أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية خلوف - هبّات إسلامية














المزيد.....

هبّات إسلامية


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6873 - 2021 / 4 / 19 - 10:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن أبناء بيئتنا حتى لو كانت أفكارنا مختلفة فإن عقلنا الباطن تصبح العادة لديه حقيقة بعد فترة من الزمن . أنت شيوعي ، اسماعيلي، سنّي، بعثي، شيعي، علوي، درزي، كردي ، إيزيدي، سرياني، آشوري، أم يهودي فإنّك ابن البيئة، فقط أنت من يفهم ما يدور حولك، قد تعارضه ثم تصبح من ضمنه .
أتحدّث اليوم عن رمضان في الماضي و الحاضر ، وقد كان له بعض الطقوس التي نجمّلها ، ونجعلها موطن حنين، في طقوس رمضان طرفان هما اليد العليا التي تمارس سكب الصحون لليد السفلى تحت أسماء مختلفة منها عند أهل ماردين :حصة الميتين ، وعلى ذكر أهل ماردين ، وهم -كما يقال عرب- لكن بعضهم اليوم يقول أن أصله كوردي تيمناً بالإدارة الذاتية، وهذا أمر طبيعي .
في رمضان ما قبل 2004 كان الكثير من رجال العائلة" الميردلية" يزورنا في المكتب عندما يكون مدفع اإفطار على وشك أن يطلق صوته، يطلبون مني فنجان قهوة، وفي مرة سألت أخو زوجي: هل لا يمكنك شرب القهوة في البيت. قال: إنّه رمضان، و الحكم فيه للنساء!
فيما بعد عرفت أن بعض النساء لا تصوم، ويخرجن كفارة ، لكنهن يلزمن أولادهن بالصيام، وربما أولادهن وجدوا منفذاً لا أدري.
ذهبت 2006 إلى الإمارات حيث طقوس رمضانية لا أدري إن كانت إماراتية أم مصرية ، وفي مرة ذهبت إلى جامع على كورنيش الشارقة ، وكان قد تبقى القليل على الإفطار . كانت بعض السيارات على جانبي الطريق توزع حصص الإفطار، اكتفيت بثلاثة حصص ، وتوجهت إلى الجامع الذي قلّ فيه المصلون ، وبخاصة من النساء. في باحة الجامع جلست النساء -الوافدات – لتناول الإفطار، جلست معهن ، ولم يكن ألمّ بي جوع ، فتحت وجباتي الثلاث ، فتخاطفتهن نساء ربما من أفغانستان أو ماشابه ، وضعتهن في أكياس أحضرنها، وعندما خرجت رأيت ما لايقل عن 200 شخصاً على مائدة إفطار أغلبهم هندوس، و مسلمين من دول فقيرة ، وربما سيخ . كان المنظر و الأداء مؤلماً .
في أحيان كثيرة نتحدث كثيراً كي نوصل فكرة ما ، لكن علينا أن نقول الحقيقة دائماً ، و إذا حق لي أن أسمي العصر هو عصر النفاق العالمي فإننا نعجب بكلمات نتنياهو وبايدن ، وزعماء الدول عندما يقولون بالعربية رمضان كريم. هم يضحكون علينا، ونحن نمجدهم، ولو ادخلنا السياسة في الدين، وهي جزء منه لوجدنا مثلاً أنّ المنصات المعارضة تقتطف بعض المقاطع من أقوال بايدن، أو مسؤول آخر من الدرجة العاشرة، وتعتقد أن الحل السوري سوف يكون في الغد، يتجاهلون تقرير المخابرات الأمريكية و أنه لا حل في سورية على المدى القريب.
سوف أعود إلى مايسميها البعض تحبباً " سوريتنا" وهي ليست لنا طبعاً حيث الطوائف المتنافرة ، و القوميات المتعادية حتى لو خرجت أصوات من بينها تقول أن::" الشعب السوري واحد" فهذا الشعار أصبح من الماضي ، وهنا سوف أتحدث حصراً عن الطوائف من الأقليات كالاسماعيليين و العلويين و الدروز . قد تكون الإسلاموية قد فشلت في الوصول إلى السلطة، لكنها نجحت في تطبيع العقول ، أغلب العقول أصبحت سنية أصولية على نمط طائفي ، ومن مظاهر ذلك على سبيل المثال : الصيام في رمضان حيث كان قبل جيل ليس وارداً بالنسبة للطوائف المذكورة ، لكنه أصبح اليوم من ضمن ثقافة الأقلية الاسماعيلية، و العلوية ، وعندما يتحدّث الرجال عن كيفية أنهم يحضرون طعام الإفطار لزوجاتهم تعتقد أن الصيام و الصلاة هي اختصاص نسوي. أصبحت الطوائف من الأقليات سنية متمسكة بالأصولية على طريقة طائفية ، وقد قالت لي إحدى صديقاتي الاسماعيليات: هل لديك شكّ أن الصيام حق؟ أجبتها أنني لم أتعود على سماع ذلك من قبل، بل إن إحدى صديقاتي العلويات تقول وهي ترثي زوجها المقتول في رمضان : من سوف يرتل لنا آيات الذكر الحكيم في هذا الشهر الفضيل؟ إنّه التحوّل الحقيقي ،وليس التقية.
أيها السيدات و السادة: كبروا عقلكم، فلا ترودو يهتم إلا لصندوق الانتخاب، وهو يستفز عواطفكم، وكان نجاحه للمرة الثانية بسبب الدعم الاسلامي له ، ولا بايدن يعنيه أمر الإسلام أو المسيحية ، فلا تهللوا ، كل شيء في الغرب حول الإسلام سوف يكون وفق قوانينهم، وكل شيء حول الموت في بلادنا سوف يكون وطنياً ..



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن البوذية
- جنون عظمة سوري
- طريق الهاوية -5-
- موسم أزهار الكرز
- معاناة الغجر مع النّازية
- طريق الهاوية -4*
- عندما يموت الإله
- كزانية
- طريق الهاوية -3-
- التحرش الجنسي بالأطفال
- سقوط المرحلة
- 150 عاماً مضى على كومونة باريس
- غاندي و النساء العاريات في سريره
- البطل ، وسكين المطبخ
- لا أعرف الشّام
- عمليات التجميل بين الحقيقة و الوهم
- العلاقات العائلية الدّافئة، وخط الفقر
- نعيش على أفكار السّلطان
- طريق الهاوية -2-
- الطلاق التعسفي وفق قانون متعسف


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية خلوف - هبّات إسلامية