أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - تنويعات على مقام الابارتهايد














المزيد.....

تنويعات على مقام الابارتهايد


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6873 - 2021 / 4 / 19 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يبالي الإسرائيليون إذا قام الفلسطينيون بتسمية معازل الحكم الذاتي باسم دولة أو جمهورية أو اتحاد جمهوريات أو حتى امبراطورية، ليسموها كما يشاؤون، الأمر الجوهري هو أن إسرائيل وبرامج أحزابها تعمل على حرمان الفلسطينيين من اي مظهر من مظاهر السيادة على الأرض أو على الحدود والمعابر، أو على الأجواء وباطن الأرض وحتى على الفضاء الكهرومغناطيسي. التوجه الإسرائيلي يقضي بالسماح للفلسطينيين أن يعيشوا في منازلهم وداخل حدود قراهم وبلداتهم، ولكن مع حرمانهم من أي فضاء حيوي محيط بهذه المعازل، منحعم حقوق فردية مدنية ومعيشية وحرمانهم من اية حقوق وطنية أو سياسية.
وسبق ان تفتق ذهن بنيامين نتنياهو عن فكرة الدولة الفلسطينية من دون حدود. إسرائيل أيضا دولة من دون حدود معيّنة أو مرسّمة لا في قانونها الأساس الذي يقوم مقام الدستور المؤقت، ولا في نص قرار الأمم المتحدة الذي اعترف بها، ولا في أي معاهدة دولية، ولكن شتّان بين هذه وتلك، فحدود إسرائيل مفتوحة على التوسع والاستيطان. بينما افتقاد الدولة الفلسطينية الموعودة للحدود يعني نسف الأساس الذي اعتمدته قرارات الأمم المتحدة، أي حدود الرابع من حزيران لعام 1967، ثم غياب أي سيادة لهذه الدولة على الأرض والمعابر والأجواء.
حاول نتنياهو أن يعرض اقتراحه كنوع من التفكير الإبداعي الخلّاق، وكسر التفكير النمطي، ولولا التضليل والخداع المكشوفيْن، لكان ذلك مما يطرب له المختصون في الإدارة والريادة، ولكن الحقيقة أن من يتابع المواقف الإسرائيلية منذ خطاب نتنياهو في جامعة بار إيلان (2009)، وما رافقها من أعمال وإجراءات يدرك بوضوح أن إسرائيل عملت بأقصى طاقاتها لتقويض حل الدولتين، وبشكل محدد لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة، وقابلة للحياة.
فكرة نتنياهو القديمة – الجديدة هي امتداد للأفكار التي ما انفكّ يطرحها ساسة ومراكز بحث ودراسات إسرائيلية، وبعضها طرح على مائدة المفاوضات مثل اقتراح الحل الانتقالي طويل الأمد، ثم دولة بنظامين، أو دولة في غزة ولها نفوذ على "سكان" الضفة، وصولا إلى الحكم الذاتي الموسّع. وكلها أفكار واقتراحات تسعى للالتفاف على حل الدولة الفلسطينية، والإيحاء أن الاحتلال المؤبد هو قدر الفلسطينيين النهائي وأن أي حل قادم سيكون تحت سقف الاحتلال.
لا جديد في اقتراح نتنياهو الجديد سوى اسم الدولة، لكن الخطير في الموضوع هو السياق الذي يندرج فيه، وهو مواصلة الحديث عن تسوية إقليمية، تبدأ بتطبيع العلاقات مع الدول العربية "المعتدلة" وتأجيل تسوية القضية الفلسطينية إلى أجل غير مسمى، ثم الحديث عن اصطفافات إقليمية جديدة تنخرط فيها إسرائيل في حلف مع الدول العربية ذاتها ضد إيران.
وفي هذا الصدد تلقّى نتنياهو هدية من السماء من خلال استقالة سعد الحريري التي أعلنها من الرياض وقال فيها أن إيران هي مصدر كل الشرور التي يتعرض لها لبنان والمنطقة، وقد تلقف الإسرائيليون هذه الاستقالة كغطاء عربي محتمل لأي عدوان يمكن أن تشنّه ضد لبنان والمقاومة. وما يعنينا كفلسطينيين هو أن أي تصعيد مع إيران أو حزب الله سيساعد نتنياهو على التفلّت من أي التزام بتسوية القضية الفلسطينية، ويساعد على ترويج رؤيته للحل الإقليمي الذي يتجاوز قضية احتلال الأراضي الفلسطينية.

والغريب أن نجد بيننا من يرى في تدمير حل الدولتين مناسبة للترويج لفكرة الدولة الواحدة، وهي على كل حال مطروحة من جانب بعض الإسرائيليين، ولكنها حتما لن تكون دولة الحقوق السياسية والمدنية المتساوية، بل دولة تمييز عنصري سافر، دولة لن يتمتع فيها الفلسطينيون إلا بجزء من حقوقهم المدنية دون السياسية، لا سيما وأن كل العروض الإسرائيلية مقترنة مع اشتراط قبول الفلسطينيين بأن إسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي"، وأن حق تقرير المصير هو حق حصري لليهود دون غيرهم في هذه الأرض، وأن كل العروض الإسرائيلية هي تسميات متنوعة لمسمّى واحد هو الأبارتهايد.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الوطني الشعبي للقدس... ورؤية فيصل الحسيني؟
- عن القدس وذريعة تأجيل الانتخابات بسببها
- العلاقات الأردنية الإسرائيلية وربع قرن من التوتر
- زحمة القوائم الانتخابية والطريق الى التجديد الشامل
- صعود اليمين الفاشي ودعاة الترانسفير في إسرائيل
- القوائم الانتخابية بين محاسن التعددية ومخاطر التشظي
- غوايات مازن وشياطينه
- الانتخابات الإسرائيلية: مكانك سر ..وإعادة إنتاج نفس الأزمة
- قلنديا: مطار القدس الفلسطيني المنسي!
- عودة الكهانية للكنيست بدعم ورعاية نتنياهو
- القدس والانتخابات
- تلامذة كهانا وغولدشتاين في الكنيست
- أرضنا مكب لنفايات الاحتلال
- الفلسطيني غائبا حاضرا في الانتخابات الإسرائيلية
- إسرائيل تنتخب الاحتلال والتطرف والعنصرية
- حول يسارية اليسار الصهيوني: ميريتس نموذجا
- أحزاب وفصائل أم عشائر وقبائل
- الانتخابات الفلسطينية والبحث عن طريق ثالث
- أم الفحم وانتخابات الكنيست
- جناب الشاويش


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - تنويعات على مقام الابارتهايد