أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالواحد حركات - صناعة الفشل














المزيد.....

صناعة الفشل


عبدالواحد حركات

الحوار المتمدن-العدد: 6874 - 2021 / 4 / 20 - 14:51
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


عبدالواحد حركات

ولدنا لنفشل أولاً..!
الشيء يعرف بضده.. الخير بالشر.. الأعلى بالأسفل.. اليمين باليسار.. الطويل بالقصير.. السهل بالصعب.. النور بالظلام.. البداية بالنهاية.. والمسافة أو الوقت أو الفعل الفاصل بين الأضداد هو حياتنا.. زمن حياتنا.. وجهة حياتنا.. فعل حياتنا، هو ما نؤديه لقلب زهر الحياة على الوجه الذي نرغبه..!

لكل إنسان رسالة يؤديها، فالإنسان مؤدٍ فقط..!
الأداء ترقبه أعين كثر، كل عين وراءها فكر، وكل فكر تدعمه معرفة، وكل معرفة لها أسس، وكل الأسس بنيت على مبادئ وثوابت، وكلما انطلق من مبادئ سيصل إلى نتائج، والنتائج هي ما تقيمه العقول وتحكم على أساسه وتصنف به الأداء كله، وهذه طامتنا وأعنف كوارثنا وأخطر أفعالنا، فإغفال الفكر والمعرفة والأسس والقواعد والمبادئ وعدم تقييمها وتصحيحها سيؤدي إلى سوء النتائج لا محالة..!

المعلومة أصبحت قوة وسلعة وانتماء ووطنا..!
الحياة تغيرت بشكل كلي وعلى جميع مستوياتها، وهذا التغير لم يعد مجرد تطور متوقع بل تطور أسي "E^x" وعميق، فالسنة من حياة التكنولوجيا يساوي تطورها عشر سنوات من حياة البشر، لم يعد الإنسان ومعنى شكل الحياة وتفاصيلها كما كانت، ورؤية الإنسان لذاته ووجوده وحاجاته وإدراكه تبدلت بشكل جذري..!

لم يؤسس الدبلوماسي الإنجليزي سيمون آنهولت ميليشيا أو يبني قصراً في تركيا بأموال مختلسة أو يتاجر بالأفارقة السود أو يشتري عقارات بمالطا، بل أسس دولة افتراضية على القيم المشتركة، وليس على تاريخ أو أرض أو ماضٍ أو عرق أو دين مشترك، وابتكر مؤشر الدولة الجيدة الذي تتربع ليبيا في آخره بالمرتبة 149 لعام 2020، ويفكر آنهولت في إصلاح العالم خلال جيل واحد أي ثلاثة وثلاثين سنة، ولا ينظر إلى الدول بعيون السليك بن السلكة بل يرى للدول ماركات وللهويات تنافسية وللحياة دروب مستقبلية تفوق الخيال..!


الفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل..!.

لا يملك دبيبة المصباح السحري ولا مارد الخاتم ولا قدرات بابا سنفور لينهي مشاكل وأزمات ليبيا خلال وقت قصير، والأدهى أنه لم يتمكن حتى الآن من تشخيص مشكلة ليبيا أي أحد، والكل يتغافل عن الحقيقة إما لعجز عن رؤيتها أو لمآرب أخرى، ويتماهى الجميع في أساليب تقليدية قاصرة عن إحداث تغيرات إيجابية في ليبيا، وذلك لعدم وجود أسس ومناهج واضحة للإصلاح، ولعدم وجود هياكل مؤسساتية ونظم وعمليات إدارية تناسب التغيرات الإيجابية وتسهم في ترسيخها، فالإدارة في ليبيا عموماً لا يسمح مستواها وأساليبها التقليدية بأداء دور فاعل وتلبية متطلبات الإصلاح والتنمية..!

لا يمكن لحكومة دبيبة الاعتماد فقط على حزمة قرارات لسحب الأموال ودسها في جيوب المواطنين، خصوصاً أن القرارات جميعها غير مبنية على معلومات وإحصائيات ودراسات معمقة وتوقعات مستقبلية، فلا يمكن حل مشكلة شعب لا يوجد رقم محدد لعدده، ولا معلومات دقيقة عن الإيرادات غير النفطية والمصروفات العامة، ولا علم لأحد بعدد موظفي القطاع العام الأحياء، إذ يوجد أموات يتقاضون مرتبات في ليبيا، ولا عدد موظفي الخارجية المنعمين بعواصم العالم ويعيشون وأبناؤهم على حساب شعب يقاسي الأزمات بشكل يومي، ولا إحصائيات بقيمة أصول الشركات العامة وخسائرها وقيمة الاستثمارات، ولا توجد آلية شفافة لمعرفة حجم نفقات البرلمان والحكومة..!

مع هذا الضباب تُرى الخطوط بشكل سيئ..!
متسلسلة ضعف الفكر التنظيمي، وضعف المؤسسات، وضعف الهياكل الإدارية، وضعف عناصر الإدارة، وضعف البنية التكنولوجية للقطاعات العامة والخدمية، ينبغي أن تعمل حكومة دبيبة على تفكيكها وحلها، وهي المهمة الأساسية التي يفترض أن تنجز قبل التورط باتخاذ قرارات تؤثر على المواطنين والسوق وقيمة العملة، وليس من الأنجع اتخاذ قرارات تمس السوق وتسهم بشكل مباشر في خفض قيمة العملة المحلية، فليست لدى المواطن خيارات من صناعات محلية كي يقلع عن شراء السلع المستوردة، وقيمة العملة الليبية مرتبطة بنظام سعر صرف معوم بأسلوب شاذ، فضعف الاقتصاد الليبي ونمو التجارة الداخلية أسهم في زيادة العجز في الميزان التجاري، فالواردات الليبية أضعاف أضعاف الصادرات، فلا تصدر ليبيا غير النفط وبعض المواد الخام، وتعيش بشكل كلي على الواردات من الخارج..!
الهيكلة مطلوبة في جميع القطاعات.. وهي الخيار الأصوب..!

كل ما ينبغي فعله يجب أن توضع له قواعد قوية يرتكز عليها، والمناداة المتكررة لاستعادة هيبة الدولة وتطبيق اللا مركزية وإنفاذ القانون وتوحيد المؤسسات ليست مجرد قرارات تتخذ وتنشر، بل تزداد حاجة عمليات اتخاذ القرارات وآليات تطبيقها إلى مؤسسات قوية ومرنة وذات فاعلية كبيرة، فالحاجة باتت ضرورية إلى مؤسسات أفقية ومدمجة ومنح بعض المهام لمؤسسات وسيطة، لمواكبة روح العصر وتلبية متطلبات المواطنين بجودة وكفاءة ترضيهم..!

الجميع يفكر في تغيير على المستوى الشخصي، لكن لا أحد يفكر في تغيير عام..!
بلا شك.. ستكون هنالك مقاومات نشطة وسلبية، وتبريرات للجمود، ومناقشات متطرفة، وإلهاءات رجعية دافعها الخوف من السير للأمام، خاصة في هذه المرحلة التي تتطلب تغييرات كبيرة وطرقًا بديلة وجديدة للأداء، وتستوجب تغييرا بنيويا كليا وكاملا ومستقبليا لمواجهة تحديات الإصلاح والتنمية، وتوفير رؤية قابلة للتنفيذ يمكن تطبيقها، وإدارة التغيير بجدارة وتوجيه الجهود بأكملها نحو وجهة جديدة وأهداف تنموية محددة..!

المخاوف نمور من ورق..!
إذا لم تتفهم حكومة دبيبة الحالة السائلة التي أصبحت سمة لأغلب الدول والمؤسسات، وتعاملت بما تقتضيه هذه الحالة وما يلائم عمرها القصير جداً فلن تنجز شيئاً على الإطلاق، بل ستقوم بزيادة العجز في الميزان التجاري وتخفض قيمة العملة وتكون مزيدا من المآسي على رؤوس الليبيين، وسيكون على الحكومة التي بعدها إلغاء كل قراراتها بعدما يصبح الإصلاح مستحيلاً وبعيد المنال..!

إذا لم تكن الحكومة قادرة على إصلاح بنيوي غير عادي، فيتعين عليها تسوية الأمور العادية فقط.!



#عبدالواحد_حركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاط ضعف الحكومة الليبية
- الخطوة الاولى
- ليبيا - إعادة الهيكلة الادارية
- مفترق طرق
- تشوهات الفكر
- قناعات الشعبويين
- خلل النخبة
- فشل السياسة
- في السياسة
- ازمة ثقة
- مفهوم الفكر الديني
- تجديد مفهوم الهوية
- ماء ونار - نص شعري
- دراسة في تطوير اللغة العربية
- الجيل الداعشلوجي الثالث .. والاخير
- داعشلوجيا محاكم التفتيس الاسبانية
- داعشلوجيو اليهود حاكموا المسيح .. باسم الشريعة وبمباركة روما ...
- جذور الداعشلوجيا
- فايروس الزير
- هويات سقيفة - طورابورا -


المزيد.....




- كم سعره اليوم؟.. أسعار عيارات الذهب اليوم في العراق الجمعة 2 ...
- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- سؤال يؤرق واشنطن.. صنع في المكسيك أم الصين؟
- -كورونا وميسي-.. ليفاندوفسكي حرم من الكرة الذهبية في مناسبتي ...
- السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت ...
- وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا ...
- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالواحد حركات - صناعة الفشل