-سي ابراهيم بوتزوات المدير- -

العلاوية مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 6872 - 2021 / 4 / 18 - 04:30
المحور: سيرة ذاتية
    

_-_
_ سي ابراهيم بوتزوات المدير" - بانهماك وجدّية مفرطة يقف أمام المرآة, يحاول تحديث الصورة ومواءمتها مع روح العصر . لكنّ ماتبقى من تاريخ شعره وقوة جسده وسحنة وجهه يبعثران محاولاته, فهو شريف وابن الشرفاء المولود في الزمن الجميل صراحته تقوى على كلّ الأقنعة المستعارة من زمن اللاهوية .
لا تعيبه أصالته فهو متمسّك بها حتى النهاية, ولا يتبرّأ من عصره, كيف وهو الفخور به؟ ولكن يحرجه الشعور بالتطفّل على بيئة لا تنتمي إليه ولا يشرّفه الانتماء إليها .ولكي لا يستفزّه التناقض أو يحاصره الاختلاف يحاول مرغماً أن يماشي السائد ويصالح النقيضي .يصاحب الصغير والكبير ويبتسم في وجه الجميع ,صاحب القلب النقي والطيب والحنون .
المديرسي ابراهيم بوتزوات استاذ الآباء والأبناء على السواء . نسخة قديمة من المديرين و المربين الأصليين المتمسّكين بالمثل المؤمنين بها, وهي عندهم لا تباع ولا تشترى ولا مجال للمساومة عليها أو الإتجار بها
"االمدير " لقب استحقّه سي ابراهيم بوتزوات بجدارة, فهومن اصول شريفة وابن فلاح فقير كان يقلّب الأرض بمحراثه ليجمع عناء الدهر بين كفّيه قسطاً لتعليم رفيقه في الحقل وشريكه في التعب . وهكذا يكبر الحلم ويستحيل شهادة ممهورة بحبر التحدي والعناد .
السيدالمديرسي ابراهيم بوتزوات سنديانة عتيقة لا زلنا نتفيأ ظلّها ونستقي بارد معينها يلجأ إليه المديرون محتاجين وابل نصائحه وإرشاداته, منصتين بخشوع لعصارة الأيام والسنين, ولا يخرجون من عنده إلّا بالغنائم الوفيرة ولقاحات العقل والقلب معا .
جميل هو مديرنا سي ابراهيم بوتزوات حين يقف أمام الجيل خطيبا, وقوف التاريخ أمام الحاضر ولا يخفي حسرة تسكن عينيه أو تنهيدة جريحة تنفر من أعماق قلبه الكبير.
من المرارة حقّاً أن يتقاعد ويصبح المدير سي ابراهيم بوتزوات منسياً في لغة الأرقام الحاكمة, و سهماً منكسراً في لغة الأسهم والبورصات, وأن يتخلى عنه رفقاؤه واصدقاؤه وهو في ظروف صعبة ولا يحتاج سوى للمؤازرة والسؤال عنه .هنيئا لك ياسي ابراهيم بوتزوات تعلمنا منك المحبة والتسامح والحلم والصبر .هنيئا لك يا مدير تطاول المجد والعلياء وتواضع المقتدرين النبلاء .هنيئا لما تبقى لك من الراتب الزهيد الا من عنفوان شمس لوحت خيوطها باشراقات نور صحيح.هنيئا لك لانك لم تسىء لأحد او تحتقر أحد . هنيئا لك ياصاحب الأصالة والثبات في عالم المتغيّروياصاحب المبادئ والقيم الفولاذية والمواقف الصلبة .

#العلاوية_مصطفى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات