أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عادل عبد الزهرة شبيب - الشعب اللبناني بطبقاته الفقيرة ضحية الصراعات السياسية وعدم الاهتمام المسؤول بتشكيل الحكومة الجديدة















المزيد.....

الشعب اللبناني بطبقاته الفقيرة ضحية الصراعات السياسية وعدم الاهتمام المسؤول بتشكيل الحكومة الجديدة


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6874 - 2021 / 4 / 20 - 08:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سبق لحكومة سعد الحريري قبل نحو عام ان قدمت استقالتها على وقع الاحتجاجات الشعبية بسبب سوء الأوضاع المعيشية للشعب اللبناني ولتفشي الفساد, ثم تم تشكيل حكومة جديدة برئاسة حسان دياب التي لم تتمكن من تحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلاد واضطرت الى تقديم استقالتها في العاشر من أغسطس /آب 2020 أث فاجعة انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس /آب 2020 والذي اسفر عن مقتل زهاء 160 شخصا واصابة اكثر من ستة آلاف آخرين . وتصاعد الغضب الشعبي وارتفاع حدة الضغوط على الحكومة التي قدمت استقالتها, حيث اشار رئيس الحكومة المستقيلة دياب في كلمة له الى اللبنانيين الى ان : (( منظومة الفساد اكبر من الدولة ونحن لا نستطيع التخلص منها , واحد نماذج الفساد انفجار بيروت ...)). وقد تحولت الحكومة اللبنانية المستقيلة الى حكومة تصريف اعمال ريثما يتم تشكيل الحكومة الجديدة . الا ان الاستقالة التي قدمتها حكومة حسان دياب لم ترض المتظاهرين الذين طالبوا بإسقاط كل الطبقة السياسية وعادوا للتظاهر في الشارع مرددين : ((كلن يعني كلن )).
وقد كلف الرئيس اللبناني ميشال عون رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة بعد حصوله على غالبية اصوات النواب في الاستشارات النيابية التي اجراها . ويواجه الحريري مهمة صعبة في تشكيل حكومته الجديدة جراء الانقسامات السياسية ونقمة الشارع على الطبقة السياسية . وقد اعلن الحريري فور تكليفه انه عازم على تشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين مهمتها تطبيق الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية والعمل على اعادة ما دمره انفجار مرفأ بيروت في 4 / آب الماضي . وعلى الرغم من مرور عدة اشهر على تكليف الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة الا ان ازمتها ما زالت تراوح في مكانها بعد فشل رئيس الجمهورية ( عون ) ورئيس الوزراء المكلف ( الحريري ) في الاتفاق على تشكيلتها . واكد الحريري عقب لقاءه عون ان اصرار الرئيس عون على تمكين حلفائه من اغلبية معطلة في الحكومة هو سبب التعطيل . ومن المعوقات الاخرى لتشكيل الحكومة هو تمسك الثنائي الشيعي ( حزب الله وحركة امل ) بحقيبة وزارة المالية وبتسمية الوزراء الشيعة في الحكومة الجديدة . وخلال الأشهر الماضية تبادل الحريري وعون الاتهامات بالعرقلة وبوضع شروط مضادة . ويواجه السياسيون اللبنانيون انتقادات دولية لفشلهم في حل الازمة السياسية في ظل وضع اقتصادي واجتماعي متردي بسبب جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت . وسبب الخلافات حول تشكيل الحكومة الجديدة هو ان الرئيس عون ما زال مصرا على ان يحظى بالثلث المعطل الذي يضمن له حق نقض القرارات الحكومية , ما يمنحه هو وصهره جبران باسيل القدرة على التحكم بالأجندة الحكومية . ما ادى الى الفشل في تشكيل الحكومة الجديدة في خضم انهيار مالي واقتصادي يؤجج وتائر التهديدات المحدقة بأمن لبنان واستقراره .
لقد انهارت الليرة اللبنانية بشكل كبير حيث خسرت نحو 90% من قيمتها تقريبا . ولم تتخذ الطبقة السياسية الحاكمة اي خطوة لمعالجة هذه الأوضاع الكارثية , اذ انها تخشى من ان تؤدي الاصلاحات الفعلية الى تقويض نفوذها السياسي ولا سيما وان كارتل زعماء الطوائف قد فقد تماسكه لأن السياسيين باتوا عاجزين عن الاتفاق حول كيفية تقسيم الغنائم في دولة مفلسة .في ظل ما يشهده لبنان من ازمة اقتصادية تصاعدية يرافقها شح الدولار لدى المصارف ما دفعها الى تحديد السحوبات بالدولار من قبل المودعين وفرض قيود غير قانونية . لقد ادى خسارة الليرة اللبنانية لقيمتها مقابل الدولار الامريكي والعملات الاخرى الى الحاق الخسائر بمختلف القطاعات وساهم بشكل كبير في ارتفاع اسعار المواد الغذائية وغير الغذائية المحلية والمستوردة .
ويلاحظ اليوم ان الكثير من السلع والمواد الغذائية متوفرة في لبنان غير ان المواطنين باتوا لا يملكون المال الكافي لشرائها, وان الرواتب والاجور بقيت على حالها دون اي زيادة . وقد وصل سعر صرف المائة دولار امريكي الى مليون ونصف ليرة ما ادى الى ارتفاع حاد في اسعار المواد الغذائية والملابس والأحذية والسلع الاخرى دون استثناء. فعلى سبيل المثال بلغت الأسعار في بداية شهر ابريل / نيسان 2021 كما يأتي :
باذنجان = 6,500 ألف ليرة.
باقلاء خضراء = 5000 ليرة .
بصل اخضر = 2,500 ألف ليرة .
طماطم = 5,500 ألف ليرة .
بزاليا خضراء = 16,000 ألف ليرة .
بطاطا = 6,500 ألف ليرة .
خيار = 6000 ألف ليرة .
فلفل بارد = 13000 ألف ليرة.
برتقال = 8000 ألف ليرة .
نومي حامض = 2,500 ألف ليرة .
عنب اسود = 30000 ألف ليرة .. والعنب الأحمر = 15000 ألف ليرة .
انجاص = 23000 ألف ليرة .
تفاح = 9000 ألف ليرة
طبقة بيض = 35000 ألف ليرة. وعلبة فراولة صغيرة = 10,000 ألف ليرة .
بطل زيت صغير = 21 الى 25 ألف ليرة.. وبطل الزيت الكبير = 89000 ألف ليرة .
بطل ماء صغير = 2000 ألف ليرة . ويبلغ سعر بطل الماء الكبير = 4,500 – 5,000 ألف ليرة
اضا فة الى ارتفاع اسعار الأدوية والعلاج واجور الأطباء كثير عما كانت عليه قبل الأزمة . فقد حدثني احد سواق التاكسي الذي كان يقلني في بيروت الى ان ابنه قد اصيب بمرض فذهب به الى احدى المستشفيات الحكومية التابعة الى وزارة الصحة اللبنانية وبعد فحصه بينوا له انه يحتاج الى اجراء عملية جراحية تكلفه 30 مليون ليرة , فمن اين يأتي بهذا المبلغ الكبير وهو سائق تاكسي . وفي مركز كليمنصو الطبي تبلغ كلفة الاشعة بجهاز البتسكان نحو 13 مليون ليرة. وهكذا فكل الاسعار اصبحت جهنمية بشكل غير معقول فكيف يستطيع اصحاب الدخل المحدود من الكسبة والفقراء تدبير مثل هذه المبالغ الخيالية ؟ !!! اليس من حق الشعب اللبناني الخروج متظاهرا ومحتجا ومطالبا بالإصلاح ( كلن يعني كلن ) . كما يلاحظ في بيروت وفي شارع الحمرا الذي هو واجهة لبنان انتشار ظاهرة التسول من قبل النساء والاطفال وحتى الرجال من كبار السن مما يعني عجز الحكومة عن تأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين .
ويرى الحزب الشيوعي اللبناني ان الكارثة الوطنية الكبرى التي نتجت عن تدمير مرفأ بيروت واحياء عديدة من العاصمة بيروت والتي اودت بحياة العديد من المواطنين اللبنانيين والاجانب اضافة الى آلاف الجرحى لا يمكن اعتبارها الا جريمة كبرى بحق الوطن والشعب من قبل سلطة امعنت في الاهمال وانعدام الكفاءة وفي تقويض مقومات الدولة ومؤسساتها التنفيذية. وان المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة المذهبية والحزبية هي من يتحمل تدهور الاوضاع المختلفة في لبنان . وفي هذا السياق تندرج حلقات الانهيار الاقتصادي والمالي الراهن والعجز الفاضح عن تأمين ابسط الخدمات العامة لمواجهة وباء كورونا واستفحال ازمة الكهرباء والمحروقات وهذه كلها مقدمات للكارثة الكبرى التي توجها زلزال مرفأ بيروت والذي من تداعياته المزيد من الانهيار الاقتصادي والمالي .
ويرى الحزب الشيوعي اللبناني ان المهمة الأساسية اليوم هي العمل على اسقاط الحكومة الطائفية وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة . ويدعو للتظاهر والتنديد بتردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والمطالبة بتأمين السكن والتعليم والخدمات الطبية ومكافحة الفساد



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهو موقف الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 وحتى اليوم من ...
- عوامل قيام الصناعات الحرفية الشعبية في محافظة البصرة / العرا ...
- ضرورة التغيير في العراق نحو دولة المواطنة , الدولة المدنية ا ...
- البترودولار وسيلة مغيبة لتطوير اقتصاديات المحافظات العراقية ...
- الشعب اللبناني ضحية ارتفاع الأسعار وسوء الادارة
- الماركسية وغياب الاستراتيجيات الاقتصادية في العراق
- تجربة الخصخصة في العراق
- أسباب وآثار هجرة رؤوس الأموال العراقية على الاقتصاد العراقي
- الحزب الشيوعي العراقي وتطويق شرور الفساد المالي والاداري في ...
- هل هناك احترام لسيادة القانون في العراق ؟
- الى متى يبقى الاقتصاد العراقي اقتصادا ريعيا استهلاكيا استيرا ...
- هل عالجت الحكومات المتعاقبة منذ 2003 والى اليوم ظاهرة الفقر ...
- الأولوية لإصلاح الإقتصاد العراقي
- الفساد في العراق يبدأ من الموازنة العامة للدولة
- الأمية والتخلف في العراق وجهان لعملة واحدة
- عندما كانت أسعار النفط مرتفعة ,هل استفاد فقراء العراق من عائ ...
- لماذا يعد الأمن الغذائي مهما ؟
- مشروع موازنة العراق لعام 2021 اكد على الاستمرار بالاقتراض ال ...
- أهوار الجبايش منطقة سياحية مهملة كغيرها من مناطق أهوار العرا ...
- تحول العراق الى بلد مستورد لكل شيء


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عادل عبد الزهرة شبيب - الشعب اللبناني بطبقاته الفقيرة ضحية الصراعات السياسية وعدم الاهتمام المسؤول بتشكيل الحكومة الجديدة