أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - تحت الشجرة ...لكاتب غير معروف














المزيد.....

تحت الشجرة ...لكاتب غير معروف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6874 - 2021 / 4 / 20 - 20:48
المحور: الادب والفن
    


الكاتب غير معروف
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
***

هذه القصة قديمة جدا اعتاد الناس ان يرووها منذ زمن بعيد قبل أن تكتب على ورق. كان هناك ثلاثة رجال يحبون اللهو والمجون والطعام أكثر من أي شيء آخر. وفي أحد الأيام كانوا يأكلون ويمرحون بجانب طريق عندما مر بجانبهم عدد من الرجال يتثاقلون الخطو كونهم يحملون جثمان رجل متوفى .

قال الرجل الأول الشاب : " ما هذا؟ "

ثم نادى أحد الفتية وسأله : " يا غلام ! تعال إلى هنا . "

اقترب الفتى كما أُمر أن يفعل . فسأله الرجل الشاب : " من الميت ؟ اذهب إليهم واسألهم "

ذهب الغلام كما طـُلب منه أن يفعل ثم عاد بعد فترة قصيرة وقال: " إنه أحد أصدقائك. كنتُ أحيانا أراكما معا . "

صُدم الرجل الشاب وقال : " لماذا مات ؟ "

أجاب الفتى : " لا أعرف . الموت يأخذنا جميعا "

علق مسافر على الطريق المجاورة قائلا : " الغلام على حق. الموت سيأخذ حياتك في يوم من الأيام .ربما اليوم . ربما غدا . وفي اللحظة التي لا تتوقعه بها أبدا" .

أجابه الرجل الأول الشاب : " أنت مخطئ. الموت لن يأخذ حياتي . سأتغلب على الموت".

لم يرغب المسافر أن يناقش أيـّا من الرجال الشباب . لكنه طلب منهم بهدوء أن يستعدوا للموت متى حضر " .

سأله الرجل الشاب الأول : " أين الموت ؟ سنبحث عنه نحن الثلاثة ونقتله . ألن تأتوا معي يا رفاق ؟ "

أجابه الثلاثة : " نعم "

مشى الرجال الشباب الثلاثة في الطريق فشاهدوا رجلا عجوزا يقترب منهم . كان العجوز يضرب الأرض بعصاه ويقول : " افتحي الباب يا أمي..."

قال له الشاب الأول : " انت أيها العجوز ! لماذا تضرب الأرض بعصاك ؟"

أجابه ببرود : " أنا عجوز . لا أريد أن أعيش. لا يريد الموت أن يأخذني والأرض لا تفتح بابها لي . لهذا السبب أمشي على الطريق وأقول .يا أمي اريد أن أموت . لكنني لا استطيع".

سأل الثلاثة : " أين الموت ؟ "

أجاب العجوز : " رأيته تحت شجرة على الجبل هناك .اذهبوا اليه . أوجدوا الشجرة . سيكون الموت هناك ".

صعد الرجال الشباب الثلاثة إلى الجبل حتى وصلوا الشجرة. لم تكن الشجرة كبيرة جدا ، ولكن تحتها كان هناك قدْرٌ صغير مليء بالمال. دُهش الرجال الشباب الثلاثة ثم توقفوا لبرهة من الزمن وسرح كل واحد منهم في أفكاره حول الطعام واللهو والمجون والثروة الكبيرة .

قدم الرجل الأول اقتراحا: " الآن يا أصدقائي. أنأخذ المال؟ أم نتابع بحثنا عن الموت لنقتله؟"

أجاب الصديقان الآخران بدون تفكير : " المال " .

قال الأول : " إلى أين سنأخذه ؟ "

أجاب الشاب الثاني : " طبعا إلى منزلي . "

أعلن الشاب الثالث: " كلا . إلى منزلي. يجب أن لا يشاهدنا الناس ."

تابع الشاب الأول : " كلا. سنأخذه إلى منزلي في الليل . دعونا الآن نلهو ونأكل الكثير من الطعام . من سيذهب للمدينة ليجلب لنا شيئا منه؟ "

رد الشاب الثاني : " أنا سأذهب . اعطني بعض المال".

ثم نزل على الطريق إلى المدينة لم يشاهد أي شخص على الطريق فقد كانت خاوية . وأثناء غيابه ، قال الشاب الأول للثالث: " هل سنعطيه جزءا من المال؟"

أجابه الرجل الثالث قائلا : " كلا . دعنا نقتله ونترك المال لكلينا. كيف نقتله ؟ "

رد الشاب الأول : " لدي سكين وأنت تمتلك سكينا . "

وفي الأثناء التي كان الشابان يتأمران لقتل صديقهما الذي كان ما يزال في طريقة نحو المدينة ، كان يفكر وهو في الطريق : " أريد أن أخذ كل المال . لماذا لا أخذه كله؟ أنا لست في نفس سوء الشابين الآخرين . لكن كيف لي أن أحصل عليه كاملا ؟ هما اثنان وأنا واحد " ثم خطرت بباله الفكرة : " سأقتلهما " .

ذهب إلى حانوت وطلب السم قائلا للحانوتي : " أريد شيئا ما يقتل الفئران في منزلي . إنها تأكل كل طعامي . "

أجاب الحانوتي : " لدي سم جيد للفئران ."

اشترى الشاب بعض السم ثم مشى إلى الحانوت الثاني حيث اشترى ثلاثة زجاجات من العصير . ثم وضع السم في اثنتين منها وعاد إلى صديقيه .

عندما عاد رحب الشابان بعودة رفيقهما ووضعا يديهما حوله ترحيبا وقبل أن يعلم بما حدث سقط صريعا بسكين صديقيه .

قال الشاب الأول : " والآن يا صديقي دعنا نستمتع بالعصير ."

فتحا كل الزجاجات وشربا كل العصير الذي بها , وقبل حلول الليل كان الشباب الثلاثة موتى تحت الشجرة .

تحققت نبوءة الرجل العجوز تماما كما قال: " الموت يستلقي هناك تحت الشجرة . "



[1] القصة من التراث الشفوي العالمي ، تناقلتها الأجيال شفاها ثم دونت في القصص والروايات . النص الأصلي موجود في كتاب English for starters ,volume 12 , literary , York Press, pages 38-39/2014



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَلَدَان للشاعرة الأمريكية من أصل فلسطيني نعومي شهاب ناي
- فكر بنفسك أولا
- مسؤول الضرائب - مارك تورين
- العربية - للشاعرة الأمريكية من أصل فلسطيني نعومي شهاب ناي
- الفيزياء قي قصة صوت الرعد لري برادبيري- للكاتبة فاي فلام
- كلارا شومان : الجميلة التي جمّلت كل شيء
- لماذا نلتقط صور السيلفي؟
- اضطرابات خفيه للشخصية النرجسية
- حوار مع باولو كويلو حول رواية الجاسوسة
- الطين - جيمس جوس
- الحياة الثانية لغسان كنفاني - اسعد أبو خليل
- عربي - جيمس جويس
- رسائل نصية للفراق ، كان يجب أن أرسلها ، ولكنني لم أفعل - للش ...
- الحقيقة المطلقة
- غيمة صغيرة تأليف جيمس جويس
- قيمنا الداخلية والخارجية - باولو كويلو
- اللوبي الإسرائيلي والمساعدات العسكرية لإسرائيل ( الجزء الثان ...
- نحو مستقبل فريد للمياه الذكية
- البلدان الأكثر فقرا للمياه النظيفة
- البنت و أمها


المزيد.....




- خالد زهراو: ورش صناعة الصورة والأفلام تهدف لتطوير مهارات الش ...
- «ثبتها الان» استمتع الآن بمشاهدة الأفلام الحصرية تردد روتانا ...
- القصة الكاملة لوفاة الفنان تامر ضيائي بعد صفعة من فرد أمن.. ...
- من يوبا الأول إلى السلطان إسماعيل العلوي.. عاطفة الأمس تثري ...
- فيضانات تورنتو تُغرق منزل مغني الراب دريك
- أديل تخطط لـ-استراحة كبيرة- من الموسيقى: -خزانتي فارغة تمامً ...
- وفاة فنان مصري شهير بعد صراع مع المرض
- جامعة كوفنتري تمنح الفنان ضياء العزاوي الدكتوراه الفخرية 
- بعد مشادة عنيفة.. وفاة الممثل المصري تامر ضيائي في مستشفى لع ...
- فنان مصري: ندمت على ارتداء قميص نوم في مسلسل بطله محمد رمضان ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - تحت الشجرة ...لكاتب غير معروف