أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ثامر الصفار - لنقرأ ماركس وانجلز معا 8














المزيد.....

لنقرأ ماركس وانجلز معا 8


ثامر الصفار
(Thamer Alsafar)


الحوار المتمدن-العدد: 6875 - 2021 / 4 / 21 - 20:57
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


دور الأفكار
تعلمنا من ماركس وانجلز أن علينا (كشغيلة يد وفكر) ان نثور ضد ظروف حياتنا اللاإنسانية وليدة المجتمع الرأسمالي، ولكن إذا كانت الرأسمالية مدمرة للإنسانية ككل، لماذا لا يعارضها الرأسماليون أنفسهم، على الأقل بعد أن يدركوا ما فعله نظامهم من دمار لكوكبنا؟ أليسوا بحاجة إلى طبقة أوزون معافاة ومياه صالحة للشرب وبيئة نظيفة كما هي حاجتنا لها؟
نعم يمكن للبعض منهم ان يغير مواقفه مثلما فعل نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور لكنهم استثناء، والقاعدة العامة هي ان الأغنياء يبذلون ما في وسعهم للبقاء أثرياء، حتى على حساب الكوكب، وحروب مروعة وإبادة الروح البشرية. فهل هم ضحايا للرأسمالية مثل الأشخاص الذين يستغلونهم؟ يعطي ماركس إجابة شيقة جدًا بـ «نعم ولا» فيكتب في العائلة المقدسة: «ان الطبقة المالكة وطبقة البروليتاريا يعانيان الاغتراب الذاتي الإنساني نفسه. إلا ان الأولى تشعر بالراحة والقوة في هذا الاغتراب الذاتي، فهي تدرك أن الاغتراب هو قوتها الخاصة، وتجد فيه مظهر لوجودها الإنساني. أما الثانية فتشعر بتلاشيها في هذا الاغتراب؛ ترى فيه عجزها وحقيقة وجودها اللاإنساني ... سخط تُدفع اليه بالضرورة بفعل التناقض بين طبيعتها البشرية وظروف حياتها، الذي يشكل رفض صريح، قاطع، كامل لهذه الطبيعة».
وهذا يعني ان الأثرياء يعانون من الاغتراب ايضا، وقد يصابون بالاكتئاب أحيانا، لكنهم كقاعدة عامة، يستخدمون أموالهم لشراء كل ما يطمحوا اليه وخصوصا القوة السياسية، وقليلًا من التحكم وحرية القيام بما يريدون، ولو مؤقتا، وفي هذه الحرية، يمكن لهم استعادة «مظهر من وجود بشري». وهم يخشون فقدان هذا أكثر من أي شيء آخر. وهم مقتنعون تماما انهم يدافعون عن الإنسانية نفسها من خلال الدفاع عن امتيازاتهم الضيقة.
وفي العائلة المقدسة يكتب ماركس أيضا: «لا يهم ان نعرف الهدف الذي يتصوره مؤقتا هذا البروليتاري أو ذاك، أو حتى البروليتاريا بأكملها. بل المهم معرفة ما هي البروليتاريا، وما الذي ستكون مضطرة تاريخيا ان تفعله طبقا لهذا الكيان... ليست هناك حاجة لتوضيح أن قسما كبيرا من البروليتاريا الفرنسية والإنجليزية يدرك بالفعل مهمته التاريخية ويعمل باستمرار على تطوير هذا الوعي إلى أعلى درجة من الوضوح».
هنا، يقدم ماركس رؤية مدهشة لثورة وشيكة ترتبط بقوة الطبقة الاجتماعية التي تضم ملايين الأشخاص، وهي ثورة ديمقراطية بشكل جذري. لكنه في نفس الوقت، يبدو متبنيا موقفا حتميا، لأنه في هذه المرحلة من حياته لم يكن يعرف الكثير عن التاريخ الفعلي لنضال الطبقة العاملة. لهذا فقد كان اعتماده على المقولات الفلسفية التي وفرت له قوة مكنته أن يتخيل تطورات اجتماعية دراماتيكية ستحدث مستقبلا.
وهنا أيضا يثار سؤال عن الوعي. إذ يؤكد ماركس على حقيقة أن العمال الفرنسيين والإنجليز يناقشون الأفكار ويعملون «على تطوير هذا الوعي إلى أعلى درجة من الوضوح». أي، أن أفعال وأفكار العمال تلعب دورا كبيرا جدا في النضال. لكن في الوقت نفسه، إذا لم يكن الأمر مهما «ان نعرف الهدف الذي يتصوره مؤقتا هذا البروليتاري أو ذاك، أو حتى البروليتاريا بأكملها» لماذا إذا كل هذا العناء طالما إن وجود البروليتاريا ذاته سيجبرها حتما على التوصل إلى تلك الاستنتاجات على أي حال؟ هل ستجبرهم ظروفهم الاجتماعية على ان يصبحوا ثوارا؟ (لم يكن ماركس وانجلز قد توصلا بعد الى أهمية قيام حزب يمثل البروليتاريا).
في العائلة المقدسة كان ماركس يقاتل على جبهتين غير مترابطتين تماما: أولا، كان يعتقد أنه من خلال تطبيق الديالكتيك الهيغلي على الظروف المادية (الاقتصاد)، سيكون قادرا على إثبات أن الشيوعية هي ضرورة تاريخية؛ وثانيا، ان أفراد الطبقة العاملة قادرون تماما على التعلم وإنتاج المعرفة مثل الفلاسفة، ويجب أن تلهم أفعالهم، أي مفكر مهتم بالعدالة والحقيقة.
بعبارة أخرى، الشيوعية ضرورية ويريدها العمال. فانتبه أيها العالم «هناك شبح يجول في أوروبا – هو شبح الشيوعية».
ثم يجادل ماركس بأن «الأفكار لا يمكن أن تتجاوز النظام العالمي القديم، بل تتجاوز، فقط، أفكار النظام العالمي القديم. لا يمكن للأفكار تحقيق أي شيء على الإطلاق. من أجل تحقيق الأفكار، هناك حاجة إلى رجال يستطيعون ممارسة القوة العملية»، أي ان تكتسي الأفكار بلحم ودم، ان يجري تبنيها من قبل أشخاص يحققونها على ارض الواقع.
لقد قلنا سابقا بأن العائلة المقدسة ليس سهل القراءة. لكنه ساعد ماركس في صياغة أفكاره حول ثورة الطبقة العاملة، والمعرفة كمنتج اجتماعي، والتاريخ كسلسلة من المعارك بين الطبقات المتنافسة.
خلال الأشهر التالية، سيضيف إنجلز لونا حيا إلى رسومات ماركس النظرية. بالعودة إلى وطنه في ألمانيا، جلس إنجلز وسط جبل من المصادر التي جمعها في الفترة التي قضاها في مانشستر لكتابة أحد أكثر الكتب روعة في تاريخ الأدب الماركسي ونعني به حالة الطبقة العاملة في إنجلترا الذي فضح فيه دموية وبشاعة التربح الرأسمالي. وللأسف لم يترجم هذا الكتاب الى العربية بعد، وكان قد نشر قبله مؤلفه خطوط أولية لنقد الاقتصاد السياسي الذي مثل نقطة انطلاق النقد الماركسي لمذهب مالثوس ونظريته عن السكان.



#ثامر_الصفار (هاشتاغ)       Thamer_Alsafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 7
- لنقرأ ماركس وانجلز 6
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 5
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 4
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 3
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 2
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 1
- بالعربية لأول مرة مراسلات ماركس – فيرا زاسوليج
- الدين، الدولة المدنية، والديمقراطية
- مفهوم - الانسان الكامل- لدى ماركس
- ماركس - انجلز المؤلفات الكاملة البدايات والمصير
- ثامر الصفار - باحث ايكولوجي ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئ ...
- في ضوء نتائج مؤتمر باريس حول المناخ
- المفهوم المادي عن التاريخ - قراءة ايكولوجية 1
- ربيع عربي – صيف أوروبي – خريف أميركي أتناقض ثان للرأسمالية ؟
- أمولة التراكم
- ماركس وجيمس اندرسون: حول التباين في خصوبة التربة
- بناء الاقتصاد الوطني العراقي/ قوانين السوق ام التخطيط الاجنم ...
- الاساس الاقتصادي لازمة البيئة العالمية
- الماركسية والايكولوجيا ماركس-فيورباخ 3


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ثامر الصفار - لنقرأ ماركس وانجلز معا 8