علي عرمش شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 6870 - 2021 / 4 / 16 - 15:27
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
تدور في اوساط الناس، امثلة ومقولات وحِكم لها دلالات، ومنها تاخذ العبر، وغالباً ما تختصر، بكلمات بسيطة ولكنها عظيمة الاثر، و كما تبدو انها حمالة اوجه، ومزدوجة المعاني، كأن تكون مديحاً، او ذماً واستنكاراً، او اشادة ومن هذه الكلمة الاخيرة كالقول { اعطي الخبز لخبازته } وغالباً ما تتردد هذه العبارة حينما يفشل البعض في عمل معين، وياتي في عقبهم اخر، فيحسن انجاز ما عجز عن اتمامه السابقون. هذه قاعدة لابد ان تعتمد عند الاقدام على تحقيق هدف ليس سهلاً. ويطلق عليه " حسن التدبير والاختيار" اي اعطاء الشغل لمن تتوسم به الكفاءة على تحقيق الغاية المطلوبة.
وما دمنا قد دخلنا في صلب الحديث وورود اشارة عن الفشل والتدبير الذي يصنع التغيير او النجاح. فيتوجب القول ان الكفاءة المطلوبة للنهوض بالعمل المقصود انجازه، لا يشترط ان تكون متعددة الاوجه.. بمعنى الا يفترض بالشخص السياسي الكفؤ ان يمتلك القدرة على ان يكون قنّاصاً او مقاتلاً خلف المتاريس. وان لا يكون لاعب كرة القدم الماهر، ماهراً ايضاً على ذات المستوى، في هندسة حتى بناء ملعب للرياضة القريب من اهتماماته. وان كان ذلك محبذاً. انما المقصود هنا ضرورة توظيف المهارات المتوفرة، كل في مكانها المناسب، عبر التكليف او ان يفرض المكلف نفسه من خلال جدارته المتميزة. هذا اذا ما توفر له مناخاً ديمقراطياً سليماً.
ان ما تقدم من مفاهيم تنطبق تماماً على موضوع الساعة في الساحة السياسة العراقية حيث استعصى الفشل وتمرد على الازاحة بمعنى من المعاني لا وجود للشخص المناسب في المكان المناسب. وهذا القول واحد من المفردات التي غدت تأخذ حيزها المتسع على الدوام، في احاديث الناس. وقد اصبحت مطلباً لقوى التغيير والجماهير المنتفضة. فهل توجد طريق معبدة لارساء قاعدة التناسب بين المكلف والمهمة..؟ . الجواب ان تمهيد الطريق هو الاخر يتطلب توفر " اللوجستيات " الضرورية لذلك وفي مقدمتها القوى الجديرة على التنفيذ والانجاز.
لا يتوهم المسؤول المتنفذ، ومن هو في موقع السلطة والقرار، بان ادواته وكيف ما كانت ستخلق له النجاح والدوام على كرسيه، دون ان يعلم بان مقعده منخوراً، وقد بات آيل للانهيار. بل يرى بانه سيحقق اهدافه، طالما هو مقتنع بنجاعة مخطاطاته وسلامة رؤيته. دون ان يشعر بالخلل الحاصل في التوازن ضمن " الشخص المناسب في المكان المناسب". والذي يصنع حوله عوامل التداعي. هذا اذا ما خلق وعلى حين غرة عوامل الموت.
دفعاً لاهمية لفت انتباه من يناضل من اجل التغيير والديمقراطية نرى ان تكون تدابيره تتناسب مع المهمة التي يروم الوصول اليها. وما يدعونا الى الحث المخلص في هذا الصدد، هو ليس ثمة استعداداً ملموساً مناسباً يذكر.. اي وجود التدابيرالتي تتطلبها بالضرورة عملية التغيير. في الوقت الذي يجري الزحف مسرعاً نحو النهاية التي لاعودة بعدها.
#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟