واقع الشغل بالمغرب!
- إننا مختلفون... رغما عن أنوفكم!
- متفرقات في قصف السماء!
- أتفاءل خيرا بالأجيال الصاعدة!
- لماذا نهرب من أوطاننا؟
- البؤساء!
- أنصتوا لبناتكم!
- دروس ثورة سبارتاكوس على ضوء أحداث اليوم
- إبني البكر: نزيف القبلات
- العدالة الإلهية!
- الإله في حرج!
- من لم يرض برغيف رضي بنصفه!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مسافير - الدواعش والموسيقى!