أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الوندي - الصابئة المندائيين ومعاناتهم














المزيد.....

الصابئة المندائيين ومعاناتهم


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 1630 - 2006 / 8 / 2 - 11:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



سـقط الحزب البعثي الفاشي وأخذت بعـض الأحـزاب التي أصبحت بـديلاً لنظام البعث لقيادة السفينــة العراقية الى عـراق جديد يحترم فـيــه الأنسان العراقي وتصان فـيه كرامته وحـرية الفكـروالعـقيــدة ، وسيحمي العراقيين وسيمنح حـقوق الأقليات ومنهم الصابئة المنداءيين ، إلا إننا اليوم نسمع ونقرأ حتى نشاهد عن إنتهاكات خطيرة من قوى الظلام والعصابات المجرمة الذين يمارسون جرائـمهم بأسم الدين لـتصفية وإبادة وتهجير للـصابئة المندائيون أحدى مكونات الشعب العراقي الأصيلة وهي جزء أساسي من الفسيفساء العراقي الجميل ، لقد تناسى بعضهم للأسف الشديد صداقة وأخوة ومحبةهولاء ونضالهم المشترك ، الذين قدموا الشهداء والضحايا قرباناً لوطن وشعـب وكانوا شركائنا في مصائبنا ومعاناتنا ، وكانـوا أيضاً مـع جميع أطياف الشعب العراقي في خندق واحـد ضد الدكتاتورية العفـلقية ، وما لاقاهم مـن الأضطهادات السياسية من نظام البائد ، وللأسف يواجهـون الـيوم أبشع أساليب القتل والأضطهـاد الطائفي تنفـذها أيادي عراقـية قـذرة مرتبطة بجهات خارجية وتعمل على تنفيـذ أجنـدتهم ومخططاتـهم الخبيثـة ، وهناك فـتاوي من عمائم جاهلـة ومجهـولة ومسيرة من خارج الحـدود أخـذت تفتي بقتل المنـدائيين على أساس أنهم كفار ، وعـلى هـذا الأساس قام بعــض الجاهـلـين والمشبـوهـين بأسم الـدين الأعـتداء عـلى نواميس العديد من البنات ونساء أبناء هـذه الطائفة ويدون ذنب جنوه إلا ممارسة حقهم في ما يعتنقون مـن عقيـدة، وتعرض الكثير من أبناءها الى القتل والأختطاف ومن دون ذنب أقـترفوا أو جرم أرتكبوا سوى أنهم مندائيون فقط ، ونجــد بأن مأساة الصابئـة المنــدائيين في العـراق تـفوق حجم جميع المأسي ، وهــذا أمر لا تقره الديانات والشرائع السماوية ولا أعراف الدولية والأنسانية والعــدالة الأجتماعية .

لابـد من القول أن الصابـئـة المـنـدائـيين عاشوا في العـراق قـروناً متطاولة بسلام وأمان بين أخـوتهم العراقيون من كل الطوائف والمذاهب والقوميات بدون أن يعتدوا على أي أحد وبدون أن يكفرهم أحد ، فقد عاشت هذه الشريحة التي تمتد جذورها عميقاً في أرض العراق منذ ألاف السنين في مجتمع متنوع من الأنسجام والود فيما بينهم ، علماً أنهم لم يسيئوا لأحد وكانوا أقرب الناس الى العراقيين وخصوصاً الى شيعـة أهل البيت ، حيث إن أسمائهم تشبه أسماء الموالين لأهل البيت (عليهم السلام ) وكانوا دائـماً يشتركون في مجالس العـزاء سـيد الشهـداء سيدنا حسـين (عليه السلام ) ، وكانوا شركائهم في السـراء والضراء، وأمتزجوا مع عشائرها حتى أصبحوا جزء منها ، ومتمسكين بكل الأعراف والقيم العراقيــة

المعروف عن الصابئة المندائيين التي تسكن مدن الجنوبية قرب الأنهار والأهوارومتمسكين بطقوسهم ، وهم في كل الظروف يحاولون بقــدرالأمكان التعايـش الأخـوي مع كافـة أطياف الشعب العـراقي لأنهم أناس مسالمين ، وأشتهـرت هـذه الشريحة العـزيزة علينا من أبناء شعبنا بالطيب والكرم والعمل الصالح ومحبة الناس ، لقد أصاب أبناء هـذه الشريحة بخيبـة أمل كبيرة من أبناء وطنهم ، عندما تتجمـع الـذئاب عليهم ونشـر الخوف في نفوسهم ونـفوس أطفالهم وتروع نساؤهم ، ويتعرضون من أعـتداءات إرهابيـة في مختلف المدن الجنوبية بعـدالـفترة التي تلت سـقوط النظام البعثي ، وتطالبهم هذه الضمائر المنحرفـة بالـترحيل عـن الـماء الأزلي فـلا تـريدهم يرددون بأسـم الحي العظيم ( لأنهم يؤمنون بان الحي العظيم البصير القدير العزيز الحكيم) ، مما دفعهم للـنزوح طلبــاً للأمن والأمان في أقـلـيم كــوردستان والـى دول الجوار .

لـو نظرنا الى الصابئة المندائين برغم عددهم قليل ولا يتعدى المئات الألاف ( بينما يتراوح عـددهم في العـراق ما بين 100 الى 200 ألف ) ، لكن هـذه الطائفة غـذت مفاصل الحياة الرئيسية في العـراق من أبداعات رجالها ونساءها ، والذين ساهمـوا ببناء حضارة العراق العريقة ، وظهرت من بينهم الصناع الماهرين ، ، وكانوا الظهير القوي للعمل الزراعي وما قـدموه من تطوير زراعية حين شكلوا العــمود الفقري لصناعة الألات الزراعية التي يحتاجها الفلاح، هذه الطائفة رفدت الأحزاب من خيرة مناضليها ، وكذلك الجمعيات والأتحادات والنقابات من خيرة ناشطيها ، كما رفدت المعاهد والجامعات من خيرة كوادرها ، ولمعت بينهم ًأسماء من المبدعين كالعـلماء والأطبـاء والمهنـدسين ، مثلما لمعت أسماء مـن الشعـراء والكتاب والمثقفين السياسين ، ومعروف عن المعلمين المنـدائيين المخلصين لمهنتهم والـذيـن تركوا الأثر الكبير في نفوس طلابهم ، وغرسوا العلم والطموح والأبداع في أرواحهم ، ، غير إن هـذا العدد يتناقص بشكل كبير بسبب غياب الأمن وعدم وجود الأمان لهم .

للأسف الشديدهذه الكارثة بحق أبناء العراق الأصلاء من الصابئة المندائيين ولم تبادر الحكومة العراقية الجديدة ومنظمة حقوق الأنسان الأسراع بـحل مشاكلهم ومظالمهم ومعالجة هـذه الكارثة الأنسانية الـذي أقترف بحـق الصابئة المندائيين أبشــع الجــرائم والتميزالطائفي والتطهير العرقي ، وبحـق من خدمــوا وضحوا بأرواحهم من أجل الوطن وتحريرالعراق من أعتى الطاغية في التأريخ الحديث ، أذن الحكومة العراقـية تتحمل مسؤولياتها فـي حماية هـذه الشريحة المناضلة من أبناء شعـبنا فـي كافــة المدن الجنوبيـة والتي أختلط هـذه الشريحة دمائها بدمــاء أبنـاء شعبنا ، وحيث على عاتفهـا مسـؤوليات جسـام لوضع الحلـول العلمية والصحيحة أنهاء هـذه المشكلة وبعـزيمة وثبات ، ولا بـد مـن العمل الجاد لتوفــير الظروف المناسبـة للتعايـش السلمي بين مكونات الشعب العراقي ، وعـدم أفساح المجال لأعداء العراق المتربصين له ، ويحاولون بشتى الوسائل أيجاد الثغرات والشقاق في صفوف الشعب العراقي .

الملاحظة :-
عاتبني أحد الأصدقاء من المندائيين لماذا لم أكتب عن معاناتهم ومظالمهم في العراق الذي أقترف بحقهم من قبل العصابات المجرمة والمأجورة بأسم الدين لإبادتهم وتهجيرهم .



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم
- الوجه الأخر للأرهاب
- كأس العالم ومحكمة صدام حسين
- العوامل المنشطة للأرهاب
- الحياة تقف على ساقيين ، الحرية والديمقراطية
- ما الجديد في الوزارة الجديدة
- حلبجة عروسة كوردستان
- نصرنا في وحدتنا
- شلت يد مؤنفلك يا صديقي علي أحسان
- مأساة تضاف الى مآسي الكورد الفيلية
- كم من الشعراء والأدباء والفنانين عانوا بعيداً عن وطنهم
- سامان كرمياني وإعادة الروح الى مدينة تحتضر
- هل سيحاكم صدام عن جريمة هروبه من ساحة المعركة ؟
- ألم يحن أوان تفخيخك يا كبة
- بمناسبةالذكرى الرابعة لأنطلاق موقع الحوار المتمدن
- هو بحق حزب الشهداء والفقراء
- الى الأرواح البريئة التي زهقت في خانقين
- أنفلونزا الديمقراطية أخطر من أنفلونزا الطيور
- ديمقراطية العراق ومحاكمة الطاغية صدام
- قناة الجزيرة! أستضافة المهرج بهجت البعثي


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الوندي - الصابئة المندائيين ومعاناتهم